ديالى ـ خاص:
كشفت قيادة شرطة محافظة ديالى عن انطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق لتطهير سدة اروائية ستراتيجية شمال شرق بعقوبة تؤمن المياه لنحو 700 الف نسمة تخضع منذ عدة أسابيع لسيطرة تنظيم داعش، وفيما اكدت مصادر امنية بأن التنظيم يتحصن بالعبوات الناسفة وبساتين النخيل، أكد مراقبون ان المعركة معقدة والتضاريس تعيق تقدم القوات الامنية ما يستدعي استخدام اساليب غير تقليدية في معركة تطهير السدة.
وقال قائد شرطة ديالى اللواء الركن جميل الشمري الـى ” الصباح الجديد” ،ان” قوات امنية مشتركة من الشرطة والجيش والحشد الشعبي انطلقت في تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق تهدف الى تطهير سدة الصدور الاروائية ( 45 كم شمال شرق بعقوبة) والتي تكتسب اهمية ستراتيجية باعتبارها المنظم الرئيسي للمياه لعدة قنوات اروائية ابرزها الروز ومهروت”.
واضاف الشمري ان” العملية بدأت في ساعة متأخرة من مساء السبت وتمحورت في قصف مكثف لمقرات وتجمعات مسلحي داعش في محيط سدة الصدور اضافة الى توجيه ضربات محددة من الطيران الحربي لمركبات تحمل اعتدة ومسلحين”، مبينا ان “نتائج تلك العمليات اسفرت عن مقتل 15 من مسلحي داعش وتدمير مركبة تحمل احادية وفق المعلومات الاولية المتوفرة”.
واشار الشمري الى ان” القوات الامنية تحرز تقدماً في صفحات المعركة ونجحت في تجاوز الكثير من العراقيل التي عمد التنظيم الى وضعها ومن بينها العبوات والالغام الأرضية في مسعى لتأخير التقدم “.
الى ذلك اكد مصدر امني مطلع في محافظة ديالى ان” منطقة سدة الصدور ذات طبيعة جغرافية معقدة، كونها تحوي بساتين ضخمة من الحمضيات واشجار النخيل”، مبينا ان ” داعش عمد الى بناء خطوط دفاعية كثيرة اعتمدت على العبوات الناسفة والالغام الأرضية، اضافة الى تشكيل كتيبة من القناصين المحترفين يقومون بالقنص عبر اشجار النخيل في اسلوب جديد اعتمده التنظيم مؤخرا”.
واضاف المصدر ان” داعش سعى من خلال سيطرته على سدة الصدور الاروائية الى شن حرب المياه مستهدفاً مناطق عدة ابرزها قضاء بلدروز ( 30 كم شرق بعقوبة ) من خلال اغلاق بوابات قناة الروز الاروائية القادمة من السدة في مسعى لمعاقبة الاهالي الذين رفضوا دعواته المتكررة للمبايعة والالتزام بافكاره واجندته الطائفية المقيتة”.
واشار المصدر الى ان” معركة تطهير سدة الصدور تحتاج الى وقت لاستكمال فصولها”، لافتا الى ان ” هناك مخاوف من ان تكون السدة قد جرى تفخيخها من قبل داعش في محاولة لتخريب البنى الأساسية للمشاريع الستراتجية كآخر ورقة موجودة لديه”.
من جهته قال رئيس المجلس البلدي في قضاء بلدروز مؤيد نوروز ان” القضاء يعاني من كارثة انسانية خطيرة للغاية تهدد ارواح اكثر من 130 الف نسمة بالموت عطشا بسبب قطع داعش مياه قناة الروز الاروائية”.
واضاف نورروز ان” الخطط الطارئة لتأمين المياه لأهالي بلدروز لم تفلح في توفير الحد الأدنى بسبب الكثافة السكانية والتي تحتاج الى حلول حقيقية ابرزها القيام بعمل عسكري يسهم في اعادة تدفق المياه في قناة الروز الاروائية التي تمثل المغذي الرئيس لمحطات الإسالة داخل بلدروز والمناطق المحيطة به”.
واتهم عضو كتلة المواطن عن محافظة ديالى فرات التميمي” تنظيم داعش بشن حرب ابادة ضد اهالي بلدروز عبر قطع مياه الشرب منذ اكثر من 10 ايام” مبينا ان “الحل الامثل للأزمة هو استعادة السيطرة على سدة الصدور الاروائية وطرد تنظيم داعش منها”.
واضاف التميمي ان” الاوضاع الانسانية في بلدروز قاسية جدا ومفجعة في ذات الوقت” محذرا من “نزوح جماعي للأهالي فيما لو بقت الأزمة من دون حلول منطقية تسهم في استعادة تدفق المياه في قناة الروز الاروائية”.
من جهته اكد مراقب محلي للشؤون الامنية في بعقوبة سعدون الخفاجي ان “منطقة الصدور تعد اخر معاقل داعش في مناطق ريف المقدادية والتي تحوي بالاضافة الى السدة الاروائية مجموعة قرى متناثرة تحيطها بها آلاف الدونمات من البساتين الزراعية الكثيفة، خاصة من اشجار النخيل والحمضيات”.
واضاف الخفاجي ان”داعش فقد العشرات من عناصره في معركة الاستيلاء على سدة الصدور باعتبارها منشأة ستراتيجية قادرة على السيطرة على منظومة عدة قنوات اروائية تؤمن المياه لنحو 700 الف نسمة بينهم 130 الف في قضاء بلدروز “.
واشار الخفاجي الى ان” معركة تطهير الصدور بالكامل صعبة ومعقدة للغاية بسبب التضاريس الطبيعية التي جرى استغلالها من قبل داعش في نصب المصائد والكمائن لاستهداف القوات الامنية، اضافة الى ان التنظيم نجح في تجنيد العشرات من ابناء قرى الصدور ليكونوا أدوات يتلاعب بها كيفما يشاء في مواجهة القوات الامنية”.
وبين ان” المعركة ستأخذ على الاقل اسبوعا كاملا حتى تنتهي، لان سدة الصدور تقع في محيط بحر من العبوات والالغام جرى نصبها من قبل داعش لعرقلة تقدم القوات الامنية ومواجهة اي هجوم محتمل”.
وكان تنظيم داعش سيطر على منطقة الصدور وخاصة السدة الاروائية قبل اكثر من شهر بعد اشتباكات ضارية مع القوات الامنية.
يذكر ان تنظيم داعش عمد الى قطع مياه قناة الروز الاروائية القادمة من سدة الصدور قبل عشرة ايام ما أسفر عن شحة قاسية في مياه الشرب لقضاء بلدروز والذي يزيد عدد سكانه عن 130 الف نسمة.