بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة..
متابعة الصباح الجديد:
اكد وزير العمل والشؤون الاجتماعية المهندس محمد شياع السوداني ضرورة الزام الدولة بمؤسساتها والمجتمع كافة بدعم المرأة العراقية التي اثبتت نوعا من التحمل والصبر والقوة طيلة الفترة الماضية وكذلك على المجتمع الدولي ان يكون له دور في هذا المجال.
وقال السوداني خلال افتتاح البرنامج التدريبي الذي تقيمه وزارة العمل بالتعاون مع البرنامج الانمائي للامم المتحدة عن مهارات الاصغاء وكتابة قصص الناجيات من العنف الجنسي ان هذه الخطوة مهمة للوزارة وهيئة الحماية الاجتماعية متمثلة بدائرة حماية المرأة، لافتا الى ان الوزارة قطعت المزيد من الخطوات لتعزيز برامج وانشطة الحماية الاجتماعية.
واضاف وزير العمل ان الحماية مفهوم عام والبعض يتصور انها تقتصر على الاعانات النقدية فقط، إذ ان الوزارة قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال ، مشيرا الى ان هناك اكثر من نصف مليون امرأة معيلة للاسرة تتلقى الاعانات النقدية الشهرية من الوزارة، ونحرص على ديمومة هذه الاعانات وتحسينها.
واوضح الوزير ان المرأة العراقية عبر المسيرة الممتدة من فترة النظام الدكتاتوري وما شهدته في تلك المرحلة من ظلم واستبداد وعلامات كثيرة اخرى جعلتها تتبنى امور الاسرة المعيشية، حتى اصبحت ظاهرة المرأة المعيلة متجذرة في المجتمع العراقي نتيجة لما تحملته من تحديات وظروف بدءا من وطأة الحصار الاقتصادي وتبعاته.
وبين السوداني انه بالرغم من الانتقالة المهمة التي شهدها العراق بعد عام 2003 خاصة في ضمان حقوق المرأة، لكن عدم الاستقرار والاستهداف المباشر من قبل الارهاب لها اضاف اعباء كبيرة على المرأة العراقية لتنتهي هذه الحلقات المؤلمة في صفحة داعش السوداء وما حملته من اعتداءات جسيمة والتي كانت تمثل واحدة من ابشع انتهاكات حقوق الانسان في العصر الحديث، لذلك اصبح لزاما على الدولة بمؤسساتها كافة والمجتمع ايضا ان يوفر الدعم المطلوب للمرأة العراقية التي اثبتت نوع من التحمل والصبر والقوة والاستعداد للمضي بالحياة.
ولفت السوداني الى ان الوزارة كان لها حضورا فاعلا في القضايا التي تخص المرأة من خلال توثيق حالات النساء المعنفات من فاقدات المعيل ، وشمول 1529 من الناجيات ببرامج الرعاية وكذلك 373 من منظمة يزدا الانسانية و88 من نساء الشبك و196 من ناحية العلم وكذلك المسيحيات والصابئات، مبينا ان وزارة العمل في طليعة المؤسسات التي تدعم هذا المشروع الانساني وخصوصا في تدويل الجرائم الارهابية ضد النساء.
واشار الوزير الى هذا البرنامج التدريبي سيعطي الباحثات الاجتماعيات المهارات والمعلومات المطلوبة التي تمكنهن من الاصغاء وتسجيل الاحداث التي مرت بها المرأة المضحية نتيجة الاعتداءات، فضلا عن ظروف اخرى تواجه المرأة كطبيعة المجتمع العراقي من حيث التقاليد والاعراف الاجتماعية، موضحا ان هذا البرنامج سبقه تدريب 110 باحثات اجتماعية حول التخفيف من معاناة النساء المعنفات، فيما اكد الحاجة الى المزيد من التدريب وكذلك الدعم في انشاء مراكز للدعم النفسي في المحافظات كافة بغية الوصول الى كل امرأة تعاني او تحتاج الى مساعدة.
على صعيد متصل نظمت الوزارة ندوة تثقيفية بالقرار الاممي 1325 الخاص بالحماية من انواع العنف ضد المرأة .
وقال وكيل الوزارة لشؤون العمل الدكتور عبد الكريم عبدالله خلال افتتاحه الندوة ان الامانة العامة سبق لها أن شكلت لجنة خاصة بالقرار الاممي (1325) ومن ثم تشكيل فرق توزعت بين عموم المحافظات تعمل تماشيا مع القرار الاممي لترسيخ ثقافة نبذ العنف ضد المرأة باشكاله كافة ، مشيرا الى ان هناك غرفة عمليات مسؤولة عن الفريق والهياكل المؤسسية وهناك اهتمام دولي بالقرار (1325) لكون العراق في صراع غير مسلح مع عصابات داعش وهذا الصراع كان تأثيره واضحا على المرأة.
اضاف الوكيل ان الوزارة تعمل على تطبيق وترسيخ بنود هذا القرار من خلال التنسيق مع الشخصيات المعنية بتنفيذه للتثقيف باتجاه نبذ كل اشكال العنف ضد المرأة، لافتا الى ان العراق الآن دخل مرحلة الاستقرار ويتوجب على جميع الوزارات العمل على هذا الموضوع.