أكرم العبيدي*
بعد التصويت على حكومة السيد العبادي وانتهاء مارثون تشكيل الحكومة وبداية فصل جديد من الحكاية العراقية بعد العام 2003 نجدنا كعراقيين أمام مسؤولية جديدة بعد انتهاء مسؤوليتنا الاولى الا وهي المشاركة في الانتخابات والتصويت لمن يمثلنا في البرلمان العراقي ..
اقول المسؤولية الجديدة هي الموافقة على تلك الحكومة والقبول بها لأننا نحن من صوت لها وانتخبها برغم اعتراضنا على طريقة تشكيلها ورفضنا لمبدأ المحاصصة ومزادات البيع والشراء للوزارات في الكابينة الوزارية كما يشاع وكما قالها احد النواب قبل أيام.أقول علينا كشعب أن نتقبل تلك الحكومة وننتظر ماذا ستفعل كونها تشكلت ضمن سياقات دستورية وأيضا بقبول دولي وإقليمي لأننا لا نملك خياراً آخر غير الانتظار ومراقبة ماذا ستقدم تلك الحكومة.. لان الحكومة أمامها تحديات حقيقية .
وأول هذه التحديات الملف الأمني هذا الملف المعقد والذي جر البلاد لويلات لها أول ومالها آخر وقد احدث شرخاً في البنية الاجتماعية العراقية ويحتاج حلولا جذرية ولايمكن ان نقبل بأقل من ذلك.
التحدي الثاني هو العلاقات الخارجية التي هي أيضاً تحتاج الى ترميم وإعادة نظر ومراجعة شاملة لمجمل علاقاتنا الخارجية وتفعيل دور السفارات العراقية التي لم تقدم ما يذكر كونها اعتمدت على شخصيات، هذه الشخصيات خاضعة للأمزجة السياسية وتأثير الانتماءات الطائفية .
وهذا بالحقيقة لايمثل عمل السفارات المتعارف عليه في العلاقات الخارجية والدور الذي يجب ان تلعبه السفارات في السياقات الدبلوماسية .
التحدي الثالث التوجهات السياسية لبعض الكتل وارتباطاتها الخارجية وهذا هو الخطر الأكبر على حكومة تشكلت على وفق محاصصة وتوافقات سياسية وطائفية كون تلك الكتل للأسف تمثل نفسها وانتماءها الطائفي والعرقي ولا تمثل العراق كبلد وهذا ماعطل عمل الحكومة السابقة حكومة السيد المالكي وهذه حلقة ان لم يتم تفكيكها وتحقيق مصالحة حقيقية بين الكتل السياسية سنبقى تدور في تلك الحلقة وسنشهد تعطيلا لعمل الجهة التشريعية والتنفيذية وهذا سيؤدي في النهاية الى فشل الحكومة الحالية التي يرأسها السيد العبادي والذي تبنى سياسة فيها نوع من التحدي مع الذات ومع الكتل السياسية التي حاول بعض أعضائها استفزاز العبادي خلال جلسة التصويت على برنامجه الحكومي.
التحدي الرابع ملف النازحين والمهجرين الذين تجاوز عددهم المليونين نازح ومهجر من مدن مختلفة ومن طوائف مختلفة وبكل ما يحمله هذا الملف من أذى وشرخ في الانسجام المجتمعي إضافة الى الحياة وشكل تلك الحياة التي يعيشها هؤلاء النازحون وعملية التوطين والتفكير بالتعويض المادي والمعنوي واعادتهم الى مدنهم وبيوتهم التي خربت وحياتهم التي سلبت.
التحدي الخامس المحافظات وماتعانيه تلك المحافظات من هيمنة المركز وعدم منح الصلاحيات الكاملة للمحافظات في التصرف بمشاريعها واموالها وقراراتها وتعيين الموظفين فيها والجدل الكبير بين سلطات المحافظات وسلطات الحكومة المركزية وهذا الخلاف الكبير الذي تريد المحافظات انهاء شكله ووجوده من خلال الفكاك من هيمنة المركز وتحكمه في كل شيء .. هذا الملف يحتاج لحزمة من التغيرات .التحدي السادس عقدة الخدمات وتوفيرها والآلية التي يمكن من خلالها توفير الخدمات للمواطن الذي اصيب بخيبة امل من أي تغيير يوعد فيه لان الحكومة التي شكلت لم تغير شيئاً الوجوه نفسها والاسماء نفسها فقط تبادل بالادوار والمناصب وهذا ما جعل الجميع يعبر عن هذه الخيبة من خلال صفحات التواصل الاجتماعي الفيس بوك فقد وجدنا ان الجميع ممتعض وغير مقتنع ولا بارقة امل في الحكاية العراقية. تلك حكايتنا ونحن نريد ان نقول أن التحديات كثيرة امام الحكومة واذا كنا من المقتنعين او غير المقتنعين لايتغير شيء ولن نستطيع بعد تشكيلها فرض شيء على الحكومة لكننا نملك الإرادة في المستقبل هذه الإرادة القادرة على التغيير اذا كنا جادين في تبني هذا التغيير فعلا .
*كاتب عراقي