الدكتور فوزي حامد استاذ كلية الآداب الجامعة المستنصرية شغل منصب مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية لديه كتاب نشر في لبنان بعنوان اشكالية الفلسفة في الفكر العربي الاسلامي، وكتاب العقل المادة المعرفة وهو الان تحت الطبع كما ان لديه مجموعة من البحوث التي تعالج مشكلات المجتمع العراقي الان، ازمة الديمقراطية في العراق نحو بناء مجتمع مدني اشكالية المنهج في الفكر العربي المعاصر وبحث عن مدني صالح بعنوان الصراع الحضاري والحلم الفلسفي قراءة في فلسفة مدني صالح وعدد من المقالات التي تنشر في الصحف اليومية
التقيناه في مكتبة كريم حنش والتي تقع في قيصرية المتنبي حيث نلتقي بها بوجوه ثقافية وادبية ونسمع اغاني الطرب الجميل التي يتحفنا بها حنش كي تكون للقيصرية نكهة جمالية خالصة تجعل زائر المتنبي يتوق اليها كي يشذب اذانه من صخب الشوارع والاخبار التي عادة ما تتسبب بالتشويش والاحباط على الفكر والروح.
على اي اساس تم اختيارك لقسم الفلسفة؟
اختياري لقسم الفلسفة كان بسبب حبي لهذا العلم، وقد كانت لدي قراءات كثيرة في الادب والفلسفة لكني كنت اميل للفلسفة وعلم النفس اكثر وبعد استشارة اخي الكبير للفصل بينهما والبت برأي اخير لتحديد نوع الدراسة عزز لدي حب الفلسفة
ما الذي جعلك في البداية محبا لهذا العلم والتركيز على قراءته؟
قرات كتباً كثيرة في المرحلة الثانوية، اهمها كتابات فرويد اذكر منها على سبيل المثال كتاب «مستقبل الحضارة»، «طمطم والوهم»، «موسى والتوحيد» وهذه كلها كتب اقرب الى الفلسفة منها الى دراسات علم النفس.
قرات كتاب «تاريخ الفلسفة» ليوسف كرم، اضافة الى العديد من الكتب المتعلقة بهذا العلم، لكني لا اذكرها الان واذكر اضافة الى ذلك تاريخي السياسي حيث كان لدي عمل سياسي سري في السبعينيات تسبب في اعتقالي، مما عزز لدي حبي لهذا المفهوم بسبب قراءاتي الكثيرة لعناوين تخص علم الفلسفة حيث قرات تلك الكتب وانا في السجن عندما كنت في مرحلة الرابع ثانوي واثناء العطلة بسبب انتمائي للحزب الشيوعي العراقي.
اضافة الى كتب كثيرة اثناء تواجدي في السجن ومنذ الابتدائية كنت اقرا الروايات والقصص العربية مثل عنتر بن شداد وسيرة بني هلال، وكان خالي يقرأ لنا قصصاً وينتهي عند فصل ويكملها اليوم التالي على طريقة الحكواتي فكان اسلوبه القصصية ذكي في جعلنا نتشوق لإكمال الحكاية لنا لكني بدأت في ذلك الوقت من سرقة الكتاب كي اكمل القصة لأني كنت اشعر بالحماسة بشكل كبير لأعرف تفاصيلها الاخرى من دون الانتظار الى اليوم التالي
ما هو الفرق بين علم النفس وعلم الفلسفة؟
الفرق نوعي والمنهجية والية تناول الموضوع الفلسفة تميل الى اقتراح الفرضيات ومحاولة اثباتها وفق وجهة نظر محددة اما علم النفس فهو من العلوم التجريبية فهو يميل الى الميدان والتحليل والاختبار وما الى ذلك اضافة الى الجانب الذهني الموجود في علم الفلسفة اكثر من بقية العلوم ومنها علم النفس والعلوم الاجتماعية
ما الذي اضافته لك دراستك الاكاديمية
اعطتني معرفة وافية وشافية لموضوعة الفلسفة وتاريخها، واثر التاريخ والواقع الاجتماعي الذي ينتمي اليها الفيلسوف لاختياره هذه النظرية من دون غيرها، واصبح لدي وعي عن مفهومها يختلف عن اعتقاداتنا السابقة فان اردت ان احكم على نفسي في تلك المرحلة فقد كنت اعتقد بالأشياء المطلقة.
لكن الدراسة فككت تلك المفاهيم الفكرية لدي واصبحت الفلسفة موقف نقدي واعي مؤول للمعارف يهدف الى تقوية موقع والدفاع عنه في الصراع الاجتماعي والسياسي وهي ضمن هذا التعريف
هل تعتقد ان هذا التعريف مطلق ام أن هناك من يخالفك هذا الرأي؟
هذا تعريف توصيفي لا اعتقد ان هناك من يخالفني هذا الراي فانا اوصف فعل التفلسف
فالفلسفة عندما تتخذ موقفا لا تتخذه بطريقة عشوائية وانما هناك مسبب وهناك وحدة رؤية للمواقف فما يميز الفيلسوف عن غيره ان لديه موقف موحد لمجمل المواقف التي يمر بها في حياته فهناك نظرة تحليلية والاسباب للانحدار الثقافي هي الحروب وسياسيات الانظمة السياسية
هل جمعت افكارك ضمن كتاب موحد؟
لدي كتاب منضد منذ ثلاث سنوات لكن بسبب عملي الاداري الذي يستغرق جهدي ووقتي بقي مؤجل
ما هي امنيتك الان؟
امنيتي ان ارى العراق كما نحلم به، ان تعود الحياة فالعراق يحب الحياة، وان نرى الاشياء الجميلة هي المنتشرة وان تنتهي حالة القبح في المظاهر اليومية وحتى في وعينا وفي طبيعة تعاملنا مع تفاصيل يومنا وان تمحى اثار الحروب وبغداد كما حلمنا وحلمت به شهرزاد وكل الشعراء الكبار
لان بغداد تستحق الحياة