سمير خليل
تحت عنوان (تحية الى ضياء العزاوي)، أقامت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ندوتها الثقافية الاولى للموسم الثاني لهذا العام، احتفاء بهذا التشكيلي الكبير.
ادار الندوة وقدم لها الفنان التشكيلي الدكتور فاخر محمد، بمشاركة الشاعر والكاتب حسام السراي.
تناولت الندوة السيرة المضيئة للمحتفى به، وركزت على علاقته واشتغالاته بالرسم والادب والشعر خاصة، حيث يمتلك اسهامات عديدة في تأطير القصائد الشعرية بنفحات من فنه، وتطرق المتحدثون في الندوة الى مقاربة الشعر مع التشكيل، وخاصة الشعر الحديث، وتكريس التواصل بين الاجيال الشابة والرائدة، وتسليط الضوء على التقارب الادبي والفني.
شهدت الجلسة قراءات شعرية للشاعر حسام السراي اختارها من كتابه الذي قدمه ووقعه خلال الندوة، وحمل عنوان ” تلويحة لأحلام ناجية” ذاكرا اسهام الفنان العزاوي في تخطيطات لبعض القصائد التي ضمها الكتاب.
كما شهدت الندوة مداخلات وتساؤلات بشأن تجربة الفنان العزاوي، إضافة الى التعريج على واقع الفن التشكيلي اليوم، من خلال مداخلات للدكتور جمال العتابي، والناقد الدكتور باسم الأعسم الذي تعذر حضوره، لكن تم قراءة مداخلته القيمة.
وتناول الفنان قاسم سبتي رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، موضوع حماية الاعمال الفنية في ساحات وشوارع العاصمة بغداد من العبث والاهمال مؤكدا ان دور الجمعية، يكمن في تفعيل الفن التشكيلي ونشره وتطوره، وما يجري خارجها، من صلاحيات المؤسسات الرسمية. وعن طبيعة العلاقة بينها وبين امانة بغداد مثلا، ذكر ان الامانة تطلب الاعمال الفنية مجانا، مضيفا ان الجمعية وفي دأبها حماية الارث التشكيلي العراقي، حاولت استعادة اكثر من 177 عملا فنيا لرواد التشكيل، لكنها لم تحصل على اي دعم مادي لتنفيذ خطوتها هذه.
(الصباح الجديد) التقت بعد الندوة بالفنان التشكيلي فاخر محمد الذي ادارها متسائلة عن انطباعاته عنها فقال: “الفكرة هي استذكار واحتفاء بهذا الفنان الكبير، وهو من الفنانين الذين زاوجوا بين الرسم والشعر وجمع بينهما، جايل الوسط الثقافي العراقي. عقلية مثقفة. اعماله تجمع بين الفن والادب في إطار مشترك، وما زالت تجربته متواصلة في هذا الإطار.
وعن استمرار الجمعية في اقامة مثل هذه الندوات قال: في نية الجمعية اقامة معرض (الدفاتر المرسومة) خلال الايام المقبلة، والذي سيضم اعمالا تجمع بين الرسم والشعر.
اما الشاعر والكاتب حسام السراي فتحدث عن كتابه (تلويحة لاحلام ناجية) وهو تجربة شعرية عراقية جديدة، من اعداده وتقديمه قائلا: تجربة كتاب انطولوجي مشترك، محاولة لتقديم وثيقة يمكن ان تكون مادة للباحثين والمؤرخين لاحقا، تتحدث عن الشعر العراقي ما بعد نيسان 2003 وعن اهم التجارب التي اشتغلت بعد هذا التاريخ، وصولا الى يومنا هذا، والكتاب يتضمن شهادات تسعة شعراء مع قصائد منتخبة لهم، إضافة الى مقدمة تاريخية توضح اختيار هذه الاسماء لهذا الكتاب الذي شهد مشاركة الفنان الرائد ضياء العزاوي، حيث قدم تخطيطات لقصائد الشعراء الذين ضمهم الكتاب.
ويضيف: كل ذلك محاولة منا لنقدم اضافة جمالية في المشهد الثقافي العراقي عبر هذا التجاور بين الشعر والتشكيل، في إطار توثيقي لشغل ثقافي شعري نريد له ان يسوق الى القارئ العراقي والعربي.
التشكيل العراقي يحتفي بضياء العزاوي
التعليقات مغلقة