الإيزيديون يختتمون أطول أعيادهم بحضور قياسي
نينوى ـ خدر خلات:
اختتم الايزيديون احتفالاتهم بعيد جما “الجماعية” في معبد لالش بحضور قياسي وصل الى 150 الف زائر، فضلا عن تسجيل حضور مكثف لمسؤولين كبار في العراق واقليم كردستان، مع مشاركة جيدة لضيوف من المسلمين والمسيحيين لتقديم التهاني بهذه المناسبة.
وقال الاعلامي الايزيدي لقمان سليمان محمود في حديث الى “الصباح الجديد” ان “الايزيديين اختتموا احتفالاتهم بعيدهم السنوي عيد جما (الجماعية) في معبد لالش الذي شهد اقامة المراسيم الدينية بشكل كامل بعد توقف دام لمدة خمس سنوات بسبب الاوضاع الامنية المتردية في عام 2013 واستمر ايقاف المراسيم بسبب هجمة تنظيم داعش الارهابي على مناطق واسعة من العراق بضمنهـا مناطـق الايزيدييـن في سنجار وما اعقبهـا مـن جرائـم وحشية وبربرية بحق شتى المكونات وخاصة الايزيديين”.
واضاف “لم يعكر صفو الاحتفال بهذا العيد اي شيء، سوى غياب نحو 3 الاف مختطف ومختطفة من اهلنا من الذين ما زال مصيرهم غير معروف بعد خطفهم من قبل عصابات داعش”.
ولفت محمود الى ان “تقديراتنا تشير الى مشاركة نحو 150 الف زائر بهذه المناسبة، وهذا رقم قياسي، وربما لم يحصل هكذا تواجد مكثف طوال سبعة ايام من مراسيم العيد، اضافة لمشاركة بضعة مئات من عائلات الايزيديين العائدين من ديار الغربة في اوروبا مثل المانيا والسويد وبلجيكا والنمسا وغيرها، اضافة لايزيديين يقطنون بدول مثل روسيا وجورجيا وارمينيا وسوريا وتركيا وغيرها”.
مرجحا ان “هذا الرقم الهائل من الحضور سببه تواجد عشرات الالوف من العائلات من اهالي سنجار في مخيمات النزوح بمحافظة دهوك، والذين يستغلون قربهم من معبد لالش نسبيا، ويشاركون بهذه العيد، على عكس الاعياد الاخرى التي تدوم ليوم واحد او يومين والتي تشهد اقبالا ضعيفا لاهالي سنجار، بسبب البعد الجغرافي بينهم وبين المعبد الذي يصل لزهاء 220 كلم”.
ولفت محمود الى ان “ما يميز هذا العيد ايضا، هو الحضور المكثف لكوكبة من السادة المسؤولين الكبار في حكومتي بغداد واربيل الذين قدموا التهاني للايزيديين بهذه المناسبة واعربوا عن تعاطفهم معه في محنتهم الاخيرة متمنين لهم الفرح والسعادة واقامة اعيادهم بسلام وطمأنينة، كما ان قدوم رجال دين من المسلمين والمسيحيين لتقديم التهاني كان امرا لافتا، يؤكد حجم التماسك الاجتماعي ورغبة جميع الاطراف في تعزيز اواصر المحبة والسلام وتجسير اسس ثقافة القبول بالآخر واحترام تقاليده وعاداته ومعتقداته”.
منوها الى ان “الزحام في ارجاء معبد لالش وفي الطرق القريبة المؤدية اليه لم يكن اعتياديا على الاطلاق، لكن بجهود اطراف عدة وخاصة من مديريات محافظة دهوك من المرور والصحة والشرطة وغيرها، تم تجاوز الكثير من الامور وتسهيل الزيارة والحركة في الطرق القريبة من المعبد، كما ان الامور داخل المعبد وفي الطرق المحيطة به سارت على ما يرام ولم يتم تسجيل اي حادث جدير بالذكر”.
واشاد محمود “بالحضور المكثف لوسائل الاعلام الاجنبية والكردستانية لتغطية مراسيم العيد التي توقفت منذ 5 سنوات، لكن حضور الاعلام العراقي لم يكن بالمستوى بالمطلوب، باستثناء قنوات اعلامية موصلية، علما ان صحفيين من مختلف الجنسيات يحضرون كل عام تقريبا لتغطية الاعياد والاحتفالات الايزيدية، سواء التي تقام بمعبد لالش او في المناطق الايزيدية”.
ويعد عيد “جما”، أطول الأعياد الايزيدية قاطبة ويستمر لمدة سبعة أيام. ويبدأ العيد في 23 من أيلول ويستمر حتى الاول من تشرين الأول حسب التقويم الشرقي المعتمد لديهم (من 13- 6 تشرين الأول الغربي)، ويختلف التقويم الشرقي 13 يوما عن التقويم الغربي.
وتقام مراسيم العيد في معبد لالش (52 كم جنوب شرق دهوك) المعبد الوحيد لاتباع الديانة الايزيدية، اذ تتوافد عليه آلاف العائلات الايزيدية من العراق واقليم كردستان، فضلا عن عشرات العائلات من المغتربين الايزيديين في اوروبا وغيرها.