من يزيح الأنقاض عنها ؟
بغداد ـ وداد ابراهيم :
متى غادر ايوب هذا الزقاق وترك بيته وحمامه الكبير ومحلاته غير مبال بأسطورة الكنز الذي أودعته جدته في مكان ما في البيت التراثي الكبير الذي يقع مقابل حمام أيوب، بيوت تراثية ومحلات تنتسب الى التراث البغدادي، في زقاق صغير يقع في منطقة الكرخ قرب ساحة الشهداء.
دخلته في صبيحة يوم من ايام اب الحارة لكن الغريب ان الزقاق ينعم بأجواء مظللة تقلل من حرارة الجو، وصلت الى حمام ايوب حيث كنت اريد الكتابة عن حمامات بغداد التراثية وما هو حالها الان، وبنصيحة العاملين في دائرة التراث ان تكون محطتي أمام حمام أيوب، بوصفه الأكبر والأجمل والأكثر أهمية لدى اهالي بغداد في ذلك الوقت.
آخر من ارتاد الحمام
باب مفتوح وأصوات وصخب يأتي من داخل بناء تراثي جميل جدا نظرت الى الأسفل فكان سلم صغير يؤدي الى الداخل، تطلعت الى داخل الحمام فكان عبارة عن ورشة كبيرة للأخشاب، طرق الباب لا ينفع فشغلت نفسي بالتقاط الصور لمدخل الحمام، فكان أمامي ذلك الشاب، وعرفت منه انه استأجر الحمام محلا للنجارة من دون ان يعرف أي شيء عنه الا انه حمام قديم. واشار علي بالحديث مع اقدم ساكن في الزقاق.
عمر هذا الحمام 209 سنوات ويعود لعائلة المتيم التي بنت هذا البناء البغدادي الجميل على هيكل من الطابوق فقط اي من دون حديد، وقد حمل الحمام اسم المتيم، لسنوات وتميز بانه من أفضل الحمامات واوسعها ويرتاده الناس من إنحاء بغداد.
هذا ما تحدث به ميثم عبد الحسين أحد رواد الحمام وصاحب معمل نجارة في الزقاق ذاته .
وأضاف اشترت عائلة أيوب الزقاق كله فصار الزقاق والمحال والحمام كلها تحمل اسم ايوب وظل هذا الاسم حتى اليوم، أنا كنت ارتاد الحمام في الخامسة من عمري حتى أغلق وتحول الى مكان موحش في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. أتذكر قطعة الحجر الوسطية والتي كانت شديدة الحرارة والباحة الوسطية التي كانت ملتقى اجتماعي لأهالي الزقاق وكبار الشخصيات في المجتمع مثل بهجت العطية وتوفيق السويدي وعمو بابا. ولأني من سكنة المنطقة فاشتريت البيت المقابل للحمام وبعد فترة عرفت من احد ورثة الزقاق ان احدى سيدات عائلة ايوب كانت قد اخفت كنزاً في البيت، اعتقد انها اسطورة فالبناء متهالك ومهدد بالسقوط.
نعلن تراثيتها ونوقف
أي تغيير او بناء عليها
سعد حمزة صغير رئيس قسم التحريات التراثية في دائرة الآثار والتراث قال: الحديث عن الحمامات يعني الحديث عن مبانٍ لها علاقة شديدة بتراث بغداد من المفهوم المعماري والعادات والتقاليد البغدادية، وأنشئت الحمامات لان البيوت البغدادية كانت تفتقر الى وجود حمام وان وجد فيكون صغيرا جدًا، لذا فقد اكتسبت أهمية معمارية وفنية واجتماعية واصبحت لها ميزات ومواصفات خاصة في التصميم الخارجي والداخلي، بعد ان اصبحت مكانا لتجمع اهل المحلة لتبادل الأحاديث بل صارت جزء من الحياة اليومية التراثية في العراق بالأخص بعد ان صار يرتادها كبار السياسيين والوزراء وكل الشخصيات المهمة في العصر الملكي، لذا دورنا هو ان نوثقها ونعلن تراثيتها بموجب قانون 55 عام 2002 ،والذي يؤكد الحفاظ على صفته الوظيفية ولا نوافق على هدم الحمام او تغييره وانما بموجب القانون نسعى جاهدين لاستملاك حمامين وآخر مسح قامت به الدائرة اكد على ان في بغداد ستة حمامات ابرزها حمام ايوب الذي يقع في محلة الشيخ بشار ويطل على زقاقين ويتميز بجمال بنائه ووجود الزخارف داخل البناء.
اما عن الحمامات الاخرى فقال: في شارع النهر لدينا حمام حيدر وهو ذو نموذج بنائي نادر الا انه مهجور ومهدم في كثير من اجزائه ولدينا ايضاً حمام الصفا وحمام الباشا الذي يعد من الحمامات الجميلة الا انه مهدم ولم يبق منه الا القبة التي بنيت من الاجر والجص.
اما الاجراءات التي اتخذتها الدائرة وهي اعلانها اماكن تراثية لكن لا نستطيع ادامتها او تأهيلها لأنها تعد املاكاً خاصة.