القيادي فريد اسسرد: بات للاتحاد الوطني الكردستاني مرشحان
بغداد – الصباح الجديد:
اعلن د. عبد اللطيف رشيد العضو البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني، وعديل زعيم الحزب “الراحل”، جلال طالباني، ترشيح نفسه رسميا لمنصب رئيس الجمهورية قبل غلق باب الترشح لهذا المنصب اليوم، وفيما يتوقع أن يقدم القيادي في الحزب عبد اللطيف رشيد أوراقه إلى رئيس البرلمان قبل نهاية الدوام الرسمي لليوم الأحد، طالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بتأجيل التصويت على منصب رئيس الجمهورية في مجلس النواب العراقي، لحين الانتهاء من اجراء انتخابات برلمان اقليم كردستان المقرر اجراؤها في الثلاثين من ايلول سبتمبر الجاري.
وذكرت مصادر مطلعة للصباح الجديد ان رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني ابلغ رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الذي زار اربيل امس السبت برغبته بتأجيل التصويت على انتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد لما بعد الانتهاء من انتخابات برلمان كردستان.
وقالت المصادر ان الحزب الديمقراطي وبعد ان فشل في اقناع الاتحاد الوطني بعدم ترشيح برهم صالح للمنصب واعتماد احد الشخصيات المقربة اليه يسعى الان لمنع، حصول الاتحاد على المنصب عبر خلق الاعذار تارة والمطالبة بالمنصب تارة أخرى.
الاتحاد الكردستاني لا يعارض ترشح لطيف رشيد
بهذا ينافس القيادي عبد اللطيف رشيد، المرشح عن الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح، الذي ينتمي الى الحزب نفسه، اذ قال رشيد في بيان مقتضب انه “سيترشح لمنصب الرئاسة كمرشح كردي مستقل رغم خسارته المنافسة مع برهم صالح في الاقتراع السري الذي أجرته قيادة الحزب قبل أيام”، كما أشار تقرير لراديو صوت أمريكا ” أن رشيد أبلغ قيادة الاتحاد الوطني في وقت سابق أنه سيترشح للمنصب سواء وافقت قيادة الاتحاد على ترشيحه بشكل رسمي ام حتى في خارج الاتحاد الوطني .
وقال فريد أسسرد العضو القيادي في الاتحاد الوطني ” أن جميع أعضاء القيادة والمكتب السياسي يعلمون مسبقا بترشح رشيد لهذا المنصب ” مشيرا الى” أنه بات الان هناك مرشحان من داخل الاتحاد الوطني وهما المرشح الرسمي برهم صالح ، والمرشح الدكتور لطيف رشيد الذي هو أحد الكوادر المتقدمة في الاتحاد ، فإذا فاز الأخير بالمنصب فإنه سيكون من ضمن استحقاقات الاتحاد الوطني وسيتم التعامل معه على هذا الاساس . مؤكدا ” أن الاتحاد الوطني سيعمل من أجل انجاح مرشحه الرسمي الدكتور برهم صالح لنيل المنصب، ولكنه في الوقت ذاته سوف لن يعارض وصول رشيد للمنصب اذا استطاع أن ينال ثقة أعضاء البرلمان.
واشار اسسرد أن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني طرح عدة اقتراحات لايجاد نوع من التفاهم حول شغل هذا المنصب، منها أنه في حال عدم توافق الحزبين حول مرشح واحد، فمن الممكن اعطاء المنصب لشخصية كردية مستقلة. وقد طرح هذا المقترح في اجتماعاتنا المشتركة لكننا بقيادة الاتحاد الوطني رفضنا ذلك ، وعليه أعتقد بأنه سيكون هناك مرشح لهذا الحزب لمنافسة مرشحينا للمنصب.
وحول توقعاته بفوز أي من مرشحي الحزبين للمنصب قال العضو القيادي للاتحاد الوطني” لو لم نكن متأكدين من فوز مرشحنا فلم نكن نجازف بهذا الأمر، فنحن متيقنون بأن المنصب سيؤول الى أحد مرشحي حزبنا”.
