تخمة المعروض تقصي أسعار الخام
متابعة الصباح الجديد:
قال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية أمس الثلاثاء إن أسواق النفط تدخل في فترة غير مسبوقة من الضبابية بسبب عدم الاستقرار الجيوسياسي.
وقال بيرول لمؤتمر تنظمه إكينور النرويجية: ”ندخل فترة غير مسبوقة من الضبابية في أسواق النفط… لذلك من المهم للغاية أن تكون النرويج موردا للنفط والغاز يمكن التعويل عليه“.
وفقدت أسواق النفط الزخم أمس الثلاثاء مع تدهور الآفاق الاقتصادية وارتفاع الإنتاج الأميركي مما طغى على تأثير التخفيضات المتوقعة في إمدادات منظمة أوبك.
وسجل خام القياس العالمي مزيج برنت 66.43 دولار للبرميل بانخفاض 36 سنتا أو ما يوازي 0.5 بالمئة عن سعر آخر إغلاق.
ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 56.97 دولار للبرميل، بانخفاض 23 سنتا أو 0.4 بالمئة عن آخر تسوية.
وجاءت الانخفاضات عقب زيادات في الأسعار في وقت سابق من الجلسة.
وانخفضت أسعار النفط نحو الربع من المستويات المرتفعة الأخيرة التي سجلتها في أوائل تشرين الأول نتيجة زيادة الإمدادات لاسيما من الولايات المتحدة.
وارتفع الإنتاج الأميركي بنحو 25 بالمئة هذا العام مسجلا مستوى قياسيا عند 11.7 مليون برميل يوميا.
ويأتي ذلك وسط توقعات واسعة النطاق بتباطؤ اقتصادي دفعت أسعار الأسهم الآسيوية للهبوط أمس الثلاثاء فضلا عن خسائر حادة لوول ستريت الاثنين.
وفي ظل القلق من أن يؤدي فائض الإنتاج الذي بدأ يظهر إلى انهيار الأسعار كما حدث في عام 2014، تضغط أوبك من أجل خفض الإمدادات بين مليون و1.4 مليون برميل يوميا. وسجلت أسعار النفط هبوطاً حاداً في غضون شهر ونصف منذ تشرين الأول الماضي، فاقدةً نحو 20 دولاراً للبرميل، بالنسبة لخام برنت. كذلك، يأتي الهبوط، مع ارتفاع إنتاج النفط من جانب كبار المنتجين بنسب متباينة خلال 2018، كالولايات المتحدة «11.7 مليون برميل»، وروسيا «11.6 مليون برميل»، والسعودية «10.62 ملايين برميل» يومياً.
في السياق، تتجه روسيا، أحد أبرز منتجي النفط في العالم، نحو تمديد تعاونها مع منظمة «أوبك»، التي تقودها السعودية، إلى ما بعد نهاية 2018، في خطوة تهدف لضمان استقرار أسواق الطاقة في العالم.
وقال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، للصحافيين: «التعاون مع أوبك بغية تحقيق استقرار سوق النفط قد يستمر في عام 2019، وسيجري بحث ذلك خلال الاجتماع، الذي سيعقد في 6 كانون الأول المقبل».
ولم يكشف الوزير الروسي أية تفاصيل عن شروط تمديد التعاون، وقال: «لا توجد شروط، هناك تفاهم بأنه يجب اتخاذ قرار متزن، والآن لا توجد مؤشرات لاتخاذ هذا القرار، نحتاج لمراقبة كيف ستتطور الأوضاع في سوق النفط خلال تشرين الثاني، وفي مطلع كانون الأول ستتضح الصورة لفترة الشتاء».
وأشار إلى أهمية مواصلة التعاون مع الدول المشاركة في اتفاق «أوبك+» إلى ما بعد انتهاء فترة سريان هذا الاتفاق في نهاية 2018، لافتا إلى اجراء «مناقشة هذا التعاون في 6 كانون الأول، وبناء على ذلك ستوقيع وثيقة تضفي صبغة رسمية على التعاون». وفي نهاية العام الجاري تنتهي فترة سريان اتفاق أبرمته مجموعة دول منتجة للنفط من داخل «أوبك» وخارجها، بقيادة موسكو والرياض في 2016، والذي بات يعرف بـ «أوبك+».