أكد بقاء كل الاحتمالات مفتوحة مع الاتحاد الى يوم التصويت
السليمانية – الصباح الجديد – عباس كاريزي:
طالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بتأجيل التصويت على منصب رئيس الجمهورية في مجلس النواب العراقي، لحين الانتهاء من اجراء انتخابات برلمان اقليم كردستان المقرر اجراؤها في الثلاثين من ايلول سبتمبر الجاري.
وذكرت مصادر مطلعة للصباح الجديد ان رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني ابلغ رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الذي زار اربيل امس السبت برغبته بتأجيل التصويت على انتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد لما بعد الانتهاء من انتخابات برلمان كردستان.
وقالت المصادر ان الحزب الديمقراطي وبعد ان فشل في اقناع الاتحاد الوطني بعدم ترشيح برهم صالح للمنصب واعتماد احد الشخصيات المقربة اليه يسعى الان لمنع، حصول الاتحاد على المنصب عبر خلق الاعذار تارة والمطالبة بالمنصب تارة اخرى.
وقالت المصادر ان التفاهم والاتفاق الاولي الذي ذهب بموجبه الحزبان الرئيسان في الاقليم الى بغداد بات في مهب الريح مع اول منعطف تمر به العلاقة، نتيجة لاختلاف وجهات النظر بين الجانبين حول منصب رئيس الجمهورية.
من جهته قال القيادي في الحزب الديمقراطي عبد السلام برواري في تصريح للصباح الجديد، ان الحزب الديمقراطي اعترض على الاسلوب والموقف الذي تم به عرض المرشح لرئاسة الجمهورية، وان موضع اعتراضه ليس على شخص المرشح نفسه، مشيرا الى ان الديمقراطي الكردستاني كان له اتفاق مع الاتحاد على ان يكون المرشح مقبولا من قبل الطرفين وغير حزبي يطرح كمرشح للمكون الكردي، «الا اننا عرفنا ذلك عبر الاعلام واننا لنقبل ان يطرح مرشح حزبي على انه مرشح كل الكرد».
واضاف برواري ان الاتفاق السابق الذي يستند عليه الاتحاد الوطني للمطالبة بمنصب رئيس الجمهورية اصبح لاغياً، لانه يعتمد على اتفاق سابق كان ينص على تقاسم منصبي رئيس الاقليم الجمهورية ورئيس الاقلم، واردف وبما ان منصب رئيس الاقليم شاغر في الوقت الحالي، وهو ليس بحوزة الحزب الديمقراطي، لذا فان مطالبة الاتحاد بمنصب رئيس الجمهورية غير صحيح.
وكان رئيس تحالف الديمقراطي والعدالة برهم صالح قد اعلن الاسبوع المنصرم عن تخليه عن رئاسة حزبه، والعودة الى صفوف الاتحاد الوطني واصبح عقب تصويت المجلس القيادي للاتحاد على عودته نائباً لسكرتيره العام ومرشحه الوحيد لمنصب رئيس الجمهورية، لتضمن بذلك عودة صالح ارتفاع عدد مقاعد الاتحاد الوطني الى 20 مقعدا بعد اضافة مقعدي تحالف الديمقراطية والعدالة الى 18 التي كان الاتحاد الوطني يمتلكها سابقاً.
واضاف عبد السلام برواري، ان كل الاحتمالات مفتوحة امام الحزب الديمقراطي لغاية يوم التصويت على المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، وتدارك «الا انه هناك ثلاثة احتمالات لحين التصويت، ونحن نطالب الاتحاد الوطني بالتفاهم، على ثلاثة احتمالات وهي « اما ان يكون للطرفين مرشحا واحدا، او ان يذهب الطرفان بعدة مرشحين، او ان يتفق الحزبان على مرشح محايد.
وفي معرض رده على سؤال حول مطالبة الحزب الديمقراطي رئيس البرلمان بتأجيل التصويت لحين الانتهاء من الانتخابات، قال ان هناك سياقات دستورية ينبغي الالتزام بها، الا ان ذلك لايمنع وجود رغبة لدى حزبه لتأجيل التصويت، لحين الانتهاء من انتخابات برلمان كردستان، الا ان ذلك لم يعلن بنحو رسمي لحد الان.
وحول طبيعة علاقة حزبه مع الاتحاد الوطني التي شهدت توترا وتشنجاً مؤخرا نتيجة لتبادل التهم والتشهير خلال حملات الدعاية الانتخابية، واحتمال وصولها الى حد القطيعة، نفى برواري وجود اي قطيعة، مشيرا الى وجود اتفاق بين الجانبين للذهاب الى بغداد موحدين، مشيرا الى ان تلك التصريحات لاتمثل الرأي الرسمي للاتحاد وهي تصريحات لعبض الكوادر الذين يعتقدون بان التقليل من شأن الحزب الديمقراطي يزيد من شعبية الاتحاد.
يأتي ذلك في وقت زار رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي اليوم السبت مدينة اربيل، وبحث خلال الزيارة مع رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني مسألة منصب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة المقبلة في العراق و دور الكرد فيها.
وكان الحزب الديمقراطي قد طرح سيناريو لحسم منصب رئيس الجمهورية مع الاتحاد الوطني، والذي يتمثل بحسم ذلك عبر تصويت النواب الكرد في مجلس النواب كما حصل في الدورة السابقة، الا ان هذا السيناريو ايضا لم يحضَ بموافقة الاتحاد الوطني الذي يصر على تمسكه بالمنصب كاستحقاق انتخابي.