الاتفاق الاولي يتفكك
ويرجح من مطالبة الديمقراطي الكردستاني بتأجيل الاقتراع على منصب رئيس الجمهورية، ان التفاهم والاتفاق الاولي الذي ذهب بموجبه الحزبان الرئيسان في الاقليم الى بغداد بات في مهب الريح مع اول منعطف تمر به العلاقة، نتيجة لاختلاف وجهات النظر بين الجانبين، وبما يعني ان الديمقراطي الكردستاني قد يقدم في الغد الذي يمثل اليوم الأخير وفق المدة الدستورية، مرشحا آخر لرئاسة الجمهورية، اذ سرت تسريبات عن أن بارزاني سيدفع غداً اسم القيادي في حزبه فاضل ميراني للترشح رسمياً، وانه هاتف خلال الساعات الماضية معظم رؤساء الكتل السياسية لدعم مرشحه، لينافس ميراني الأسماء التي أوردت انباء انهم اعلنوا بانهم سيرشحون على منصب الرئاسة، وهم الدكتور عبد اللطيف رشيد، وبرهم صالح وفؤاد معصوم وسروة عبد الواحد من حركة التغيير.
عبد اللطيف رشيد..
العالم والسياسي
وكان المركز العراقي للتنمية الإعلامية، ضيف يوم الأربعاء الماضي الدكتور لطيف رشيد الذي اوجز مسيرته العلمية والسياسية النضالية في كلمة امام جمع غفير قال فيها:” إنني الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد من مواليد مدينة السليمانية عام 1944 والتي أكملتُ فيها أيضاً دراسة الإعدادية. حصلت على بعثة لدراسة الهندسة في المملكة المتحدة أيام حكومة عبد الكريم قاسم وحصلتُ على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في (الهايدروليكس- علوم المياه) من جامعات ليفربول ومانشستر البريطانية، وبعد التخرج لم أستطع العودة الى العراق بسبب الموقف من النظام البائد. وخلال إقامتي في الخارج مارست العمل الهندسي وأصبحتُ بعد فترة زميلاً في جمعية المهندسين البريطانيين كما عملت لفترة طويلة مع الجامعات والشركات البريطانية وأيضاً في معظم بلدان الشرق الأوسط، فضلاً عن منظمات الأمم المتحدة والبنك الدولي.
بدأ عملي السياسي في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ أواسط الستينات وكنتُ عضواً فعالاً في جمعية الطلبة الأكراد في أوربا حتى تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1975 حيث أصبحت عضواً قيادياً فيه وممثلاً له في المؤتمرات التي كانت تعقد في الدول الأوربية كما كنت عضواً قيادياً في الجبهة الكردستانية، ناضلت خلال هذه العقود الطويلة ضد الدكتاتورية وسعيت الى إرساء نظام ديمقراطي تعددي في عراقٍ حرٍّ مستقل.
كانت علاقاتي بالمعارضة العراقية قوية جداً، وكنت أزور مراكز قيادات المعارضة في دمشق وطهران وكان معظمهم في لندن والدول الأوربية وأصبحت منذ مؤتمر فيينا في بداية التسعينات عضو قيادياً في الهيئة التنفيذية للمؤتمر الوطني، وأعتقد أن أغلبكم يعرف النشاطات التي قام بها المؤتمر الوطني ونضاله ضد الدكتاتورية من أجل العراق، واستمريت على ذلك حتى سقوط نظام صدام ورجوعنا الى وطننا العراق.
كنت خلال هذه الفترة الطويلة من الزمن، أي من قبل تأسيس الاتحاد الوطني ملازماً للرئيس الراحل الكبير مام جلال بحكم علاقتي الحزبية والشخصية والعائلية مؤمناً بنهجه وأسلوبه في العمل السياسي. جاءت هذه العلاقة نتيجة إيماني بحرية الفرد والديمقراطية للعراق. واشتركت مع مام جلال في معظم مجالات العمل السياسي والتنظيمي والدبلوماسي وحضرت معه أغلب اللقاءات والمؤتمرات، وكنت مندوباً شخصياً له، كما كنت ممثلاً عن الاتحاد الوطني في بريطانيا والدول الأوربية، هدفنا خلال هذه المسيرة الطويلة الى بناء عراقٍ اتحادي ديمقراطي تعدّدي قوي ومعافى، خالٍ من كل اشكال التمييز والعنصرية، يتمتع فيه أبناء الشعب بخيراتهم في ظل حكم رشيد يرتكز أهم أركانه على المبدأ القائل بوجوب وضع (الشخص المناسب فى المكان المناسب) في جوٍّ يخلو من الظلم، تحت سيادة الدولة، وابراز الهوية العراقية وتقديمها على بقية الهويات الأخرى، وأؤمن إيماناً كبيراً ككرديٍّ عراقي، بأن العراق القوي المستقل سيكون في صالح جميع أبناء الشعب بكافة قومياته وأديانه ومكوناته.
بعد رجوعي الى العراق استلمت حقيبة وزارة الموارد المائية لمدة ثمان سنوات أنجزنا خلالها الكثير من المشاريع من ناحية تحسين الموارد المائية بما فيها بناء السدود وتجديد قنوات الري واستصلاح الأراضي وتحسين حالة الإرواء في العراق، وأفخر بدوري في إنعاش الأهوار والتنسيق مع دول الجوار من أجل حصة عادلة من المياه للعراق. كما تسنمت منصب المستشار الأقدم لرئيس الجمهورية منذ نهاية عام 2010 في زمن مام جلال، قمت خلال هذه الفترة بتمثيل الرئيس في المحافل المحلية والأقليمية والدولية وشاركت بالنيابة عن الرئيس في أغلب المؤتمرات والنشاطات السياسية والفنية ولازلت أقوم بنفس واجبي لحد الآن في عهد الدكتور فؤاد معصوم.
يمر العراق اليوم بمرحلة خطيرة، تراكمت فيها أخطاء جسيمة في العملية السياسية، وإنّ جزءاً من هذا النقص جاء من غياب شخصية وسياسة توافقية كان يمثلها الراحل جلال طالباني، ولهذا فمن الضروري الاستمرار وتطوير نفس النهج، ويجب ان نكون صريحين مع أنفسنا بأننا لا نستطيع أن نحل مشاكل الوطن دون تنسيق وتعاون كافة مكونات الشعب العراقي والنظر الى ماضي العملية السياسية بعين من الصراحة والوضوح والعمل بشجاعة لتجاوزه، أملاً في بناء العراق القوي الآمن المزدهر الذي نحلم به جميعاً.
اكثر من هذا تواترت انباء في وقت لاحق من يوم امس ان كرديين آخرين اعلنا انهما سيقدما اوراقهما للترشيح على منصب رئاسة الجمهورية، اذ اعلن النائب عن الجماعة الاسلامية، سليم شوشكي ترشحه لهذا المنصب، وقال شوشكي “إنه سيقدم سيرته الذاتية إلى مجلس النواب اليوم بهدف ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية”. مضيفا إن قراره بالترشح يعود إلى رغبته ورغبة الجماعة الاسلامية لشغل المنصب، معربا عن أمله بأن يحصل على الاصوات الكافية لذلك، وعلى الصعيد نفسه أعلن البروفسور الكردي الفيلي، كمال عزيز محمد قيتولي، ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية.
وقال قيتولي الذي يعمل حالياً أستاذاً جامعياً بكلية الطب في جامعة دهوك، في تصريح صحفي “اعلن عن ترشحي لمنصب رئيس جمهورية العراق للدورة الرئاسية لعام 2018”. مبينا انه “على رئيس الجمهورية أن يكون شخصاً مستقلاً وان يكون مُلماً بالسياسة الدولية والدبلوماسية، وانا لدي هذه النقاط ولي علاقات جيدة مع الاحزاب والشخصيات سواء في إقليم كردستان أو في العراق”.