في خطوة يرجح اثرها تفاقم التوتر
متابعة ــ الصباح الجديد:
أعلن الجيش الإسرائيلي امس الثلاثاء أنه رصد أنفاقا لحزب الله تسمح بالتسلل من لبنان إلى أراضي إسرائيل وباشر عملية لتدميرها على الحدود، وذلك في خطوة ستفاقم على الأرجح التوتر مع الحزب المدعوم من إيران.
وجاء الإعلان الإسرائيلي المفاجئ بعد ساعات على لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بروكسل مساء امس الاول الإثنين، ناقشا خلاله «تطورات إقليمية» في وقت حذر الجانبان مرارا من أنشطة إيران.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إن «أنفاق الهجوم» تلك لم تكن بدأت العمل بعد وقد رصدت على الجانب الاسرائيلي. ولم يحدد عدد الانفاق أو يوضح الوسائل التي ستستخدم لتدميرها.
وقال كونريكوس للصحافيين «بدأنا عملية ،نورذرن شيلد، (درع الشمال) لكشف وإحباط هجمات حدودية عبر أنفاق حفرتها منظمة حزب الله الإرهابية من لبنان إلى إسرائيل».
وأُعلنت المنطقة المحيطة ببلدة المطلة الإسرائيلية، منطقة عسكرية مغلقة ونشر الجيش صورا تظهر آليات ثقيلة تقوم بحفر الأرض.
وأكد كونريكوس أن جميع العمليات ستجري على الاراضي الإسرائيلية، مع أنها تثير مخاطر حصول رد من حزب الله الذي خاضت إسرائيل حربا مدمرة ضده في 2006.
واستخدم الجيش الإسرائيلي في السابق وسائل مختلفة في عمليات هدم أو سد أنفاق من قطاع غزة.
ووفقا لكونريكوس فإن الأنفاق هي جزء من مخطط لحزب الله في 2012 «لنقل ساحة المعركة إلى إسرائيل» و»السيطرة على الجليل» في نزاع مستقبلي عبر التسلل الى اسرائيل.
وقال إن الجيش تحرك في 2013 إثر معلومات بأن حزب الله يقوم بحفر أنفاق، لكنه لم يتمكن من رصد أي منها.
وفي أعقاب حرب إسرائيل على قطاع غزة في 2014 والتي استخدمت خلالها حماس أنفاقا لشن هجمات في الدولة العبرية، قال الجيش إنه توصل إلى أن «حزب الله وحماس يتقاسمان معلومات» وكثف على الفور جهوده لمنع أنفاق من لبنان.
واستخدم الجيش الإسرائيلي وسائل مختلفة لتدمير أو سد أنفاق من قطاع غزة.
ومشيرا إلى المنطقة الحدودية مع لبنان قال كونريكوس «ليس هناك تهديد مباشر على المواطنين الإسرائيليين» مؤكدا بأنه فيما عزز الجيش تواجده في الشمال لم يقم باستدعاء جنود الاحتياط.
وقال إن الجيش «يحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية جميع النشاطات التي ترتكب في لبنان تجاه إسرائيل».
من جهته كتب المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في تغريدة على تويتر «حذّر جيش الدفاع عناصر حزب الله وجنود الجيش اللبناني وينصحهم بالابتعاد عن أي مسار هجومي تم حفره من الأراضي اللبنانية الى الأراضي الإسرائيلية. حياتكم بخطر. أعذر من أنذر».
«غير مسؤولة»
قال نتانياهو قبيل لقائه بومبيو إنه يعتزم مناقشة «الخطوات التي نتخذها معا لصد عدوان إيران ووكلائها في الشمال» في إشارة إلى سوريا ولبنان.
وتحدث نتانياهو في الأيام الماضية عن وضع أمني حساس، دون تقديم المزيد من التفاصيل وخصوصا بعد استقالة وزير الدفاع في حكومته أفيغدور ليبرمان احتجاجا على وقف لإطلاق النار في غزة الشهر الماضي.
وأثارت استقالة ليبرمان احتمال إجراء انتخابات مبكرة لكن نتانياهو سعى لإنقاذ ائتلافه الحكومي وباتت غالبيته تقتصر على مقعد واحد في البرلمان.
وكان نتانياهو قد رفض الدعوات «غير المسؤولة» لإجراء انتخابات مبكرة بسبب ما وصفه بأنه وضع أمني صعب تواجهه إسرائيل.
واعتبر البعض تصريحاته آنذاك بأنها مسعى لإنقاذ حكومته في وقت تظهر استطلاعات الرأي استياء واسعا لدى الإسرائيليين إزاء تعاطيه مع تصعيد جبهة غزة في تشرين الثاني.
وقال الشهر الماضي «في فترة تشهد حساسية أمنية كهذه، من غير المسؤول الإطاحة بالحكومة».
وتوعد نتانياهو بمنع «تمركز إيران عسكريًا في سوريا» ومنعها من نقل أسلحة متطورة إلى حليفها حزب الله في لبنان.
ويزداد التركيز في إسرائيل مؤخرا على قلق المسؤولين الإسرائيليين إزاء الأنشطة الإيرانية في لبنان.
وقد شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا على ما قالت إنه أهداف عسكرية إيرانية وإمدادات أسلحة متطورة إلى حزب الله.
لكن نيرانا صديقة في سوريا في أيلول الماضي أدت إلى إسقاط طائرة روسية بنيران الدفاعات الجوية السورية خلال غارة إسرائيلية، عقدت العمليات الإسرائيلية هناك.
وقامت روسيا مؤخرا بتحديث الدفاعات الجوية السورية بأنظمة إس-300، وقالت دمشق الشهر الماضي إن تلك الأنظمة ستجعل إسرائيل «تفكر مليا» قبل شن المزيد من الغارات.