بعد إقصائه عن منصب رئيس الجمهورية
السليمانية – عباس كاريزي:
بينما رفضت أغلب الأحزاب والقوى السياسية النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان التي أعلنت عنها مفوضية الإقليم، يسعى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني لإقصاء الآخرين وتشكيل حكومة أغلبية سياسية بعد حصوله على 44 مقعدا وفقا للنتائج بعد فرز 85% من حجم الأصوات.
المكتب السياسي للديمقراطي الكردستاني دعا في بيان بمناسبة إعلان المفوضية النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان بعد فرز 85% من أصوات الناخبين، التي أفرزت فوزا للديمقراطي شككت به أغلب الأحزاب والقوى السياسية بحصوله على 44 مقعدا من أصل مئة مقعد، دعا الحزب الى وضع حد لما أسماه بنهاية للفوضى السياسية.
وكانت المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، قد أعلنت الخميس، النتائج الأولية لانتخابات برلمان كردستان التي جرت في الثلاثين من شهر أيلول الماضي، حيث جاء الحزب الديمقراطي الكردستاني بالمرتبة الأولى بحصوله على 595992 صوتا وهو ما يعادل 44 مقعدا، تلاه الاتحاد الوطني الكردستاني بحصوله على 287575 صوتا ويعادل 22 مقعدا، ثم حركة التغيير 164الف صوتا وتعادل 12 مقعدا، من بعدها حراك الجيل الجديد 113297 صوتا ويعادل 9 مقاعد، ثم الجماعة الاسلامية الكردستانية 94992 صوتا ويعادل 7 مقاعد، وتحالف نحو الاصلاح 69477 صوتا ما يؤهله للحصول على 5 مقاعد في برلمان كردستان.
وكان رئيس المفوضية هندرين محمد قد اكد خلال المؤتمر الصحفي، انه تم تقديم 1045 شكوى وبالانتهاء من حسم الشكاوى ستعلن المفوضية عن النتائج النهائية.
بدره وجه رئيس حراك الجيل الجديد، شاسوار عبدالواحد، رسالة إلى أعضاء المفوضية العليا للانتخابات والاستفتاء في اقليم كردستان، طالب اعضاء المفوضية بعدم المصادقة على نتائج الانتخابات والعمل على إلغائها.
وأضاف عبد الواحد في الرسالة التي تسلمت الصباح الجديد نسخة منها» نعلن للجميع بأن اعضاء المفوضية هم الآن أمام مسؤولية تأريخية، وأن قبول النتائج بما هي عليه الان يعد وصمة سوداء في جبين العملية السياسية وتستمر للأبد.
وكان حراك الجديد قد اعلن خلال الايام الماضية رفضه نتائج الانتخابات بسبب عمليات التزوير والتلاعب التي شابت العملية الانتخابية من قبل الاحزاب المتنفذة في الاقليم.
بدوره قال رئيس مؤسسة الانتخابات في الحزب الديمقراطي الكردستاني خسرو كوران ان بامكان حزبه تحقيق نسبة الخمسين زائد واحد المطلوبة لتشكيل حكومة الاقليم.
واضاف كوران انه وبعد اعلان المفوضية عن النتائج الاولية للانتخابات التي افرزت فوز الديمقراطي ب 44 مقعدا من اصل مئة و11 ، فان بامكان الديمقراطي تحقيق الاغلبية العددية باجراء بعض التحالفات مع عدد من النواب لتشكيل حكومة الاقليم المقبلة دون الحاجة للأحزاب الاخرى.
هذا وجدد المتحدث باسم حركة التغيير شورش حاجي رفض حزبه للنتائج التي اعلنت عنها مفوضية الانتخابات، مؤكدا انه حزبه بانتظار النتائج النهائية وهو لن يرضخ للتلاعب والتزوير الكبير الذي حدث في هذه الانتخابات.
واضاف حاجي ان الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني قاما بالتلاعب بنتائج الانتخابات في كافة مناطق الاقليم، مؤكدا ان ممثلي حركة التغير والاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية في مفوضية انتخابات الاقليم لن يوقعوا على النتائج الاولية التي اعلنتها المفوضية.
وكان رئيس حكومة الاقليم نائب رئيس الحزب الديمقراطي نيجيرفان بارزاني قد اعلن في مؤتمر صحفي ان حكومة الاقليم المقبلة لن تكون كسابقاتها وان حزبه غير مستعد لإشراك الاخرين دون الاستحقاق الانتخابي.
واضاف بارزاني ان حزبه سوف يتعامل مع الاتحاد الوطني الكردستاني وفقا للاستحقاق الانتخابي، ولن يمنحه اكثر من استحقاقه في حكومة الاقليم المقبلة، مشيرا الى ان الاتحاد الوطني بخروجه عن الاجماع الكردي في مسالة اختيار رئيس الجمهورية، اختار طريقا اخر ويجب ان يتحمل تبعاته.
بدوره رد عضو المكتب السياسي للاتحاد قادر عزيز على تصريحات بارزاني قائلا، ان الاتحاد لم يقبل صدقة من احد، وان مشاركته في حكومة الاقليم السابقة كانت وفقا لثقله ودوره في العملية السياسية، قائلاً ان الديمقراطي يهيمن على جميع مفاصل الاقليم، وان المناصب الحكومية التي يستحوذ عليها يوازي مئة مقعد وليس 44 مقعدا.
وكان التوتر والتشنج بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني قد دخل مرحلة خطيرة بعد المنافسة التي وصلت اشدها بين الحزبين على منصب رئيس الجمهورية، الذي ظفر به مرشح الاتحاد الوطني برهم صالح، ما عده الحزب الديمقراطي انتقاصا من حجمه ووزنه في العملية السياسية، مشيرا الى انه لن يغفر للاتحاد الوطني انتهاكه للاتفاق والتفاهم المشترك، الذي كان موجدوا بين الحزبين سابقاً.