شمل ناجية من قبضة داعش وآخر من مقبرة جماعية
نينوى ـ خدر خلات:
حظي مواطنان عراقيان ايزيديان بجائزة “الام تيريزا” للسلام والعدالة الاجتماعية في الهند، اذ تسلمت الايزيدية الناجية من قبضة داعش الارهابي، ليلى تعلو، الجائزة، كما نالها المواطن الايزيدي ادريس بشار، احد الأفراد القلائل الذين نجوا من مقبرة جماعية في قرية كوجوب سنجار في صيف عام 2014.
وفي تصريح لـ “الصباح الجديد” قال خالد تعلو، شقيق ليلى ان “تكريم ليلى تعلو وادريس بشار نعده تكريما معنويا كبيرا وحافزا قويا للقضية الايزيدية، ونحن كايزيديين ننظر نظرة إيجابية لهذا التكريم والذي خص إحدى الناجيات من سجون الاستعباد والاسترقاق قرابة ثلاثة أعوام واحد الناجين من مجزرة قرية كوجو الذي نجا بأعجوبة من هذه المجزرة، وكما أسلفنا انه تكريم معنوي من قبل مؤسسة الانسجام والتي تمنح هذه الجائزة باسم الأم تيريزا للسلام والمساواة والعدالة الاجتماعية والتي تحمل اسمها والتي سبق ان حصلت على جائزة نوبل للسلام”.
واضاف “هذا التكريم أن دل على شيء انما يدل على أن القضية الايزيدية اليوم أصبحت من القضايا المهمة ضمن إطار المجتمع الدولي ككل، وفي الوقت نفسه تؤكد على قدرة الايزيديين في كسب الدعم الدولي للاعتراف بحقهم في العيش بكرامة كما الحال مع بقية الأديان والمكونات ضمن الخارطة الدولية بشكل عام وخارطة العراق بشكل خاص”.
وحول التغطية الاعلامية لهذا الحدث قال تعلو “التغطية الإعلامية الدولية كانت جيدة مقارنة مع التغطية الإعلامية العراقية التي لم يكن لها أي حضور للاسف الشديد، وفي الوقت نفسه واجب هنا أن نؤكد أن التغطية الإعلامية الكردستانية كان لها وجود حقيقي خاصة وجود فريق من قناة رووداو الفضائية التي رافقت فعاليات التكريم وايضا كان هناك إيجابية من قبل الإعلام الإلكتروني التي لفتت إلى أهمية هذا التكريم، ونشر العشرات من التقارير على الصفحات الرئيسة لمواقع الأخبار الإلكترونية وكان هناك تسابق في الحصول على تصاريح من الإعلاميين العاملين ضمن المواقع الالكترونية الكردستانية”.
عادا ان “تكريم الايزيديبن بهكذا جوائز يصب في المصلحة العامة للقضية الايزيدية”.
وكانت ليلى فقدت نحو 15 فردا من عائلتها اغلبهم ما زالوا مجهولي المصير، لكنها تمكنت من الوصول الى ذويها بعد 3 سنوات من خطفها ومعاناتها، التي لخصها شقيقها خالد تعلو في كتاب حمل عنوان “ليلى وليالي الالم”، الذي حظي باهتمام كبير من قبل المختصين.
اما الناجي الايزيدي ادريس بشار فقد نجا من الموت باعجوبة من مقبرة جماعية حيث قام عناصر داعش باعدام العشرات من اقربائه معه بشكل جماعي، كما فقد اغلب افراد اسرته خلال اجتياح سنجار في آب اغسطس 2014.
من جانبه عد رئيس مجلس محافظة نينوى، سيدو جتو، في بيان حصل مراسل الصباح الجديد على نسخة منه ان ” هذا التكريم هو تكريم لكل الضحايا العراقيين الذي قضوا بسبب همجية تنظيم داعش الارهابي عامة، وهو تكريم لابناء نينوى بشتى مكوناتهم وللايزيديين منهم بشكل خاص”.
مشيرا الى ان “العالم المتحضر بات على يقين انه يمكن دحر الارهاب بوسائل عدة، بضمنها تكريم الناجين والذين افلتوا من مجازر القتل الوحشية التي اراد الارهابيون بث وحشيتهم وهمجيتهم لإرعاب المدنيين الابرياء من خلالها، لكن تلك المجازر والانتهاكات ارتدت على الارهاب والتطرف واسهمت بعزله ونبذه من المجتمعات التي تؤمن بقيم المحبة والتسامح والتعايش الاخوي”.
اما مركز لالش الثقافي والاجتماعي فقد اشار الى ان حصول ليلى تعلو وادريس بشار على هذه الجائزة هو تكريم لكل الكرد لايزيديين، وخاصة لذوي واسر ضحايا غزوة داعش البربرية من اهالي سنجار المجروحة، وان هذا التكريم هو دليل اخر يؤكد عمق التعاطف الاقليمي والدولي مع محنة الايزيديين، وفي الوقت نفسه هو صرخة هادرة بوجه الارهاب والارهابيين وتعرية لافعالهم الهمجية التي تتنافى وابسط القيم الانسانية، ومبادئ السلام والتعايش والتسامح”.
مبينا ان “الاستمرار بايصال قصص الناجين والناجيات من قبضة داعش الى وسائل الاعلام المحلية والدولية كان بمنزلة اقوى سلاح ضد التطرف والمتطرفين والمتشددين والارهابيين، وان افعال الدواعش الوحشية ضد اهلنا اسهمت بنبذهم وعزلهم عن مجتمعاتهم التي كان البعض منها بمنزلة حاضنة لهم، وبالتالي عجلت في هزيمتهم معنويا قبل ان يتم هزيمتهم عسكريا وميدانيا”.