الصباح الجديد تسلط الضوء على انجاز حققته كلية الهندسة بجامعة البصرة
البصرة – سعدي السند :
أقل مايمكن أن يقال عن مبادرة كلية الهندسة في جامعة البصرة بتصنيع جهاز التنفس الأصطناعي ، انها مبادرة المبادرات حقا كونها جاءت في وقتها المناسب لسد النقص الحاصل بهذا الجهاز لمواجهة تحديات تفشي وباء كورونا المستجد بعد أن كان هذا الجهاز يستورد من خارج العراق وبالعملة الصعبة وكانت صناعته مقتصرة على شركات عالمية محدودة وقد امتنعت الشركات الموردة من بيعه الان بسبب الطلب المتزايد عليه من شتى بلدان العالم التي تفشى فيها هذا الوباء ولم تعد هذه الشركات تتعاقد لأغراض بيعه لتلك الأسباب وهو غير مطروح الان في الاسواق أصلا .
كانت صناعته محدودة من قبل شركات أميركية وألمانية
وللتعرف على تفاصيل صناعة هذا الجهاز و أهميته زارت الصباح الجديد عمادة كلية الهندسة وتحديدا الورشة الخاصة بتصنيع هذا الجهاز .
وقد تحدث الدكتور رمزي سالم علي عميد كلية الهندسة في الجامعة نائب رئيس فريق العمل بالقول لقد استطاعت كليتنا تصنيع جهاز التنفس الاصطناعي الذي كانت صناعته محدودة من خلال عدد من الشركات الأميركية والألمانية وغيرها وبأسعار مرتفعة جدا وبالعملة الصعبة ويصل سعر الجهاز الواحد منها الى 40 الف دولار وازداد سعره أكثر مع أزمة كورونا فيما تمكن فريق العمل في كليتنا من تصنيع الجهاز بكلفة تصل الى 2500 دولار وتم تجربته وأثبت نجاحه وقد زارتنا لجنة تخصصية من دائرة صحة البصرة وشاهدت الهجاز واطلعت على دقائق الأمور فيه وطلبت اضافات أخرى فيه وشرعنا بأضافة تلك الطلبات وهذه اللجنة تتابع معنا يوميا لغرض الأنجاز الأمثل للجهاز لتوصي بعد ذلك بعملية استعماله للمرضى بعد ان تتم عملية التعاقد من قبل دائرة صحة البصرة مع الجامعة لأنتاج الأعداد المطلوبة منه وكل الأخوة في الفريق المصنع لهذا الجهاز بهمة عالية واستعداد عال لتصنيع العدد المطلوب منه ويواصلون تواجدهم في الكلية منذ المباشرة بتصنيع الجهاز والى الآن للمحافظة على هذا النجاح الكبير وتجهيز دائرة الصحة في البصرة وكل دوائر الصحة في المحافظات بالأعداد التي يطلبونها .
فريق العمل أبدع بأضافات مهمة جدا للجهاز
وأضاف عميد كلية الهندسة قائلا ان جهاز التنفس الأصطناعي هذا جعلناه يعمل لمريضين معا ولكن اللجنة التي زارت الكلية من دائرة صحة البصرة ارتأت أن يكون الجهاز لمريض واحد في كل مرة ويتم تصنيعه بهذا التوجه فتم تنفيذ الطلب كما طلبت اللجنة اضافة بعض الخواص الموجودة في الاجهزة العالمية وعملنا ايضا على اتمام اغلب هذه الاضافات التي تحتويها الأجهزة العالمية المماثلة وقد تم تصنيع الفلوميتر وتصنيع بعض المتحسسات المطلوبة محليا كمتحسس الجريان باستعمال طابعة ثلاثية الأبعاد ويحتوي جهاز التنفس الاصطناعي عندنا الآن على خطوط حماية ميكانيكية اي في حصول اي فشل في المنظومة الالكترونية يمنع الضرر على المريض المستفيد من الجهاز وقمنا بوضع صمامات امان اضافة لوجود الحماية الالكترونية .
لهذا الجهاز امكانية المراقبة والسيطرة عن بعد وأوضح عميد الكلية أيضا لقد اضاف فريق العمل لهذا الجهاز امكانية المراقبة السيطرة عن بعد حيث يستطيع الطبيب الوصول الى اعدادات الجهاز من خارج الردهة بأستعمال السيطرة من حاسبته او هاتفه الشخصي وهذا بحد ذاته انجاز مهم يخدم هذا الجهاز ولابد من القول ان الميزات التي تمت اضافتها من قبل فريق العمل لاتتوفر في الاجهزة العالمية ونحن اضفناها هنا كخصوصية تقنية فاعلة ومهمة وآخر ماتضمنه الجهاز المصنع في كليتنا هو موضوع التريكر الذي يعمل وفقا لمتطلبات المريض حيث تمت اضافة ميزة مهمة موجودة في أجهزة التنفس الاصطناعي الحديثة وهي خاصية الفطام التدريبي للمريض من جهاز التنفس بعد بدء تشافي المريض فعندما يتحسن المريض ويعود اليه تنفسه الاعتيادي بعد ان ساعده الجهاز على ذلك فلابد للجهاز ان يتعامل مع المريض بدقة ومسؤولية وهو بهذا المستوى من عودته الى التنفس الطبيعي وهنا يبدأ الجهاز بتخفيف كمية الاوكسجين التي كان يضخها للمريض و ينتهي منها شيئا فشيئا اذ ليس من الممكن لمثل هذه الحالة ان يتوقف الجهاز ورتبنا عملية توقفه شيئا فشيئا علما بأن الجهاز الذي تم تصنيعه يخدم وحدات العناية المركزة ايضا
فريق العمل
وبين الدكتور رمزي لقد تم تشكيل فريق عمل لتصنيع الجهاز وتألف الفريق من الدكتور سعد شاهين رئيس جامعة البصرة رئيسا والدكتور رمزي سالم علي عميد كلية الهندسة في الجامعة نائبا وعضوية الدكتور عبدالباقي خلف علي والدكتور محمد ناصر فارس والدكتور رافل محمد لفتة والدكتور جعفر خلف علي والدكتور جاسم محمد سلمان والدكتور جواد راضي محمود والدكتور منير عبدالجليل اسماعيل والدكتور رحيم خزعل مصاول والدكتور باسل شنين مناحي والدكتور محمد خير الله كاظم والدكتور عبدالبصير شري باهض والدكتور علي حسن عبدالعالي والمدرس حيدر علي فاضل والمهندس علي طارق حمودي مجيد والمهندس حسين علي طارق والفني مؤيد خير الله سعدونهناك مجموعة من الاخوة الاطباء قد تابعوا العمل بدقة و زودونا بالمعلومات الطبية المهمة والتي تخص الجهاز و نذكر منهم الدكتور جاسم من كلية الطب وكذلك الدكتور نوفل من مستشفى الفيحاء والدكتور شوقي من مستشفى البصرة التعليمي (الجمهوري سابقا) وكذلك الدكتور مازن عدنان من مستشفى الصدر التعليمي.