عائشة الدوري _ كان:
رغم الاعتراض و الجدل الذي اثير حول تكريم الفرنسي الأكثر شهرة في العالم آلان ديلون، الا ان تواجده في أروقة المهرجان كان من ابرز احداث هذه الدورة.
آلان ديلون (٨٣) عاما الذي يعتبر احد أيقونات السينما الفرنسية و احد أبرز وجوهها في افلام حقبة الستينات و السبعينات تم تكريمه من قبل ادارة المهرجان احتفاء بمشواره السينمائي الذي تجاوز الثمانين فيلما، منها افلام صنعت بصمة في تاريخ السينما وهي الافلام التي عمل فيها مع مخرجين كبار أمثال فسيكونتي و أنتونيوني و جان بيار ميلفيل، الا انه رغم كل تاريخه السينمائي الحافل، لم يحظ بجائزة من مهرجان كان.
هذا التكريم الذي ربما جاء متأخرا بعض الشيء، قوبل باحتجاجات و اعتراضات من قبل بعض الجمعيات و الحركات اليسارية و جمعيات حقوق المرأة و حقوق المثليين، وذلك لدعم ديلون الحزب اليميني المتطرف والصداقة الشخصية التي تجمعه بالسياسي و زعيم حزب الجبهة الوطنية السابق جان ماري لوبان، و تصريحات سابقة له للصحافة انتقد فيها موضوع تبني المثليين للأطفال و غيرها من القضايا التي لم تلائم جمعيات حقوق المرأة او اصحاب الفكر اليساري، فقامت هذه الجمعيات بكتابة عريضة رسمية موقعة من قبل ٢٥ الف شخص تطالب بعدم تكريمه.
ادارة المهرجان من جانبها أصدرت تصريحا حول أحقية ديلون بالتكريم كونه اثرى السينما الفرنسية و العالمية بأفلام تعتبر الان من كلاسيكيات الفن السابع، كما اكد المهرجان ان للجميع حق حرية التفكير و لا يجب ان نحكم على فنان بقيمة آلان ديلون و نحاسبه استنادا على تصريحات صحفية كان قد أدلى بها قبل سنوات.
ديلون الذي التقى بالصحافة و الاعلام في ندوة صحفية قبل ساعات من تكريمه في حفل كبير في قصر المهرجان، تحدث عن اهم افلامه مثل «ظهيرة أرجوانية» و «الساموراي» و «الفهد» و «روكو و اخوته» كما تحدث ايضا عن بداياته عندما كان شابا يخدم في البحرية الفرنسية قبل ان يتجه للتمثيل، و توقف ايضا عند أبرز محطاته الفنية، لكنه لم يود الخوض في السياسة و تجنب الحديث عن كل ما يتعلق بالأوضاع في فرنسا او السياسة الداخلية، و فضل التحدث عن التكريم قائلا « سبق ان اعتذرت لإدارة المهرجان و رفضت ان أكرم قبل سنوات، لان مسيرتي السينمائية لم تكن لتعرف بهذا الشكل و الشهرة لولا عملي مع مخرجين كبار، فهم أولى بهذا التكريم…عادت ادارة المهرجان هذا العام و فاتحتني بموضوع التكريم مرة اخرى، فقلت لهم نفس الكلام…الشيء المحزن هذه المرة ان مدير المهرجان قال لي انا احترم موقفك تجاه المخرجين، لكن لا يوجد احد منهم الان على قيد الحياة…فمن هنا جاءت موافقتي وقبولي التكريم و أود ان أهدي هذه السعفة التكريمية لكل المخرجين الذين صنعوا مني آلان ديلون».