ثمة تباين في الاراء بين اطراف المشهد السياسي في العراق تجاه مايجري في سوريا من تطورات مع اقتراب تشكل الاحداث في سوريا بشكل جديد ووصولها الى مفصل جديد يحتم حسم الخيارات في الدور العراقي المنتظر في هذا الملف ومن المفيد القول ان هناك تطورات متسارعة في الملف السوري تتمثل باعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن خطط اميركية جديدة في الصراع الدولي الذي يدور في هذا البلد وقرب سحب القوات الاميركية من مناطق شرق سوريا وتعاظم الدور التركي في هذا الصراع مع تجديد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تهديداته برفض اية اليات وتسويات تتيح لاكراد سوريا التحكم في المناطق المحاذية لتركيا بما يسمح لحزب العمال الكردستاني معاودة ممارسة اعماله المسلحة ضد القوات التركية وفيما يتجه الروس لتحييد اطراف الصراع الاخرى (ايران وحلفائها) وربط اية تحركات عسكرية جديدة تخص النزاع في سوريا بموافقات روسية تتصاعد التهديدات الاسرائيلية ضد اي تواجد عسكري ايراني في سوريا وتتحدث وسائل اعلام اميركية وغربية عن قرب حدوث مواجهات مسلحة بين اسرائيل والمجموعات القتالية التي تمثل حزب الله وبعض الفصائل المسلحة العراقية التي تدعم قوات الجيش السوري في محاولته بسط هيمنته على بقية الاراضي السورية التي تتواجد فيها تنظيمات مسلحة متطرفة تواصل تحديها لسلطة النظام في سوريا وفي ظل هذه التداعيات الخطيرة لابد للعراق من حسم موقفه مما يجري وان يحترز المسؤولين فيه للايام والشهور المقبلة بما يضمن له كدولة ذات سيادة من حماية مصالحه السياسية والامنية والاقتصادية في مساحة جغرافية لها امتدادات في الداخل العراقي تؤثر وتتأثر باية قرارات مقبلة قد تقدم عليها الولايات المتحدة الاميركية او تركيا او اسرائيل ويحفل المشهد السياسي العراقي بمجموعة من التناقضات والمناكفات تجاه هذا الملف الخطير حيث ينطلق الكثير من الناشطين في الاحزاب الممثلة في البرلمان او قادة بعض الفصائل المسلحة المنضوية في الحشد الشعبي بتصريحات غير محسوبة تختلط فيها آراؤهم الشخصية بمواقف احزابهم او مؤسساتهم ويحاول البعض الرد على تصريحات اميركية او اسرائيلية بما يقود الى تصعيد المواجهة والادعاء بان مايقولونه ويفعلونه هو يمثل الموقف العراقي الحقيقي من دون ان يكون هناك اي جهد وطني جامع يحاول طمأنة الشارع العراقي والاحاطة بكل تداعيات مشهد التصعيد الذي تنساق وراءه وسائل اعلام مكتوبة ومسموعة ومرئية بما يزيد من الانقسام السياسي في العراق تجاه مايجري في سوريا وتبدو الحاجة ملحة لجهد تنفيذي وتشريعي يوحد مواقف العراقيين بما يحفظ مصالح البلاد الكبرى وبما يبعد العراق عن اية قرارات ارتجالية وغير مدروسة .
د. علي شمخي
سوريا.. توحيد المواقف..!!
التعليقات مغلقة