«داعش» اختطف 36 سيدة وطفلاً خلال اعتداء السويداء
متابعة ـ الصباح الجديد:
مع بدء جولة جديدة من اجتماعات «آستانة» في منتجع سوتشي الروسي، تصدر الحديث عن ترتيبات لمستقبل محافظة إدلب المشهد السوري، فيما كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين «مواجهة أي هجوم محتمل على المدينة»، الخاضعة لاتفاق «خفض التصعيد».
وفيما خفضت مصادر في المعارضة السورية سقف توقعاتها من اجتماع «آستانة 10» الذي بدأ امس الاثنين في سوتشي بحضور وفود عن النظام والمعارضة والبلدان الضامنة لمسار آستانة، إضافة إلى المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، تتجه الأنظار إلى مستقبل إدلب وسط توقعات متباينة تراوح بين إقدام النظام على حملة عسكرية لاستعادة السيطرة عليها، وبقائها تحت سيطرة «جيش» بإشراف تركي يُدمج مستقبلاً مع الجيش السوري مع بدء الانتقال السياسي.
ونقلت وسائل إعلام تركية أمس الاول الاحد، عن أردوغان قوله أن «الهجمات» على إدلب «لن تكون مقبولة، وكما تعلمون أسسنا 12 نقطة مراقبة عسكرية حول إدلب»، لافتاً إلى أن أي عملية عسكرية تطاول المدينة على غرار تلك التي استهدفت حلب «ستسبب مشكلات جوهرية للجميع».
واعتبر أن العملية التي طاولت محافظة درعا إحدى مناطق «خفض التصعيد « جنوبي سوريا، كانت «إشكالية»، كحال منطقة تل رفعت التي سيطرت عليها قوات النظام السوري في ريف حلب الشمالي.
وكُشفت أمس الاول الاحد خطة روسية تحاول موسكو التفاهم عليها مع تركيا، «تضمن للنظام فتح ممر آمن بقضم أجزاء من جنوب إدلب وغربها». وبدا ذلك محاولة لتأمين طريق التجارة إلى الساحل، إضافة إلى قاعدة حميميم الروسية التي تتعرض لهجمات بطائرات «درون»، فيما دعت موسكو «قادة الجماعات المسلحة غير الشرعية إلى وقف الاستفزازات واختيار التسوية السلمية في المناطق التي تسيطر عليها». وأوضحت مصادر عسكرية أن الخطة تقضي بتقدم قوات النظام نحو السيطرة على كل مدينة جسر الشغور وقرى ريفها الغربي، وصولاً إلى منطقة سهل الغاب، ومعسكر جورين القاعدة العسكرية الأبرز في ريف حماة الغربي. ورجحت أن تتجه قوات النظام إلى فصل ريف إدلب الغربي ومناطق سيطرة المعارضة في ريف اللاذقية. ورأت أن دخول قوات النظام إلى جسر الشغور لن يشهد أي مواجهة صعبة.
وإلى ذلك الوقت، اجتمع الجانب التركي مع فصائل إدلب العسكرية لدراسة مستقبل مناطقها». وفي حين قال مصدر معارض إن «هدف الاجتماع هو البحث في الخطوات اللازمة لمنع تكرار ما حدث في الجبهة الجنوبية وانكسار المعارضة السريع بسبب عدم التنسيق بين فصائلها على الجبهات». لفت إلى «توافق على تشكيل غرفة مركزية موحدة بدعم تركي». وأكدت مصادر عسكرية الوصول إلى تفاهمات لتشكيل كيان عسكري جديد في الشمال السوري يضم أكبر الفصائل العاملة الموجودة هناك. لكن مصدراً آخر كشف أن «هدف الاجتماع أبعد ويأتي استكمالاً لاجتماعات من أجل إعداد خطة تتضمن ترتيبات شاملة لأوضاع إدلب وشمال اللاذقية وشمال حماة، يعكف الجانب التركي على تقديمها للروس والإيرانيين لتجنب حملة عسكرية واسعة ينفذها النظام والإيرانيون».
ورجح ميل الأتراك نحو «عدم التصعيد ومنع معركة واسعة ستكون كلفتها مرتفعة إنسانياً، وقد تتسبب في موجة نزوح لأكثر من 3 ملايين شخص، تعرض أنقرة لضغوط كبيرة». وأكد المصدر أن «كل الأطراف المسلحة الرئيسة في إدلب سترضخ لأي قرار تتخذه أنقرة»، لافتاً إلى أن «المعضلة تكمن في مصير عناصر هيئة تحرير الشام (النصرة) الأجانب الذين تجمعوا في المحافظة في السنتين الأخيرتين نتيجة اتفاقات مع النظام».
وفي غضون ذلك خطف تنظيم (داعش) 36 مدنياً على الأقل من محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سورية، خلال الاعتداء الذي شنه قبل خمسة أيام وأوقع أكثر من 250 قتيلاً، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الانسان امس (الاثنين).
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إن «التنظيم خطف 36 سيدة وطفل أثناء هجومه الأربعاء الماضي، تمكنت أربع سيدات منهم من الفرار في وقت لاحق، فيما عثر على جثتي اثنتين أخريين، احداهما مصابة بطلق ناري في رأسها والأخرى مسنة»، رجح أن تكون «توفيت نتيجة التعب خلال سيرها».
وأفادت شبكة «السويداء 24» المحلية للأنباء على موقعها الإلكتروني بأن «جميع المخطوفين من قرية الشبكي في ريف السويداء الشرقي، وهم 20 سيدة تتراوح أعمارهن بين 18 و60 عاماً، إضافة الى حوالى 16 طفلاً وطفلة».