أقسم أن لا أهرب

محمد فاضل

كَأولِ سَمَكةٍ يَصطادُها الصيادُ مبُتهجاً
أقسمُ أن لا أهرب
أبي كانَ يُعَلقنا من أفواهنا
بِسِنارةٍ تَخترقُ سَقفَ مَنزلنا الكهل
كالطعام الذي تُيَبسهُ جَدتي
إلى مَوسمِ الشتاءِ
أقسم أن لا أهرب
بجَسدٍ عَطبٍ تَفوح منه رائحةَ الشواء
وامرأة غريبة المزاج
تَحملُ السكينَ والنار في كفها دائما
لتعانقنا بِهما خِلسَةً في المساء
أقسم أن لا أهرب
من دورِ عِبادةٍ
تطوف حَولَ رقابنا
كأفعى غَبيةٍ
تَدسُ السُمَ
في كأسِ اللهِ
فَنُقْتلْ
أقسمُ أن لا أهرب
من رصاصةٍ تَعْدُ الوقت
فوق رأسيَ
تنذرني دائما
وتدور و تدور
وتقسم أن لا تَهْبط
أقسمُ أن لا أهرب
رجال الأمن يركضونَ
ونَركضُ لاهثينَ
المدرسةُ
المَنزل المُضطَرِبُ
الكِلابُ السائبةُ
الشارعُ المُختَلُ عقلياً كَعادَتهِ
الُمفَخَخاتُ
الاغتيالاتُ
المَوتى بِرائحةِ القُمامة
الخَوفُ الذي يَرتدي يَدي
أصواتٌ غَريبةٌ
وجثثٌ لا تُعَدْ
أركضُ والسنين خَلفيَ تَجُرُ نَفسها
صارخةً أنا أهرب
وأهرب و أهرب

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة