اتساقا مع معطيات اختيار وترشيح رئيس الوزراء الجديد عادل عبد المهدي فان ثمة تغييرا يمكن وصفه بالإيجابي ويحمل مدلولات الاصلاح التي لطالما نودي بها خلال السنوات المنصرمة فالسيد عادل عبد المهدي هو اليوم مرشح مستقل لا ينتمي حزبيا او سياسيا لكيان او كتلة ممثلة داخل مجلس النواب وفي الوقت نفسه فان تجربته الطويلة في العمل السياسي وخبراته في مجال تخصصه الاقتصادي تمنحه الفرصة بقوة لتطبيق الرؤى والافكار التي نشرها في وسائل الاعلام او تحدث بها في المحافل الوطنية والدولية فمرحلة البناء والاعمار يمكن ان تكون الحقبة المناسبة لاختيار مثل هذه الشخصية ثم ان اختيار وترشيح رجل في السابعة والسبعين يعني ان الخوف على مستقبل سياسي لاوجود له في فكر السيد عبد المهدي فالمستقبل لديه بعد هذا الشوط الطويل هو في استثمار هذه الفرصة الكبيرة لإبراز القدرات وجني الثمرات والانطلاق نحو آفاق رحبة مع التأييد الواسع للاحزاب والكتل المتنافسة والاتفاق عليه كشخصية مستقلة واذا تمعنا في الدعوات التي تنادي بمنح رئيس الوزراء الجديد الفرصة الكافية لاختيار المرشحين للفريق الوزاري وعدم وجود اشتراطات سياسية تقيد حركته واعلان السيد مقتدى الصدر الذي يتزعم اكبر تحالف سياسي منح الثقة للسيد عبد المهدي من خلال قرار عملي يتمثل بعدم ترشيح اي شخصية من داخل هذا التحالف لأي منصب تنفيذي فان كل هذه الاجواء تمهد لحركة تغيير محسوسة يمكن استثمارها وتوظيفها وتوجيهها نحو المسارات التي يتطلع اليها الشعب العراقي اولا وتحقق آمال المتعلقين بالتغيير والاصلاح ثانيا وهنا لابد للسيد عادل عبد المهدي ان يدرك جيدا خطورة التفريط بمثل هذه الاجواء الايجابية وان يحسب للزمن الحساب الكافي مع الاعلان عن اتفاق بمنحه مدة سنة واحدة لتحقيق بوادر النجاح فالتردد والانشغال بارضاء اي طرف يعني ببساطة المزيد من التعقيد والارباك في ملف تشكيل الحكومة اما الثقة والاصرار على النجاح والانطلاق بقوة نحو الخطوات اللاحقة فيعني وضع الاقدام على السكة الصحيحة وبث التفاؤل بالوصول الى الاهداف بتوقيتات معلومة ومن المهم هنا اعادة التأكيد بضرورة انتهاج سبل جديدة وابتكار خطط مختلفة لاتنتمي الى المراحل السابقة بما يطمئن الشعب العراقي بأن العراق يقف على اعتاب مرحلة سياسية جديدة تتيح مغادرة مظاهر الفشل وتطيح بعناوين المحاصصة وتمنح الفرصة للكفاءات النزيهة بتولي المسؤوليات في اعلى الهرم نزولا الى المستويات الاخرى في المناصب الوظيفية .
د. علي شمخي
فرصة عبد المهدي !
التعليقات مغلقة