دمشق لن تتخلى عن «استعادة» إدلب
متابعة ـ الصباح الجديد:
وقع وزيرا دفاع سورية وإيران اتفاقا للتعاون العسكري والدفاعي بين البلدين، على وفق ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية امس (الاثنين).
ونقلت وكالة أنباء «تسنيم» عن وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي قوله إن «الاتفاق يهدف إلى تعزيز البنى التحتية الدفاعية في سورية التي تعتبر الضامن الأساسي لاستمرار السلام والمحافظة عليه».
وأضاف أن «الجمهورية العربية السورية تتخطى الأزمة وتلج إلى مرحلة هامة للغاية هي مرحلة إعادة البناء».
ويقوم حاتمي بزيارة تستمر يومين إلى دمشق، حيث أجرى «مفاوضات مفصلة» مع نظيره السوري علي عبد الله أيوب، والرئيس بشار الأسد، على وفق «تسنيم».
وأضاف حاتمي أن «اتفاق التعاون العسكري والدفاعي تسمح بمواصلة التواجد والمشاركة الإيرانية في سورية».
تزامناً مع مواصلة النظام السوري حشد قواته في الريف الغربي لإدلب وحماة (شمال)، نفت المعارضة السورية وشركة بريطانية اتهامات روسية متجددة بالتحضير لهجوم كيماوي مفترض في إدلب. وبعد أيام من اجتماعات روسية – تركية أفضت إلى صمود الهدنة الهشة لليوم الثاني عشر، رغم خروق محدودة، تعهد وزير الدفاع السوري علي أيوب استعادة إدلب «بالمصالحات أو العمليات الميدانية».
وغداة زيارة مبعوث أميركي بارز مناطقَ شرق الفرات، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي عقب لقائه نظيره السوري في دمشق، أن «الأميركيين يبحثون عما يبقيهم شرق الفرات لتثبيت وجودهم في المنطقة»، في حين أكد مجلس سورية الديموقراطية (مسد)، الذراع السياسية لقوات سورية الديموقراطية (قسد)، أن الولايات المتحدة بعثت برسالة طمأنة إلى المجالس والأهالي في هذه المناطق بأنها ستبقى فترة زمنية غير محددة في سورية حتى القضاء على تنظيم «داعش». وشددت الرئيس المشترك للمجلس أمينة عمر على أن «قسد ستدافع عن مناطق سيطرتها التي حررتها في شرق الفرات بحدودها الواضحة في حال تعرضت إلى أي هجوم من إيران أو ميليشياتها كما فعلت منذ البداية».
وفي خرق للهدنة الروسية – التركية، قالت وكالة «سانا» للأنباء التابعة للنظام السوري، أن وحدات من الجيش «وجهت ضربات مدفعية إلى تحركات إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به في بلدة الخوين بريف إدلب الجنوبي»، و «دمرت مقراً لكتائب العزة على الأطراف الغربية لقرية الزكاة، وقضت على جميع الإرهابيين المتحصنين داخله».
وأكدت مواقع معارضة وصول دفعات من فصائل «التسويات والمصالحات» من درعا وحمص إلى الغاب الغربي، موضحة أن حشود النظام والقوات المساندة له تركزت في الريف الغربي لحماة وإدلب. وأشارت إلى نقل 800 عنصر من ميليشيات «الدفاع الوطني» من مدينة السقيلبية إلى معسكر جورين الذي يعد أكبر قاعدة للنظام في المناطق المحيطة بإدلب.
وفي موسكو، ولليوم الثاني، جدد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف الحديث عن التحضير لضربة كيماوية على كفر زيتا جنوب إدلب، في اليومين المقبلين بأسلحة حرارية مسممة.
وفي حين نفت شركة «أوليف غروب» البريطانية الاتهامات الروسية، حذر معارضون من أن «النظام والروس يحضرون لهجوم كيماوي نظراً إلى أن النظام غير قادر على هزيمة المعارضة في إدلب، حيث ينتشر حوالى 150 ألف مقاتل». وحذر الناطق باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» ناجي أبو حذيفة من أن التصريحات الروسية ووسائل إعلام النظام «تمثل تمهيداً واضحاً وصريحاً لما ينوون القيام به ضد أهلنا في المناطق المحررة»، وحض «الأمم المتحدة وكل الدول التي تدّعي صداقة الشعب السوري، على التدخل فوراً لمنع الجريمة التي يجهز لها النظام المجرم وحلفاؤه قبل وقوعها».
وفي مؤشر إلى قلق في دمشق وطهران من التفاهمات الروسية – التركية حول إدلب، شددت وسائل إعلام موالية للنظام على أهمية التحالف بين الطرفين والتنبه لمشروعات قد لا تتوافق مع مصالحهما. وأكد الرئيس السوري بشار الأسد في لقائه وزير الدفاع الإيراني، «أهمية تطوير عملية التنسيق المشترك ووضع خطط تعاون طويلة الأمد تعزز مقومات صمود شعبي إيران وسورية في وجه كل ما يتعرضان له».
في المقابل، نقلت وكالة «فارس» عن حاتمي قوله لدى وصوله إلى سورية: «نأمل بالقيام بدور مثمر في إعادة إعمار سورية». كما نقلت وكالة الطلاب عنه قوله أن «لدى الجمهورية الإسلامية قدرات عالية في مجال الدفاع، وفي إمكانها مساعدة سورية في تعزيز عتادها العسكري».
من جهة أخرى، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحقيق السلام والأمن في العراق ومناطق سورية ليست تحت السيطرة التركية، مضيفاً: «سيتم القضاء على المنظمات الإرهابية في المنطقة.