استنفار ملاكات البيئة لمتابعة الظاهرة في بابل
متابعة الصباح الجديد:
أعلنت وزارة الموارد المائية امس السبت، أن وزيرها جمال العادلي أوعز برفع الأسماك النافقة من مجاري نهري دجلة والفرات، مؤكدةً أن مناسيب المياه لم تكن السبب في نفوق الأسماك.
وقالت الوزارة في بيان تلقت «الصباح الجديد» نسخة منه، إنه «نظراً لظهور حالات كثيرة من وجود أسماك نافقة في أحواض تربية الأسماك في نهري دجلة والفرات أوعز الوزير جمال العادلي إلى دوائر هيأتي التشغيل والصيانة والكري برفع الأسماك النافقة من مجاري الأنهار باستخدام آليات هذه الدوائر».
وأضافت، أن الدوائر المذكورة «باشرت فعلاً بإزالة هذه الأسماك من مقدم منشآت الري والمصدات لضمان جريان المياه وعدم غلق تلك المنافذ وضمان عدم تفسخ وتحلل تلك الأسماك وما قد يسببه من نتائج سلبية على نوعية المياه وبيئة النهر وأيضاً مراقبة الأماكن المصابة ومعالجتها أولاً بأول» ، مؤكدة أن «مناسيب المياه لم تكن هي السبب في نفوق الأسماك كون المناسيب المتحققة في مناطق الإصابة هي أعلى من السنوات السابقة وبنوعية أفضل نتيجة سقوط الأمطار وارتفاع المناسيب في حينها، وأن الوزارة مستمرة بمتابعتها بهذا الخصوص».
وكانت وزارة الزراعة عدت يوم امس الاول الجمعة أن انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وقلة الإيرادات المائية من تركيا أحد أسباب أبرز أسباب ظاهرة نفوق كميات كبيرة للأسماك.
من جانبه اوعز وزير الصحة والبيئة الدكتور علاء الدين العلوان بتوفير كل الامكانيات المطلوبة لمعرفة اسباب نفوق الاسماك واحتواء تأثيراتها الصحية والبيئية واتخاذ الاجراءات الوقائية المطلوبة لمنع تكرارها .
وقال الوكيل الفني في الوزارة الدكتور جاسم الفلاحي ان وزير الصحة والبيئة قرر تشكيل خلية ازمة برئاسة الفلاحي وعضوية الدوائر ذات العلاقة لمتابعة موضوع نفوق الاسماك في الاقفاص العائمة في شمال محافظة بابل
واكد الفلاحي بانه ومنذ اللحظة الاولى لتسجيل ظاهرة نفوق الاسماك اتخذت الوزارة اجراءات عاجلة امتثالا لدورها الرقابي بالتنسيق مع الدوائر الزراعية والبيطرية والموارد المائية والشرطة البيئية وقيادة الشرطة ومجلس المحافظة ..
الى ذلك واوضح مدير عام دائرة التوعية والاعلام البيئي امير علي الحسون ان وزير الصحة والبيئة د. علاء الدين العلوان وجّه بالتحرك الميداني لمعالجة هذه الظاهرة وتم اخذ نماذج للفحص وعينات من الماء والاسماء لاستكمال الفحوصات اللازمة ومعالجة المسببات ، مؤكدا ان الوزارة باشرت بحملات توعية للمزارعين والمواطنين تسهم بعدم زيادة الاصابات وكيفية التخلص من الاسماك النافقة ، فيما اوضح مدير عام دائرة حماية وتحسين البيئة في منطقة الفرات الاوسط كريم عسكر ان قلة الايرادات المائية وزيادة اعداد الاسماك داخل الاقفاص من قبل المستثمرين على حساب المعايير البيئية المعتمدة وتغير نوعية المياه وقلة الاوكسجين المذاب اضافة لعدم التزام اصحاب الاقفاص بالمحددات البيئية وعدم استحصال الموافقات اللازمة تشكل عوامل اساسية في زيادة نسبة الهلاكات .
كما يبدو أن محافظة واسط قد التحقت ببابل في ظاهرة «نفوق الاسماك»، حيث أفاد عددا من أصحاب مشاريع احواض تربية الاسماك بالمحافظة، اليوم الجمعة، بنفوق مئات الأطنان من أسماكهم، لأسباب مازالت حتى الآن «مجهولة»، ويقول شاهين القريشي وهو صحاب احواض لتربية الاسماك بالمحافظة، في حديث لـ السومرية نيوز، إنهم «قاموا بدفن مئات الأطنان من الأسماك النافقة والتي مازالوا يجهلون سبب نفوقها».
الى ذلك، اشار صاحب مشروع آخر وهو محسن جابر الى، أن ذلك النفوق تسبب بـ «خسارتنا لمئات الملايين وعدم تمكننا من دفع ما علينا من ديون إذا ما استمر الوضع على ماهو عليه، سيما وأن المرض أو الإصابة لم تحدد حتى الآن».
وكانت قيادة شرطة محافظة بابل أعلنت، يوم الاربعاء الماضي منع إدخال الأسماك الحية والمجمدة إلى المحافظة، وذلك بعد نفوق مئات الأسماك في قضاء المسيب شمالي بابل ، كما اصدر محافظ المثنى فالح الزيادي امرا يقضي بمنع إدخال الأسماك المجمدة والميتة إلى المحافظة حتى إشعار آخر.
ووجه رئيس مجلس محافظة بابل رعد الجبوري دوائر الزراعة والبيطرة والبيئة في المحافظة بإجراء الفحوصات المختبرية لمعرفة أسباب نفوق مئات الأسماك في قضاء المسيب شمالي المحافظة ، فيما حذر النائب عبد الحسين الموسوي في بيان له من «استمرار وبقاء الأسماك المصابة بمرض تعفن الغلاصم تطفو على نهر الفرات عند قضاء المسيب شمال بابل»، داعياً الوزارات والدوائر المعنية في بابل الى «أخذ دورها بصورة فعالة لمعالجة المشكلة وتطويقها ومنع إنتشارها الى مناطق إخرى».
وأكدت وزارة الزراعة، أن التحقيقات الجارية ستكشف السبب الحقيقي وراء نفوق الاسماك في بابل، فيما اشارت الى انها لا تستبعد أن تكون القضية نتيجة الصراع في السوق.
ويعد مرض «تعفن الغلاصم»، مرضا فايروسيا يصيب الأسماك من الداخل وتحديداً الفتحة التنفسية او الخياشيم لأحتوائها على نسبة كبيرة من الأوكسجين وهو من أمراض الجهاز التنفسي وتكون هذه الفايروسات منقولة عن طريق الهواء الجوي او أسماك مستوردة.