ديالى ـ خاص:
كشفت مصادر نيابية وأمنية في محافظة ديالى عن احباط اول هجوم بالغازات السامة ضد المدنيين من قبل تنظيم داعش شمال شرق بعقوبة، وفيما كشف عضو في مجلس ديالى عن قطع التنظيم المياه عن مليون نسمة، اكدت قيادة شرطة ديالى عن استعداد 5 الاف عنصر امني لتطهير منطقة سدة الصدور.
وقال النائب عن محافظة ديالى فرات التميمي في حديث الى” الصباح الجديد”،ان” قوة امنية خاصة من الشرطة المدعومة بمفارز قتالية من الجيش والحشد الشعبي نجحت في احباط هجوم بالغازات السامة هو الاول من نوعه في ديالى باطلاق 7 صواريخ تحوي غاز الكلور كان تنظيم داعش اعدها للانطلاق من قرى سنسل ( 45 كم شمال شرق بعقوبة) والتي تخضع لسيطرة داعش صوب مناطق قريبة من قضاء المقدادية ( 40 كم شمال شرق بعقوبة) بهدف قتل وابادة المدنيين”.
واضاف التميمي ان” الصواريخ كانت مهيأة وجاهزة للانطلاق لكن سرعة ردة فعل القوات الامنية وتعاملها السريع مع الوضع أسهم في منع حدوث كارثة انسانية كادت ان تودي بحياة العشرات من الابرياء”، لافتا الى ان ” استخدام الغازات السامة بات اسلوباً جديداً يعتمده داعش في حربه ضد ابناء العراق خاصة بعد ان استخدمه ضد ابناء منطقة الضلوعية قبل ايام والذي ادى الى حدوث اصابات طالت العشرات”.
ودعا التميمي ” الحكومة المركزية الى اتخاذ اجراءات حازمة حيال داعش لمنع استخدامه الغازات السامة التي تهدد ارواح آلاف المدنيين “.
وفي سياق آخر أكد عضو مجلس محافظة ديالى احمد الربيعي الى ” الصباح الجديد ” قيام تنظيم داعش بقطع مياه نهر مهروت الرئيسي المغذي لعدة انهر فرعية ومنها خريسان منذ مساء الجمعة عبر اغلاق بوابات سدة الصدور الاروائية ( 45 كم شمال شرق بعقوبة) والتي تخضع لسيطرة التنظيم منذ اسابيع”.
واضاف الربيعي ان” قطع داعش مياه نهر مهروت والأنهر المتفرعة منه وابرزها خريسان تعني ان حياة مليون نسمة من اهالي ديالى باتت على المحك”، محذرا من “كارثة انسانية فيما لو استمرت سيطرة داعش على سدة الصدور وتلاعبه ببواباته وقطعه المتكرر لمياه الانهر التي تغذي محطات الإسالة في مناطق واسعة من ديالى”.
وبين الربيعي ان” محطات الإسالة في بعض الوحدات الادارية ومنها ابي صيدا ( 30 كم شمال شرق بعقوبة ) توقفت عن العمل بسبب شحة المياه الخام ونتجية قطع المياه عن نهر خريسان”، لافتا الى ان ” الكارثة ستمتد الى بعقوبة والوحدات القريبة بها وستعاني من شحة قاسية في مصادر مياه الشرب بسبب تفاقم المشكلة في الساعات الماضية”.
من جانبه اعلن قائد شرطة ديالى الفريق الركن جميل الشمري ” انطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق لتطهير سدة الصدور والقرى القريبة منها في مسعى لمواجهة حرب المياه التي يشنها تنظيم داعش ضد مناطق عديدة في المحافظة”.
واضاف الشمري ان” قوات امنية مشتركة من الشرطة والجيش والحشد الشعبي المدعومة بالطيران الحربي تنفذ فصول معركة تطهير سدة الصدور واحرزت تقدما ملموسا في الساعات الماضية من خلال قتل 18 ارهابيا من داعش بينهم 5 قيادات بارزة، اضافة الى تدمير مركبات تحمل اعتدة ومتفجرات”.
وتوقع الشمري ” حسم معركة سدة الصدور في الساعات المقبلة من اجل اعادة السيطرة على سد ستراتيجي كان داعش يحاول استخدامه في حرب المياه ضد المناطق السكنية الرافضة لافكاره وايدلوجياته”.
الى ذلك كشف مصدر امني مطلع في ديالى عن” مشاركة اكثر من خمسة الاف عنصر امني من الشرطة والجيش والحشد الشعبي في معركة تطهير سدة الصدور والقرى المحيطة بها والتي يتجاوز عددها 10 قرى ينتشر فيها قرابة 1000 عنصر من مسلحي داعش بينهم 400 من العرب والاجانب”.
واضاف المصدر ان” قرى سنسل وحنبس القريبة من سدة الصدور باتت تسمى حاليا من قبل داعش بالعاصمة لإمارة شمال قضاء المقدادية وهي تتميز بوجود حواظن كبيرة له اضافة الى تعقيدات تضاريسها الطيعية كونها تحوي بساتين زراعية كثيفة استغلها داعش في نصب الكمائن والعبوات الناسفة والالغام لمنع تقدم القوات الامنية لتطهيرها ”
وتوقع المصدر ” أن تشهد عملية تطهير قرى سنسل معارك شرسة وقوية بعدما نجحت القوات الامنية من تطويق القرى من عدة محاور، خاصة بعد تضييق الخناق على التنظيم في الايام الماضية”، لافتا الى ان ” ابرز العوامل التي تعيق تقدم القوات الامنية لانهاء الاهداف المحددة لها هي كثرة العبوات والالغام الارضية التي نصبها داعش في محاولة لمنع تقدم القوات الامنية”.
وحذر المراقب المحلي للشؤون الامنية في بعقوبة نصير العبيدي من “خطورة استخدام داعش للغازات السامة في استهداف المناطق الآمنة في ديالى”، داعيا ” الاجهزة الامنية الى الرد بحزم وقوة لمنع اي محاولة اخرى للتنظيم”.
واضاف العبيدي ان” لجوء داعش للغازات السامة دلالة على وجود انهيار معنوي للتنظيم بسبب صمود الاهالي ورفضهم لافكاره المتطرفة”، منبها الى ” أن تكون الاجهزة الامنية حذرة في تحركاتها اثناء العمليات العسكرية لتفادي اي خسائر بشرية بسبب الغازات السامة”.