بمشاركة أكثر من 70 دولة والعديد من المنظمات العربية والدولية
بغداد – الصباح الجديد:
شارك العراق ممثلا وزير الموارد المائية الدكتور حسن الجنابي في افتتاح فعاليات «أسبوع القاهرة الأول للمياه» الذى عقد تحت شعار» المحافظة على المياه من أجل التنمية المستدامة « وبمشاركة أكثر من 70 دولة والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية والقومية، فضلا عن العديد من الوزراء والخبراء والعلماء وممثلى المنظمات والجهات والهيئات الدولية والإقليمية .
والتقى الوزير العراقي مع نظيره المصري الدكتور محمد عبد العاطي لاستعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها سبل إدارة الموارد المائية ، وأشاد الوزير الجنابي ، بالتجربة المصرية لإدارة الموارد المائية، وخاصة تخفيض مساحة الزراعات الشرهة للمياه، ومشروعات إعادة الاستعمال ، ورفع الكفاءة، وتحسين نوعية المياه، وتحلية مياه البحر.
وأكد الجنابي حرصه على الاستفادة من الكيانات البحثية الموجودة لدى مصر، وعلى رأسها المركز القومى لبحوث المياه، والاستراتيجية التى وضعتها الوزارة لإدارة المياه ٢٠٥٠.
كما القيت خلال افتتاح فعاليات هذا المحفل العالمي الهام كلمات عدة اكدت على أن هذا المحفل العلمي يهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول وتشارك الرؤى المستقبلية ورفع الوعي بقضايا المياه وتشجيع الأفكار المبتكرة لمواجهة التحديات المتعلقة بها، واتخاذ الخطوات المطلوبة نحو الإدارة المتكاملة لموارد المياه.
واشارت الكلمات التي القيت في هذا المحفل إلى أنه ليس بمقدور العالم التصدي للتحديات في سبيل بلوغ أهداف التنمية المستدامة وهي الحصول على مياه شرب آمنة وخدمات صرف صحي للجميع، ومدن صالحة للعيش فيها، وأمن غذائي، وأمن الطاقة، وتحقيق معدلات نمو اقتصادي واستقرار اجتماعي، والوصول إلى أنظمة إيكولوجية سليمة إلا إذا نجح في تحسين الطريقة التي تدير بها شتى بلدان العالم مواردها الطبيعية خاصة مورد المياه وسوف تتصاعد الضغوط علي هذا المورد الحيوي نظراً للزيادة المضطردة في تعداد السكان إضافة إلي الرغبة في تحقيق معدلات نمو اقتصادية ، لافتاً إلى انخفاض نصيب الفرد من المياه ليصل إلي نحو 570 م3 سنوياً عام 2018 مقارنة بالمعايير الدولية التي تري أن يكون نصيب الفرد 1000 متر مكعب سنوياً، كما أن الأمر لا يقتصر فقط على كمية الموارد المائية المتاحة بل وطبيعتها أيضاً حيث أن أكثر من 97% من مواردنا المائية تأتي من خارج الحدود.
وأكدت الكلمات أنه في ظل تنامي العجز في الموارد المائية فإن الدولة تحاول تقليل الفجوة بين الموارد المائية والاحتياجات المتصاعدة من خلال إعادة تدوير المياه والذي يمثل 25% من الاستعمال الحالي ، بخلاف استيراد مياه افتراضية في صورة سلع غذائية لسد بقية العجز ، لافتة الى ان دول العالم النامي وخاصةً دول أفريقيا وبعض البلدان العربية تعاني من الفقر، ونقص في معدلات التنمية، وتدهور حالة الأحواض المائية، ونوعية المياه، ونقص إمدادات مياه الشرب، ونقص الكهرباء والطاقة، واستيراد المعرفة والتكنولوجيا، لعدم امتلاك القدرات التقنية لإنتاج تكنولوجيا حديثة.كما تعد قضية التغيرات المناخية من أهم القضايا التي تواجه الإنسان في العصر الحديث كما لها تأثير بالغ على تغيير نمط حياته وكافة خططه المستقبلية. وتعتبر مصر واحدة من أكثر الدول تأثراً بالآثار السلبية الناتجة عن التغير المناخي ، وفي مقدمتها ارتفاع مستوى سطح البحر، والفقر المائي، وتدهور الصحة العامة والأمن الغذائي والأنظمة البيئية، مالأمر الذي يؤدي إلى خسائر اقتصادية باهظة التكاليف تعوق خطط التنمية المستدامة للبلدان .
بعد ذلك القى أحمد أبو الغيط رئيس جامعة الدول العربية كلمة اكد فيها على أن ندرة المياه تمثل التحدي الأكبر للمنطقة العربية ، مشيرا إلى أن الدول العربية تواجه العديد من المخاطر والتهديدات لأمنها المائي من دول أخرى معربا عن تضامن الجامعة العربية مع الدول العربية التى تسعى لحماية مصالحها المائية وقد بادرت الجامعة بانشاء المجلس العربى للمياه ليكون قناة يمكن للدول من خلالها مواجهة التحديات المائية القائمة.
من جانبه، قال عبد السلام ولد أحمد، مدير عام مساعد والممثل الإقليمي لمكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا إن التنمية المستدامة تواجه مخاطر عديدة وأن الدول العربية يتزايد فيها الطلب على المياه عن المتاح منها ، مضيفاً أن التغيرات المناخية تعتبر عنصراً شديد الخطورة يزيد من استهلاك المياه وأن شمال أفريقيا تعتبر من المناطق الأكثر تهديدا بالنسبة لتأثيرات التغيرات المناخية .
وفي هذا الشأن تحدث ليو زيمن، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية عن تأثير التغيرات المناخية وتداعياتها وضرورة التحرك الفاعل تجاهها تجنبا لأية مخاطر مستقبلية شعورا منا بالمسئولية وأن هذا الأسبوع يعد فرصة فريدة لتبادل الخبرات في إدارة المياه ، مؤكداً على ضرورة تفعيل المقترحات التي سوف يخرج بها المؤتمر، فيما أكد لويس فايتشن، الرئيس الشرفي للمجلس العالمي للمياه أنه من الهام والضروري مواجهة التحديات الإقتصادية والإجتماعية وأن كان التحدي الأكثر أهمية هو تحدي المياه والطاقة لضمان توافر المياه الآن ومستقبلا ، ولابد من إيقاف أخطاء البشر في التعامل مع الموارد الطبيعية.مؤكدا أن الأمن المائي يعتبر أولوية بالنسبة للمجلس العالمي للمياه.