رئيس هيئة السياحة وكالة:
بغداد ـ حسن كاظم عوده:
غدت السياحة المستدامة، منهجا واسلوبا تقوم عليه مؤسسات السياحة العالمية ، منها منظمة السياحة العالمية التي شكلت منها نهجاً للتنمية المستدامة للسياحة كتطبيق مقتضياتها في كل الخطط والدراسات التي تعدها ، لأجل تطوير السياحة المستدامة ولأهمية دور هذا القطاع المهم والحيوي في تعزيز الموارد البشرية والاقتصادية لجأت معظم دول العالم الى وضع افكار واستراتيجيات مهمة في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية وركزت على الجانب السياحي بشكل خاص لان التنافس فيه اخذ اعلى درجاته بين دول العالم المتقدمة سياحيا.
وعلى ضوء ذلك اجرى قسم العلاقات والاعلام حواراُ مع الدكتور محمد العبيدي رئيس هيئة السياحة / وكالة والدكتورة ابتهال خاجيك تكلان مدير عام التفتيش والمتابعة والدكتور عمار ياسر كطان مدير عام دائرة المرافق السياحية وكالة وطرح السؤال عليهم وهو ( الرؤية الاستراتيجية للسياحة المستدامة)
فأجاب الدكتور محمد العبيدي تعد السياحة في الوقت الحاضر قطاعا اقتصاديا بامتياز سيما لميزان المدفوعات في العديد من دول العالم واصبحت عنصر تصدير واستيراد وذات مقوم للتجارة الدولية .
وبناء على الاهمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية واعتمادا على مؤشرات النمو الكمي والنوعي للسياحة فان هناك توجها متعاظما لأنماء السياحة بأنماطها المتعددة .
والاستدامة هنا تشمل بالضرورة على الاستمرارية وعليه فان السياحة المستدامة تتضمن الاستعمال الامثل للموارد الطبيعية بما في ذلك مصادر التنوع الحيوي وتحقيق اثار السياحة على البيئة والثقافة ويعظم الفوائد من حماية البيئة والمجتمعات المحلية .
وان يتم تحليل متداخل للتخطيط البيئي والاجتماعي والاقتصادي قبل المباشرة باي تنمية سياحية او اي مشاريع اخرى بحيث يتم الاخذ بمتطلبات الهيئة والمجتمع .
التنمية السياحية الشاملة
لتحقيق التنمية السياحية الشاملة والمستدامة هناك جملة من الاجراءات والوسائل التي من شانها اشباع المواءمة بين رغبات ونشاطات السياح من جهة وتعظيم الفوائد والموارد من جهة اخرى ولغرض تطبيقها نحتاج الى سن قوانين وتشريعات لحماية البيئتين السياحية والمحلية كوحدة واحدة ووجود مراكز دخول في المواقع السياحية لتنظيم حركة السياح وتسهيل المراقبة الحذرة لسلوكهم اتجاه البيئة السياحية وايجاد انظمة وقوانيين تضمن السيطرة على اعداد السياح الوافدين وتحديد القدرة الاستيعابية للمواقع السياحية وتشجيع اقسام المشاريع التي توفر دخولا للسكان المحليين .
فلسفة الرؤية الاستراتيجية للسياحة المستدامة
ان يكون هناك تخطيط للسياحة وتنميتها وادارة جزء من استراتيجيات الحماية او تنمية الدولة ويتم ذلك بالشراكة مع الوكالات الحكومية والمؤسسات الخاصة والسكان المحليين لتوفير اكبر قدر من المنافع وان تتبع تلك الوكالات والمؤسسات والجماعات والافراد مبادىء احترام وثقافة وبيئة واقتصاد المنطقة المضيفة والطريقة التقليدية لحياة وسلوك المجتمع بما في ذلك الانماط السياسية وان يتم الاهتمام بالتوزيع العادل للعوائد السياحية بين العاملين في القطاع السياحي وافراد المجتمع المضيف وسكان المنطقة السياحية ويجب ان تتوفر الدراسات والبحوث والمعلومات عن طبيعة السياحة وتأثيراتها على السكان والبيئة الثقافية قبل وبعد التنمية خاصة بالنسبة للمجتمع المحلي حتى يتمكن السكان المحليين من المشاركة والتاثير على اتجاهات التنمية الشاملة .
