إعداد: حامد خضير الشمري
ولدت الشاعرة في 6 مارس 1806 وكانت من أبرز شعراء العصر الفيكتوري، وأشعارها الأكثر شعبية في كل من إنجلترا والولايات المتحدة خلال فترة حياتها. قامت براونينغ بنشر عدد كبير من قصائدها أثناء حياتها، كما قام زوجها بنشر بقية أشعارها بعد وفاتها.
جعلت منها أشعارها في 1844 أشهر المؤلفين ما حمس روبرت براونينغ الشاعر الإنجليزي (1812-1892) لمراسلتها ليخبرها عن حبه لأشعارها وترتب عن ذلك لقاء بينهما في 1845. واعتبرت تلك المراسلات بينهما الأشهر في أدب الغزل.
كانت اليزابيث باريت براوننغ تعد اثناء حياتها أعظم شاعرة في إنجلترا وتنم اشعارها عن تفرد في الاسلوب، وثراء في الخيال كما أن أعمالها تكشف عن تفاصيل من جوانب حياتها تلهب الخيال وتأسر الألباب ومن أبرزها حبها للشاعر روبرت براوننغ.
ولدت اليزابيث باريت في كوكسهو هول بمقاطعة درم ,لأب هو إدوارد مولتون باريت صاحب مزرعة, كانت أكبر إخوانها الاثني عشر ورغم اعتلال صحتها ورقة جسدها كانت تتسم بذكاء يفوق مرحلتها السنية وكانت تنفق أيامها في المنزل تدرس اللغات وتقرأ في الادب والفلسفة والتاريخ وتقرض الشعر وفي عام 1835وإثر نكسات مالية ألمت بالأب انتقلت الأسرة للعيش في لندن حيث استقر بهم المقام في النهاية في المنزل الذي حاز شهرة كبيرة فيما بعد وهو 50 شارع ويمبول، وفي لندن قابلت جون كينون الذي جذب انتباه الشخصيات الأدبية البارزة إلى أعمالها ورغم أنها كانت قد نشرت أشعارا منذ فترة باكرة من حياتها فإن أول عمل لها أثار اهتمام جمهور القراء كان ديوان: الملائكة وقصائد أخرى (1835 ) الذي كان موضع مديح كتاب المراجعات الأدبية في المجلات الذين وصفوا كاتبته بأنها «أعظم الشعراء الشبان الذين نعقد عليهم آمالا كبارا» لقى ادوارد أكبر اخوتها الذكور ، الذي كانت تكن له حبا كبيرا، مصرعه غرقا، وهو الحادث الذي كان له عظيم الأثر في تدهور صحتها ورغم ذلك استمرت في نظم الشعر طوال هذه الفترة البائسة من حياتها وفي عام 1844 نشرت ديوانها قصائد الذي حقق لها شهرة عريضة.
فى عام 1845 شرع روبرت براوننج الذي كان شعره موضع إعجاب اليزابيث في مراسلتها بإيعاز من صديقهما المشترك جون كينون، وسرعان ما تم اللقاء بين اليزابيث وبراوننج وتزوجا في عام 1846 وذهبا معا إلى اوروبا.
وبعد ان قضى الزوجان فترة قصيرة في فرنسا، رحلا إلى إيطاليا حيث استقرا في فلورنسا وفي عام 1849 رزقا بطفل ذكر ونشرت اليزابيث الجزء الثانى من ديوان قصائد (1850) تضمن مقطوعات شعرية مترجمة من البرتغالية وسجلت فيه تفاصيل العلاقة الرومانسية بينها وبين براوننج أما روايتها الضخمة ذات الروح الشعرية أورورا لى (1856) التى تغلب عليها النزعة العاطفية المفرطة إلى حد ما فقد حظيت بالمديح لما اتسمت به من عاطفة فياضة وحيوية ذهنية ورغم ما أشار إليه النقاد الذين عرضوا لها من مثالب كبيرة في الحبكة ورسم الشخصيات والمذاق الأدبى كانت اليزابيث حتى هذه الفترة من حياتها تضمن أشعارها دوما آراء اجتماعية تقديمية إلا أن شعرها اتخذ منحى جديدا وبدأ ينضح باهتمامها المتزايد بالأحوال السياسية في إيطاليا. اصدرت أول ديوان لها يتناول الأوضاع السياسية في إيطاليا، ويحمل عنوان: نوافذ منزل جويدى(1851) إلا أنه أثار انتقادات عنيفة لافتقاره إلى الآراء المتسقة واحتوائه على آراء تخلو من أى عمق أو دلالة، وعلى نحو مماثل لم يصادف ديوان آخر لها أصدرته فيما بعد وتضمن قصائد ذات طابع سياسى صريح، استحسان معاصريها، وهذا الديوان يحمل عنوان: قصائد قبل المؤتمر (1860) كان لاهتمام اليزابيث المشبوب بالسياسة تأثير ضار – فيما يبدو – على صحتها، فقد أكربها أشد الكرب نبأ وفاة كاميلو كافور – المجاهد الوطنى الايطالى العظيم، في أوائل شهر يونيو من عام 1861 ، وهو الشهر نفسه الذي شهد وفاتها في فلورنسيا، وفي عام 1862، صدر ديوانها المعنون قصائد أخيرة.
ومنذ وفاتها صدرت مجلدات عدة تحوي مراسلتها وخطاباتها التى تفيض بالحيوية الآسرة وتأخذ بمجامع القلوب.