استرجعنا به افتح يا سمسم وعدنان ولينا
أحلام يوسف:
من منا لم يتابع مسلسل “افتح يا سمسم”، حين كانت الناس تستوحش شوارع بغداد ساعة عرضها، إضافة الى برنامج “سلامتك” الذي حفظ العراقيون اغنية مقدمته بحب.
وضمن أفلام الرسوم المتحركة – الكارتون – التي عرضت في تسعينيات القرن الماضي، كان كارتون “عدنان ولينا” أحد أشهر الأفلام التي حازت شعبية كبيرة بين العراقيين صغارا وكبارا بصوته المميز.
العديد من الاعمال الجميلة والمؤثرة كانت نتاج جهد وابداع من عدد من الفنانين والكتاب وعلى رأسهم الفنان والكاتب فلاح هاشم، الذي قام بكتابة عدد كبير من الاعمال التلفزيونية والبرامج، وقدم بصوته العديد من شخصيات أفلام الكارتون أشهرها شخصية عدنان، بكارتون عدنان ولينا.
تحدث الينا في بداية لقائنا به عن رحلته الى الكويت التي احتضنته ليقدم هناك برامج عدة حيث كتب وبتكليف من إذاعة الكويت مسلسل “نجم في الظهيرة” للمخرج مهند الانصاري، ويقول: حظي عملي لإذاعة الكويت بتقييم خاص. ثم تتالت كتابتي للمسلسلات الإذاعية. اتذكر منها: (أمنية اسمها التفاهم) و(التحليق داخل الشبكة) و(ارتفع الستار) و(الحب والا الألفة) وغيرها وكلها من اخراج مهند الأنصاري.
وأضاف: دخلت عالم المسرح بمسرحية شعرية غنائية للأطفال بعنوان (اصدقاء) اخرجتها اسمهان توفيق، اضافة الى اغانٍ مسرحية كـ (سندريلا)، و(سندس) الحان طالب غالي، واخراج منصور المنصور، ثم اغانٍ مسرحية مثل (دكوش يغزو وادي القمر) الحان سعاد الحفني، ومسرحية (الحلاق الثرثار)، ومسرحية (امل) الحان حسين السماوي، وكلها اخراج اسمهان. ثم مسرحية (مدينة الأحلام) الحان ناصر الزاير، وأعمال أخرى.
شارك هاشم باخراج مسرحيتي (حرم سعادة الوزير)، و(ممثل الشعب)، واسهم بكتابة الجزء الثالث من برنامج (افتح يا سمسم) وبعض الاغاني فيه، وكذلك برنامج (سلامتك)، و(قف) لمؤسسة الإنتاج المشترك. التي بدأ معها شوط الدبلجة ممثلا ومخرجا وكاتب الأغاني، ثم رئيسا لقسم الدويلات.
دوبلاج أفلام الكارتون يشبه الى حد كبير التمثيل بالمسلسلات الاذاعية حيث نسمع في الحالتين صوت الممثل. فما هو الفرق بينهما؟ قبل ان يجيبنا على السؤال وصف هاشم نفسه بالكائن الإذاعي وقال:
– انا كائن إذاعي “ضاحكا” قضيت معظم وقتي وراء الميكروفون ممثلا ومحاورا ومقدما للبرامج في اذاعة بغداد وصوت الجماهير، الى الكويت ثم في لندن حيث استقراري، وكانت لدي اذاعة استمرت أحد عشر عاما وكانت الاذاعة العربية الوحيدة في بريطانيا بعد الـ BBC، والمرفق الإعلامي والثقافي والاجتماعي والسياسي للجالية، وتبث عبر الانترنت الى كل مكان. لا يمكنني تذكر كل الاعمال التي قدمتها الاذاعة.
وتابع: الفرق بين التمثيل في الاذاعة او في الدبلجة هو أنهما مختلفان مع انتماءهما الى خانة الفن، مع ان الدوبلاج يستفيد من التمثيل كفن، من حيث صقل اداء الممثل، وتدريب صوته وتطوير لغته. إضافة الى ان الممثل بالدبلجة محصور بزمن محدد لكل جملة لتنطبق مع حركة شفاه الشخصية، ومحكوم بما يناسب الصورة كصوت وأداء.
وعن الغربة والامها يقول هاشم
– الالم يسهم من دون شك في نضج تجربة الانسان، والغربة ارض خصبة للإبداع بوصفها مناخا، تُحس، ولا يمكن أن تُعرف، تُعاش ولا توصف، مثلها مثل كلمة (حب) او (سعادة)، انها مصطلحات وليست كلمات، من الممكن ان تأخذ ابعادا لا حصر لها، ولذا فهي تختلف من انسان لإنسان آخر حسب وعيه وحساسيته، لهذا فيمكن أن تتجلى إبداعا او نكوصا، فبعض الموهوبين تألقوا بترجمة أفكارهم واحـاسيسهــم والـــبـــعض انطـــفــأوا، واظنـــنـي استطعـت التـــــوازن بعد معاناة مريرة وكان الإنتاج مسعفي.
وتحدث هاشم عما يتوقع حدوثه في محطة انتظاره، وهل هناك امل بعودته الى وطنه الأم وانهاء عذابات غربته فقال:
– كنا مليئين بالأمل، نعمل ونحلم بوطن امن مستقل، يعيش الناس فيه كما يليق بعراقة بلدهم وثرواته البشرية والمادية، تتوفر لمواطنيه خدمات تحلم بها شعوب الأرض وهو كفء لذلك. للأسف حصل العكس تماما، وعلى كل صعيد. وجودي في الغربة اليوم يشبه وجودي فيها ايام النظام السابق، مع فارق ان الشهيد آنذاك معروف قاتله، اما اليوم فكل التصفيات تسجل ضد مجهول. سأعود للعراق عندما يكون هناك قانون احزاب يمنع بشكل قاطع تأليف احزاب سياسية على وفق اصطفافات طائفية، فكل حزب يكون أعضاؤه من مذهب ديني واحد، حزب طائفي لا يعيش خارج مناخ المحاصصة التي دمرت وطننا.
واما حلمه فهو
-اتمنى ان يأتي ظرف إنساني يعود فيه المغتربون الى وطنهم ليسهموا بطاقاتهم في بناء حياة كريمة تليق بالعراق.