-1-
المراسلات بين الناس جارية على قدمٍ وساق منذ قديم الزمن ، غير أنَّ المراسلات بين الشعراء لا تجري دائما وفق ذلك النسق .
انها قد تكون مراسلات شعرية …،
وعندها تكون القوافي هي التي تتولى مهمة التعبير عن المشاعر والأحاسيس التي تملأ رحاب النفس بدلاً من رصف الجمل والكلمات النثرية .
ومن النادر جداً ان تجد شاعراً من الشعراء المعاصرين او الماضين وهو لا يحتفظ بالعديد من هذه الرسائل الموّارةبعبير الاخاء والصفاء والمحبة.
-2-
وصديقنا العزيز الشاعر الموهوب السيد محي الدين الجابري –حفظه الله- أديب بارز له براعاته الفكرية والادبية،وله قصائده العامرة التي لا تضارعها سبائك الذهب قيمة ومزيّة .
وقد كتبتُ له رسالة شعرية جاءت على شكل رباعية، ترتقب شعره العذب، واستمرار التواصل بيننا، ولم تسمح ظروفه الصحيّة بجواب سريع، الا انه اجاب بعد ذلك بقصيدة –على نفس الوزن والقافية – تدخل القلوب بلا استئذان، فله الشكر منا مصحوبا بخالص الدعوات وأطيب التمنيات .
-3 –
واليكم ما كتبه السيد الجابري –حفظه الله-
رباعية شعرية رقيقة عذبة تكاد تتمايل فيها الكلماتوتتراقص فيها الحروف من رقة وعذوبة إيقاعها الفريدتشرفت بها وقد وصلتني قبل مدة من سماحة عميد الادبوأستاذ الشعر مولانا السيد حسين الصدر أدام الله عزهومجده وابقاه ذخرا :
مالي أراك صامتا
وانت ينبوع الأدب
وانت محيي الدين
تثري بالجديد المرتقب
والحب قد يلبس أح
يانا ثيابا من عتب
وكيف لا نعتب إن
غابت سبائك الذهب.
فأجبته وقد تأخر جوابي له كثيرا ، فأرجو منه قبول عذري ،وهذه هي أبيات جوابه أدام الله عزه ومجده :
يا سيد الشعر ويا
فارس حلبة الأدب
ويا ابن خير الناس من
عجم بها ومن عرب
السادة الأطهار من
آل النبي المنتجب
بهم اله الخلق عن
مدارك الخلق احتجب
فهم وسيلة الأنام
في الدعاء والطلب
وهم أئمة الهدى
وهم إلى الحق سبب
فيا اخا الفضل ويا
ابا الندى إذا انتسب
ما عقني الشعر ولا
غال قوافي تعب
لكنما الشعر كما
الحسناء تغوى بالذهب
فإن يكن شيء سواه
فشباب أو طرب
وليس عندي لاشتعال
النار زيت أو حطب
إلا بقايا من رماد
وشآبيب لهب
تزاحم الروح فتسري
في وريد أو عصب
وتحطم القلب وقد
شاب بها القلب وشب
فما درى الطين بها
ولا احسها الخشب
وها أنا أرسلها
إليك من غير طلب
معتذرا بها إليك
في الرضا وفي العتب
حسين الصدر