الفرصة الاخيرة..

اللحظة التأريخية لاتتكرر الا بعد عقود من مرورها الاول، والحنكة هي اقتناص اللحظة في مرورها الاول ، لان الزمن لايرحم كما ان فاتورته ثقيلة وموجعة .

اليوم امام العبادي ، في حال انطلاق حكومته، ربما فرصة تأريخية، من الصعب تكراراها، لاستثمار الاجماع الدولي ، بل والاستعداد للمساهمة الفاعلة ومنها العسكرية، لعودة الاستقرار الى البلاد وانهاء مرحلة داعش الشريرة ..

الاميركان والناتو الاوربي ، يتطلعون الآن الى موقف رسمي عراقي واضح واجابة عن استعدادهم للتدخل العسكري من اجل محاربة داعش والتواجد في الخنادق الامامية لقتال تلك الوحوش التي تفتك ببلادنا ..

لقد اثمر القصف الاميركي الى تغيير في الموازين بمنطقة سنجار وسد الموصل ، وكانت نتائجة لصالح العراقيين ، وقد تعاملت القيادة الكردية  بحكمة بقيول الدعم الاميركي المباشر والاوربي فيما بعد.. لان الهدف هو انقاذ البلاد وليس رفع الشعارات ..

لو كانت ساحتنا السياسية موحدة وقرارنا متماسك ، ربما ما احتجنا الى  مساعدات من هذا النوع ، لكننا مشتتون، كما ان جيشنا وقواتنا الامنية على ما تقدمه من ضحابا واستعداد للقتال الشجاع ، الا انها بوضعها الحالي غير قادر على الحاق الهزيمة بداعش، وعلينا ان نقر بذلك لان داعش اخترقت العملية السياسية والاجتماعبة معا ، وللتخلص من سرطانها ، فاننا بحاجة الى جهود دولية حقيقية ، وان لانفرط بالايادي التي تعلن استعدادها للوقوف معنا ، متذرعين بشعارات فارغة عن السيادة المنتهكة اساسا .. ولا عيب في ذلك فلدينا اتفاقية امنية مع الولايات المتحدة الاميركية ينبغي استثمارها الى اقصى الحدود ..

علينا استثمار الحماسة والاستعداد لدى الاميركان والاوربيين ، للقتال في الخنادق المتقدمة، وعدم التفريط بها ، بل ودعمها بقرارات بتجاه المصالحة الوطنية الحقيقية، وسحب البساط من تحت اقدام داعش، وتحويل البنادق المحايدة الى حد الآن او التي تغض الطرف عن داعش الى بنادق تقاتل مع الجيش العراقي في حربه ضد الارهاب وداعش ..

علينا ان لاننتظر كثيرا في حربنا المقدسة مع داعش، وان لانخجل من اي مساعدة ، وسياسة قيادة اقليم كردستان خير دليل امامنا ، قيادة موحدة .. لم تنتظر كلام زيد وعبيد وجرار الخيط، لانقاذ الاقليم من خطر كان على حدود اربيل ، وفي ساعات تغير الميزان واتجه الجهد الاوربي نحو كردستان وتدفقت المساعدات العسكرية الا نسانية والعسكرية على الاقليم وتغيرت الصورة وجغراقية المعركة واصبح الخطر بعيدا عن الاقليم لكنه ما زال داخل الوطن وما زال خطرا على الجميع ..

مدن عراقية تنتظر الخلاص من داعش وظلاميتها ووحشيتها .. وعلينا ان نكون قادرين على اتخاذ القرارات الشجاعة لانقاذ الوطن والناس، وهو انقاذ لايتم بالشعارات وانما بالقرارات التأريخية الجريئة ..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة