عدد النازحين اكبر من نفوس الناحية بكاملها
نينوى ـ خدر خلات:
ارتفعت وتيرة الدعوات والنداءات من المواطنين بمحافظة نينوى لتفعيل الاجراءات الاحترازية والعقابية ضد بقايا عناصر داعش الارهابي، وتشديد الرقابة على المخيمات جنوبي الموصل، ومنع العوائل التي لديها ابناء منضمين للتنظيم من التواصل معهم، وسط مخاوف من عدد النازحين الذين يفوق عدد سكان ناحية القيارة باكملها.
ووقع تفجير لسيارة ملغمة بسوق القيارة، اسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، فيما اصابع الاتهام تشير الى بقايا تنظيم داعش الارهابي.
وقال الناشط الحقوقي الموصلي محمد حسين الحيالي الى «الصباح الجديد» ان «تفجير عجلة ملغمة في مركز مدينة القيارة هو سابقة خطيرة لم تحصل بمحافظة نينوى منذ تحريرها قبل عام ونيف، وهو مؤشر ينبغي ان يتم تتبع دلالاته واسبابه».
واضاف «وقوع هذا التفجير وربطه بمسالة الحديث عن قرب اعلان التشكيلة الحكومية العراقية الجديدة، هو ذرّ للغبار في العيون، ومحاولة لحرف بوصلة الاتهام عن وجهتها الصحيحة، حيث ان بصمات تنظيم داعش الارهابي واضحة بهذه العملية الجبانة».
واشار الحيالي الى ان «الهدوء الامني في عموم محافظة نينوى يبدو انه اعطى بعض التراخي لبعض الاجهزة الامنية، لكن هذا التفجير هو الحد الفاصل بين الركون للخطك الدفاعية، وبين الاستمرار في الهجوم على بقايا داعش من خلال عمليات نوعية مسنودة بالعمل والمعلومة الاستخبارية فضلا عن اجراءات احترازية وعقابية».
وحول ما يقصده من تلك الاجراءات، افاد بالقول «ينبغي متابعة انصار الدواعش والمبايعين لهم من مناطق جنوبي الموصل، لان الاهتمام في الفترات الماضية انصب على المنضمين لهذا التنظيم التكفيري ومقاتليه، بينما هنالك المئات ممن بايع وناصر داعش وتم اهمالهم على اعتبار ان اغلبهم اضطروا لذلك بدون ان يرتكبوا اي فعل اجرامي او ارهابي».
وتابع «ينبغي متابعة هؤلاء المناصرين امنيا، واجراء تحقيقات دورية معهم، وحجز المشتبه بهم من ضمنهم، ومراقبة عوائلهم وتحركاتهم».
60 الف نازح في القيارة
مصدر في ناحية القيارة، يشغل منصبا اداريا، طلب عدم الكشف عن اسمه لانه غير مخول بالتصريح، قال لـ «الصباح الجديد» ان «هذا التفجير لم يكن مستبعدا من قبل اغلب المطلعين على الامور في مناطق جنوبي الموصل، لان بقايا الدواعش غالبا ما يرسلون تهديدات عبر رسائل نصية من موبايلاتهم، الى الكثيرين من ابناء القيارة من المنضمين للاجهزة الامنية او هم في مواقع قيادية اداريا وحكوميا».
واضاف «واحدة من اكبر المشاكل في ناحية القيارة هو المخيمات التي يقطن بها نحو 60 الف نازح، بينما العدد الكلي لناحية القيارة وقراها هو 45 الف نسمة، وللاسف لا توجد اي سيطرة على دخول وخروج النازحين من مخيماتهم، كما ليس هنالك متابعة لاتصالات عوائل الدواعش بتلك المخيمات مع ابنائهم الدواعش الذين ربما يختبئون في الحوائج بنهر دجلة او في صحراء الجزيرة القريبة».
ولفت المصدر الى ان «عناصر داعش كمنوا على طريق الموصل بغداد قبل اسبوع في منطقة ليست ببعيدة عن الحدود الادارية لناحية القيارة، ورشقوا سيارتين مدنيتين بالنار وهربوا باتجاه مجهول، والان اوصلوا سيارة مفخخة لسوق القيارة، والسؤال هو، ما هي خطوتهم القادمة؟».
ومضى بالقول «بطبيعة الحال لا يمكن للدواعش ان يحتلوا شبرا واحدا من القيارة وقراها، لكن ان شعروا انه ليس هنالك عقابا ينتظرهم وينتظر عوائلهم سيوغلوا بجرائمهم وسيتجرأوا لارتكاب مجازر اخرى، عليه لابد من التضييق عليهم وعلى المشتبه بانضمامه وتعاطفه معهم، سواء ممن كان يعيش في القرى او في المخيمات بناحية القيارة، ولابد من تقييد حركة واتصالات عوائل داعش بتلك المخيمات».
ودعا المتحدث الى «تفريق العوائل التي لديها ابناء قتلى او ما زالوا هاربين ومنضمين لداعش عن بعضهم البعض بين فترة واخرى، لان وجودهم مع بعض يشجعهم على التواصل وتزداد ثقتهم بمحيطهم، لكن لو كانوا بين عوائل لا تؤيد التنظيم ولها ضحايا بسببه، ستنكفئ تلك العوائل الداعشية على نفسها، وستفكر بحماية نفسها عوض التخطيط لاعمال اجرامية وارهابية».