سمير خليل
بالرغم من أن أول فيلم عرض في العراق كان في عام 1909 الا ان البداية الحقيقية للسينما العراقية كانت بأول انتاج سينمائي عراقي في فيلم ابن الشرق وهو من إخراج إبراهيم حلمي عام 1946، اما اول فيلم عراقي ملون فكان فيلم نبوخذ نصر إخراج كامل العزاوي عام 1962، والفيلم الاول من انتاج القطاع الحكومي العام كان فيلم الجابي عام 1968 الذي كتب قصته والسيناريو والحوار والاخراج الفنان الراحل جعفر علي لدى تأسيس مصلحة السينما والمسرح في العراق.
وفي خضم التاريخ الطويل لم يكن للسينما الطلابية في العراق ثقل كبير كما هو الحال عند مثيلاتها في الوطن العربي والعالم، لأننا والى هذا اليوم لا نمتلك مدرسة او معهدا او كلية تدرس السينما بنحو خاص، ولم تتجاوز السينما الطلابية حاجز الفرع او القسم في الكليات والمعاهد الفنية في العراق، وبرغم جهود المدرسين في هذه الاقسام الا انها قدمت عددا قليلا من اسماء سينمائية وتلفازية مؤثرة.
ويحسب للرائد الراحل جعفر علي محاولاته الجادة لان يكون للسينما الطلابية مكانة كبيرة في الوسط الابداعي العراقي، فأسس قسم السينما في أكاديمية الفنون الجميلة سنة 1976 وأصبح رئيساً للقسم، واستدعى أبرز الأساتذة العرب ليدرسوا في الفرع ومنهم المخرج المصري الشهير توفيق صالح، وهاشم النحاس، واميل بحري.
وعلى الرغم من كل الإمكانات المتواضعة، الا ان هناك من ينتج ويطور، كما نعرف من الدكتور ضياء القيسي مدير معهد الفنون الجميلة للبنين القسم الصباحي الذي كان متفائلا بنتاجات طلاب معهده برغم المعاناة وقال: نحن سعداء بما يقدم طلابنا خلال سنوات دراستهم برغم قلة امكانياتنا وقلة الوسائل المعينة لعملنا في تطوير طاقات ومواهب الطلبة الراغبين بدراسة السينما، وبرغم هذا قدمنا 15 فيلما من نتاجات الطلبة تتراوح بين القصيرة والطويلة وثائقية وكوميدية او روائية وبإشراف اساتذتهم “
اما الاستاذ فلاح حسن رئيس قسم السينما في نفس المعهد فذكر ان: التطور يرتبط بالإمكانيات، نحن لا نملك اي دعم من اي جهة، وكما تعلمون فإننا نتبع وزارة التربية، وهي ذات امكانات محدودة، وبرغم اننا نمتلك حماسا كبيرا كمعهد ومدرسين وطلاب، نمت افكارا ورؤى لإنتاج افلام روائية، او وثائقية لغرض التنافس في المهرجانات، لكننا نصطدم بمعوقات كثيرة فنحن نفتقر للأموال، لا نملك امكانات الإنتاج، الطالب ينفق من جيبه الخاص، لإنتاج فيلمه يضطر لتأجير المعدات من خارج المعهد، لا نمتلك اجهزة حديثة، او كاميرات حديثة، لدينا ستوديو ولكنه غير مجهز، لدينا 117 طالبا في قسم السينما بالمعهد لكننا اذا تمكنا من اعداد خمسة طلاب متميزين فنحن بوضع ممتاز.
الاستاذ حيدر كاظم العامري التدريسي في معهد الفنون الجميلة للبنات القسم الصباحي يقول: الازمة تتكرر كل عام ولا نجد الحل. باختصار، نحن نفتقر للإمكانات، الدولة بعيدة عن موضوع تمويل، حتى هذه المهرجانات التي هي المؤشر لعملنا كل سنة، فإننا نقيمها بجهود ذاتية، طبع الفولدرات، والهدايا، والضيافة، نحن لا نمتلك صالة لعرض الافلام في معهدنا، لذلك نحتار كل عام بمكان المهرجان السنوي، ونضطر للاستعانة بأماكن اخرى قد تكون غير ملائمة.
اما الفنانة روشن حسين معاونة المعهد فتقول” طالباتنا في قسم السينما يعانين من المصاعب التي تواجههن، هن بحاجة للتصوير الميداني ما يعني الخروج خارج اسوار المعهد واحتمال ان تكون مواقع التصوير غير آمنة فيتوجب مرافقة فرد من عوائلهن او احد الاساتذة ، ومن المعوقات الاخرى حاجة طالباتنا للاستعانة بالعنصر الذكوري في الافلام فاحيانا نلجأ لمعاهد البنين وبالعكس ربما يحتاج طالب السينما في معهد البنين للاستعانة باحدى طالباتنا وهذه احدى المعوقات ايضا ،لذلك مساهمة ودعم الاهل لطالبات قسم السينمـا مهـم جـدا “.
السينما الطلابية.. احلام كبيرة وواقع فقير
التعليقات مغلقة