رعم الطريق الحذر الذي يسلكه باراك اوباما في التعامل مع الملفين العراقي والسوري الا ان رئيس اقوى دولة في العالم وجد نفسه اخيرا في متاهة يصعب الخروج منها الى نهاية سليمة تخفف من اية انتقادات حادة بدء الرجل يتلقاها من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء ….ومثلما توقع الكثيرون فان تشابك هذان الملفان والتقاءهما في مفاصل عديدة من الصراع الذي تدور رحاه في اجزاء واسعة من اراضي البلدين القى بظلاله على اية خطط وضعها البنتاغون في الشهور الماضية ..وساهم تسارع الاحداث في العراق وانعطافها منعطفات خطيرة في ظهور معالم جددية لهذا الصراع على الارض تمثل بالتهديد الكبير الذي شكله اقتراب تنظيم داعش من المصالح الامريكية الحيوية واحتلاله لمدن وقرى في اقليم كردستان واخرى لاتبعد كثيرا عن بغداد ومن هنا اصبح لزاما على الادارة الامريكية ان تعيد النظر في كثير من خططها وان تغير من ستراتيجتها التي قامت على توقعات باستعادة العراق لاستقراره وامنه بعد خروج القوات الامريكية منه ووصول الصراع في سوريا الى امكانية سقوط نظام بشار الاسد وبعد ان اصبحت هذه التوقعات غير منطقية وبعد ان تعاظم نفوذ داعش العسكري كثيرا يجد الامريكي اوباما نفسه امام عدة خيارات مطروحة امام طاولته لاتخاذ القرار المناسب بشانها ..ومن تابع خطابات اوباما الاخيرة وجد ان رئيس الولايات المتحدة الامريكية لم يصل بعد الى قرار حاسم في التعاطي مع هذه الدوامة العراقية السورية فمرة يرفض اوباما التصريح بالموافقة على توسيع مجال الضربات الجوية الامريكية لتشمل اماكن التواجد المسلح لداعش في سوريا ومرة يتحدث عن ترابط الاحداث الامنية في سوريا مع نظيرتها في العراق حيث يتحدث مسؤولون عسكريون امريكيون عن قرب توجيه ضربات لداعش في اراضي سوريا ..ومهما كان قرار الرئيس الامريكي في هذا الشان يجب عليه ان لايقع في قراءات خاطئة لهذا الموقف المتشابك مثلما سمعنا في خطابه يوم امس حيث كرر اوباما الحديث عن طائفة واحدة من طوائف الشعب العراقي واكد على ضروة منحها الحقوق الكافية والاطمئنان كي تتجه الازمة العراقية نحو الحل بشكل اسرع من دون ان يشير الى مافعلته داعش بطوائف اخرى من الشعب العراقي ومايحيط بالمشكل العراقي عامة ولابد له ان ياخذ بنظر الاعتبار المصالح العامة للشعبين العراقي والسوري وان لاتقتصر قراءاته على الفصول الاخيرة لهذه المعركة الحامية كي تكون النتائج منسجمة مع الاسباب التي ادت الى هذا الصراع وتفاقمه وبالتالي وقف سقوط المزيد من الضحايا فيه ….!!
د.علي شمخي