هاجموا ماتيو سالفيني وزير الداخلية الإيطالي اليميني المتطرف
الصباح الجديد ـ وكالات :
شارك أكثر من ثلاثين ألف شخص في مظاهرة مؤيدة للمنظمات الإنسانية، التي تعمل على إنقاذ المهاجرين في عرض البحر، وتضامنية مع القبطانة كارولا راكيتي. وقالت قبطانة سي ووتش راكيتي في رسالة للمتظاهرين في برلين «انعدام المسؤولية لدى دول أوروبية أجبرني على التصرف كما تصرفت». وكانت راكيتي قد تعرضت للاعتقال قبل الإفراج عنها من السلطات الإيطالية لتحديها قرارا بمنع رسو السفن الإنسانية بالموانئ الإيطالية. وتضامنا مع قبطانة سفينة «سي ووتش» كارولا راكيتي، ودعما لمنظمات إنقاذ المهاجرين، تظاهر أكثر من ثلاثين ألف شخص في نحو مئة مدينة ألمانية السبت، مطالبين بتسهيل مأمورية المنظمات الإنسانية العاملة في عرض البحر. وتظاهر نحو ثمانية آلاف شخص في برلين وأربعة آلاف في هامبورغ، فيما جرت اعتصامات ومسيرات في نحو مئة مدينة في مختلف أنحاء ألمانيا.
ورفع المتظاهرون في برلين سترات إنقاذ، منددين بتجريم عمليات الإنقاذ في البحر ومهاجمين خصوصا وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني اليميني المتطرف. وقالت قبطانة سي ووتش كارولا راكيتي في رسالة للمتظاهرين في برلين: إن «عمليات الإنقاذ في البحر لا حدود لها، وكذلك تضامننا». وأضافت الشابة الألمانية الموجودة حاليا في إيطاليا أن «انعدام المسؤولية لدى دول أوروبية أجبرني على التصرف كما تصرفت». وأوقفت راكيتي، التي كانت تقود السفينة «سي ووتش»، بعدما رست عنوة الأسبوع الفائت في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية للسماح بإنزال أربعين مهاجرا، تم إنقاذهم في البحر وعلقوا على السفينة لأكثر من أسبوعين. وأمرت قاضية إيطالية الثلاثاء الماضي بالإفراج عنها بداعي أنها تحركت لإنقاذ حياة بشر. لكنها لا تزال ملاحقة بتهمتين: مقاومة ضابط والمساعدة في الهجرة غير الشرعية. وأعلن أحد محامي كارولا راكيتي قبطانة سفينة «سي ووتش» الجمعة أن موكلته سترفع دعوى على وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني بتهمة التشهير بعد أن هاجمها بعنف. وقال أليساندرو غامبيريني لإذاعة إيطالية «حضرنا الدعوى ضد الوزير سالفيني»، مؤكدا أنه «ليس من السهل جرد كل الشتائم التي تفوه بها سالفيني في الأسابيع الأخيرة». وأضاف «في هذه الأوساط المعتادة على الشتائم هو من يحرك الأحقاد. تقديم شكوى بتهمة التشهير طريقة لتوجيه رسالة». وفي تحد جديد لوزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، رست سفينة إنقاذ المهاجرين «أليكس» التابعة لمنظمة «مديتيرانيا»، والتي ترفع العلم الإيطالي في أحد موانئ جزيرة لامبيدوزا على متنها 41 مهاجرا تم انقاذهم في عرض البحر. وعلى رصيف الميناء كان هناك حضور كثيف للشرطة بانتظار السفينة، ولم يسمح لا لطاقمها ولا للمهاجرين وطالبي اللجوء على متنها بالمغادرة. ونشرت «ميديترانيا» تغريدة طالبت فيها بإنزال من تم إنقاذهم. وقالت إنها أبحرت إلى «المرفأ الوحيد الآمن للرسو». وأضافت «ركاب القارب الغارق والطاقم منهكون ، الأشخاص الذين تم إنقاذهم يحتاجون إلى العناية ، هذا موقف عبثي وإطالة الانتظار قسوة غير ضرورية». وفي السياق نفسه، طالب وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر نظيره الإيطالي في رسالة بفتح الموانئ الإيطالية أمام السفينتين «آلان كردي» و»أليكس» الموجودتين حاليا قبالة لامبيدوسا، بحسب مصادر قريبة من الحكومة. وكتب الوزير الألماني وفق المصادر «لا يمكننا أن نتحمل مسؤولية بقاء سفن تقل ناجين لأسابيع في البحر المتوسط لمجرد أنها لا تجد ميناء» يستقبلها. وأضاف «لهذا السبب، أدعوك بإلحاح الى إعادة التفكير في موقفك بعدم فتح الموانئ الإيطالية»، علما بأن المانيا أبدت استعدادها لاستقبال قسم من الناجين الموجودين على السفينة «آلان كردي».
والشهر الماضي وقع سالفيني مرسوما يفرض غرامات تصل إلى 50 ألف يورو (57 ألف دولار) على قبطان ومالك ومشغل أي سفينة «تدخل المياه الإقليمية الإيطالية من دون السماح لها».