بعد قمة أولى عقداها في سنغافورة
متابعة ـ الصباح الجديد :
استبق الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاءه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في هانوي اليوم، معلناً أنه لا يستعجل إبرام اتفاق نووي، طالما التزمت بيونغيانغ وقف اختبار تلك الأسلحة. في الوقت ذاته، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الولايات المتحدة طلبت من بلاده قبل القمة، المشورة في ما يتعلّق بالتعامل مع كوريا الشمالية. لافروف الذي يزور فيتنام أيضاً هذا الأسبوع، قال إن موسكو تعتقد بأن على واشنطن أن تقدّم «ضمانات أمنية» لبيونغيانغ، لإنجاح اتفاق لنزع أسلحتها. وأضاف أن «الولايات المتحدة تطلب نصيحتنا، وجهات نظرنا حول هذا السيناريو أو ذاك» في شأن مسار القمة. واستدرك أن لا تسوية سريعة للتوتر في شبه الجزيرة الكورية. وتجمع قمة في هانوي اليوم الأربعاء والخميس، ترامب بكيم بعد قمة أولى عقداها في سنغافورة في حزيران الماضي، وأصدرا في ختامها تعهداً مبهماً حول «نزع كامل للسلاح النووي» من شبه الجزيرة الكورية، يواجه الجانبان صعوبة في تطبيقه.
وقال ترامب عشية توجّهه إلى فيتنام إنه يعتقد بأنه متفق في الرأي مع كيم، وبأنهما أقاما «علاقة جيدة جداً». وأضاف: «لست مستعجلاً. لا أريد أن أستعجل أحداً. لا أريد سوى عدم إجراء اختبارات (نووية وصاروخية). سنكون سعداء طالما لا تُنفذ اختبارات». وتابع أنه وكيم يتوقعان تحقيق تقدّم خلال القمة، مكرراً أن نزع السلاح النووي سيساعد كوريا الشمالية في تطوير اقتصادها. وردّ على منتقدين لأسلوب تعامله مع ملف الدولة الستالينية، مذكّراً بأن الرئيس الصيني شي جينبينغ يؤيّد الجهود الأميركية في هذا الصدد. ونفذت كوريا الشمالية آخر تجاربها النووية الست، في أيلول 2017، وآخر اختبار لصاروخ باليستي عابر للقارات في تشرين الثاني 2017.
وفي غضون ذلك وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون امس الاول الثلاثاء إلى هانوي حيث استقبله حشد كبير وسط إجراءات أمنية مشددة، لعقد قمّته الثانية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء والخميس. وكان كيم نزل في ختام رحلة طويلة بقطاره المصفح اجتاز خلالها أربعة آلاف كيلومتر، في محطة قطارات دونغ دانغ، البلدة الفيتنامية الحدودية مع الصين. وحيا تلاميذ يرفعون الأعلام الكورية الشمالية والفيتنامية الزعيم الكوري الشمالي الذي يرافقه حرسه الشخصيون وطاقم من رجال الأمن.
وحيا كيم الحشود ثم استقل بعد ذلك سيارة إلى العاصمة هانوي حيث اصطفت حشود على جانبي الشوارع ونشرت قوات أمنية. وقالت المسؤولة المحلية هوانغ ثي ثوي إنها انتظرت تحت الأمطار لرؤية أول زعيم كوري شمالي يزور فيتنام، منذ زيارة جده كيم إيل سونغ في 1964. وصرحت لوكالة فرانس برس «شعرنا بسرور كبير لأنهم قالوا لنا أنه يمكننا انتظار القطار هنا».وأضافت «رأينا الزعيم من بعيد. شعرت بسعادة كبيرة يصعب وصفها». وتستعد العاصمة الفيتنامية لأن تستضيف اليوم الأربعاء والخميس هذه القمة الجديدة بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأميركي البالغة الأهميّة والتي يأمل ترامب أن تثمر نزع السلاح النووي لبيونغ يانغ. وكان كيم استقلّ قطاره في بيونغ يانغ السبت الماضي متوجّهاً في رحلته الطويلة إلى فيتنام عبر الصين. وأغلقت قوات الأمن الفيتنامية محطة القطارات في دونغ دانغ تمهيداً لوصول الزعيم الكوري الشمالي. كما أعلنت إغلاق الطريق السريع المؤدّي من البلدة الحدودية إلى العاصمة هانوي وذلك كي يتسنّى لموكب كيم عبوره بدون عوائق. وقبيل وصول كيم إلى فيتنام غادر ترامب واشنطن متوجهاً إلى هانوي، مؤكّداً أنّه سيسعى إلى نزع أسلحة بيونغ يانغ النووية. وكان كيم تعهّد في حزيران «العمل باتجاه إخلاء كامل لشبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي»، لكنّ غياب تقدّم عملي يثير شكوك المراقبين. وكان ترامب وكيم عقدا قمة تاريخية في حزيران الماضي في سنغافورة حيث وقّعا على اتفاق مبهم لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي.
موسكو «تنصح» واشنطن بضمانات امنية لبيونغيانغ كي تنجح في نزع أسلحتها
التعليقات مغلقة