كما ان تأمين السياحة المستدامة يتطلب وجود ادارة متميزة لها دراية بالتطور والمراقبة والمتابعة المستمرة واتخاذ التدابير العاجلة ودعم السياحة من جميع الأطر سواء السلطات المحلية او السكان المحليين ومؤسسات القطاع السياحي الخاص والمنظمات غير الحكومية والسياح انفسهم
احتكار فوائد السياحة
بالمقابل رأت الدكتورة ابتهال خاجيك تكلان ان السياحة المستدامة يرجع تاريخها الى العقد السابع من القرن الماضي وهو التاريخ الفعلي لولادة «السياحة المستدامة « وهو مفهوم يرمي لجعل الصناعات السياحية ضمن تنمية مستدامة ذات تأثيرات ايجابية في خدمة التنمية المحلية من دون التأثير على المجتمع والبيئة والاقتصاد .
واشارت تكلان الى ان السياحة تضمنت المحافظة على قدرة المجتمعات المحلية باستمرارها والاستفادة منها ، كما تضمن في الوقت نفسه استمتاع السائح ببيئة متجددة ونظيفة لايمكن لها ان تنهار بعد حين لاستنزاف الموارد او احتكار فوائد السياحة لفئات محدودة من دون اخرى .
وتطرقت الدكتورة الى عدم تجاهل السياحة كونها من القطاعات الاقتصادية ذات الاهمية الكبيرة بالنسبة لميزان المدفوعات في اغلب دول العالم، لافتة الى تبني كل من الامم المتحدة ومنظمة السياحة العالمية فكرة السياحة المستدامة كقطاع اقتصادي واعد ينبغي استثماره بصورة مستدامة لنيل مكاسب اقتصادية بجدوى عالية علاوة على تحاشي حدوث مشكلات بيئية او اجتماعية وثقافية .
واخيرا اكدت تكلان على اهمية السياحة المستدامة فهي تكون نقطة التلاقي مابين احتياجات الزوار والمنطقة المضيفة لهم ، مما يؤدي الى حماية ودعم فرص التطوير المستقبلي للمواقع السياحية .
مراكز تنظم حركة السياح في المواقع السياحية
من جانبه اجاب الدكتور عمار ياسر كطان «ضرورة أن نبين بعض المبادئ والانظمة بهدف تحقيق الموائمة بين رغبات ونشاطات السياح من جهة وحماية الموارد البيئية والاجتماعية والاقتصادية من جهة اخرى منها وجود مراكز تنظم حركة السياح في المواقع السياحية وتزويدهم بالمعلومات الضرورية وضرورة توفر معلومات شاملة عن المواقع السياحية واعطاء بعض الارشادات الضرورية حول كيفية التعامل مع الموقع ويفضل ان يعمل في هذه المراكز السكان المحليون الذين يدربون على ادارة المواقع والتعامل مع المعطيات الطبيعية .
وقال كما يتطلب الامر تقديم وخلق الحوافز لممارسة نشاط السياحة والسفر وبصورة منتظمة والاتفاق على مجموعة من المعايير لقياس النمو المستدام والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية للشركات السياحية في حماية السياح والبنى التحتية للمناطق السياحية وتشجيع البحث والتطوير في مجال السياحة المستدامة خدمة للقطاع السياحي وضرورة وجود قوانيين سياحية وانظمة بيئية تضمن السيطرة على اعداد السواح الوافدين وتأمينهم بالخدمات والمعلومات وتوفير الامن والحماية من دون احداث اي اضرار للبيئة الطبيعية .
- واضاف كما يتطلب الامر ضرورة وجود ادارة سليمة للموارد الطبيعية والبشرية في المنطقة يمكنها ان تحافظ على هذه المكتنزات للاجيال المقبلة من خلال عناصر بشرية مدربة وهذا مايتطلب اتخاذ بعض الملاحظات والاجراءات وهي: دمج السكان المحليين وتوعيتهم وتثقيفهم بيئيا وسياحيا وتوفير مشاريع مدرة للدخل للسكان مثل الصناعات الحرفية التقليدية ومرافقة الدواب لنقل السياح وتشجيع الزراعة العضوية فضلا عن العمل كمرشدين سياحيين وتضافر كل الجهود لنجاح السياحة البيئية من خلال تعاون كل القطاعات ذات العلاقة بالسياحة مثل القطاع الخاص والقطاع الحكومي والمؤسسات الرسمية والهيئات غير الحكومية والسكان المحليين .