بغداد تهمل سلاحا فتاكا للقضاء على بقايا الدواعش بأطراف نينوى
نينوى ـ خدر خلات:
عدّ ناشطون من محافظة نينوى أن الحكومة العراقية تهمل سلاحا فتاكا للقضاء على بقايا تنظيم داعش الإرهابي بأطراف نينوى الجنوبية والغربية ذات الطبيعة الصحراوية، مشيرين الى ان أبناء وأشقاء الشهداء الذين استباح دماءهم داعش مستعدون لتنفيذ أصعب المهام بعمق تلك الصحارى للانتقام من فلوله، مع الاهتمام بمسألة “تشابه الأسماء” في اعتقال المطلوبين للأجهزة الأمنية.
وقال الناشط قاسم حسين الراشدي من ناحية قضاء الحضر في حديث الى “الصباح الجديد” ان “فلول داعش المهزومة توارت في المنطقة الصحراوية جنوبي الموصل والتي تمتد الى صحراء الجزيرة الغربية وصولا الى الحدود السورية، وهي منطقة صحراوية تربط محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار”.
واضاف “هذه المنطقة معروفة بطبيعتها القاسية ووديانها وغير ذلك من الكهوف والمغاور والطرق الصحراوية التي يصعب السيطرة عليها على اية قوة امنية، بالرغم من القوات الامنية العراقية فرضت سيطرتها على مساحات كبيرة منها، لكن فلول داعش تعيش في عمق تلك الصحاري مثل الجرذان وربما تخط لتنفيذ عمليات ارهابية بقرى ومناق نائية لا اكثر”.
واشار الراشدي الى ان “هنالك سلاحا فتاكا بيد الحكومة العراقية للقضاء المبرم على بقايا الدواعش بهذه المناطق لكنها للاسف لا توظفه ولا تستثمره بالشكل المطلوب، واقصد به ابناء واشقاء الشهداء من المنتسبين الامنيين من الضباط والجنود الذين اعدمهم التنظيم الارهابي اثناء سيطرته على هذه المناطق قبل نحو 4 اعوام”.
وتابع “الكل يعلم ان مناطق جنوبي الموصل وغربها تقطنها عشائر لها تاريخها وثقافتها وتقاليدها، ومن ضمن ذلك الثار ممن يتعرض لها او يتعدى على ابنائها، ولهذا، فان ابناء واشقاء اولئك الشهداء الابرياء متحمسون جدا للمساهمة الفعالة في ملاحقة بقايا الدواعش وانزال القصاص العادل بهم انتقاما لاعدام ابائهم واشقائهم على ايدي عناصر التنظيم، بل انهم مستعدون لتنفيذ اصعب المهام في عمق تلك الصحراء شريطة الحصول على دعم من الجهات الامنية”.
ولفت الراشدي الى انه “ينبغي الاهتمام بتعيين ابناء واشقاء اولئك الشهداء في السلك العسكري والامني سواء في الجيش او الشرطة، لانهم الادرى باحوال واوضاع مناقطهم، ويعرفون الدواعش جيدا، بل ان الاخيرين يخشون منهم بشكل كبير، ولهذا نطالب الحكومة العراقية بفتح مجال لتطوع هؤلاء الشبان واستغلال طاقاتهم لترسيخ الامن والامان من خلال مكافحة بقايا التنظيم الارهابي اينما كان في صحراء الجزيرة جنوب وغربي نينوى”.
ودعا الى “الاهتمام بمسالة اعتقال المطلوبين للاجهزة الامنية بمناطق جنوب وغربي نينوى، حيث ان الاسماء تتشابه، وهنالك بضعة الاف من المعتقلين الابرياء بسبب تشابه اسمائهم الثلاثية مع اسماء مطلوبين للقضاء العراقي، ولهذا ينبغي ايجاد حلول لهذه المعضلة كي لايستغلها الاعداء لايجاد شرخ بين العشائر في تلك المناطق وبين القوات الامنية”.
وحول امكانية وجود اخطار محتملة من بقايا الدواعش بتلك المناطق، افاد الراشدي بالقول “لا يجوز ان نستهين بالعدو حتى لو كان في اضعف حالاته، ورغم ان داعش يمر باضعف حالاته، لكن بقايا شراذمه قد تنفذ اعمال جبانة هنا او هناك، من اجل اثبات الوجود لا اكثر، لكن زمن سيطرتهم على القرى ولى بدون رجعة”.
وزاد بالقول “هنالك اخبار لا يمكن التاكد منها، تفيد بان بعض الارهابيين العرب والاجانب الذين يتواجدون في هذه الصحراء الى جانب الدواعش المحليين ويريدون تاسيس خلايا مجددا، لتنفيذ اعمال ارهابية في المناطق النائية من قبيل نصب سيطرة وهمية لوقت محدود على طريق فرعي لا يحمل اية اهمية، من اجل اثبات الوجود كما قلنا، لكن ينبغي ان نحرمهم من هذه الفرص، من خلال مهاجمتهم بمقراتهم التي هي مجرد انفاق او مضافات مموهة في عمق الصحراء من اجل القضاء المبرم عليهم”.
منوها الى ان “العشائر بمناطق جنوب وغربي نينوى اعطت ضحايا كثيرة اثناء سيطرة داعش، فتم اعدام المئات من خيرة شبابها وهنالك مئات المفقودين ومئات اخرى من المعتقلين الذين يرجح انه تم اعدامهم وضاعت جثثهم في مجاهل هذه الصحاري او في مقابر جماعية لم تكتشف لحد اليوم”.