لايبدو ان الطبقة السياسية التي تولت ادارة السلطة في العراق قادرة على استثمار الزمن وتعويض مافاتها من التزامات ومعالجة الاخفاقات المتعددة في شتى الملفات واذا تمعنا في التسلسل التاريخي للتحول السياسي في العراق منذ 2003 سنجد ان من تسلموا مهام المسؤولية وادارة المؤسسات التنفيذية والتشريعية بدعم من الولايات المتحدة الاميركية لم يقدروا ابدا هذا الدعم الذي وفرته دولة عظمى ساهمت الى جانب دول متحالفة معها في اسقاط نظام مستبد يملك القوة الكافية للبقاء سنوات اطول بغض النظر عن مصالحها فقد وفرت اميركا الفرصة لمجموعة من السياسيين المعارضين ممن انتظروا هذه الفرصة للعودة الى العراق بجلباب المخلص والوثوب الى مراكز القرار ثم ان الشعب العراقي وفر فرصة اخرى لهذه المنظومة من المعارضين حينما ساند ومنح الولاء بسرعة وعفوية لجميع العناوين والاتجاهات التي حضرت مع الاحتلال الاميركي للعراق وكان هذا الولاء المطلق محسوبا بالتمني بان يعمل رجال الحكم الجدد على كل مامن شأنه تعويض العراقيين الحرمان والتهميش والاضطهاد والتطلع بان يتحقق على ايدي من منحهم الثقة ماكان يستحقه الشعب بعد سنوات طويلة من الصبر والتضحية والتشريد والتهجير ثم كانت الفرصة الاكبر التي منحتها المرجعية الدينية في النجف الاشرف ممثلة باية الله العظمى السيد علي السيستاني وهي اعلى مرجعية مذهبية يدين لها بالتقليد ملايين المسلمين في العالم والذي اصر ان تستجيب اميركا الى ارادة العراقيين بان يكون هناك استفتاء على الدستور وان تكون هناك انتخابات تتيح الفرصة للشعب العراقي بأن يختار ممثليه بحرية وشفافية وفي الوقت نفسه فتح السيستاتي ابواب بيته لممثلي الاحزاب والقيادات العراقية الجديدة واعلن بشكل واضح دعمه لها مشروطا بتعهدها بان تؤدي الامانة وان تلتزم بما جاء به الدستور وبما يحفظ للعراقيين السيادة والكرامة فحصل العدد الاكبر من هؤلاء السياسيين على اصوات العراقيين بدعم من هذه المرجعية وبثقتها وفي الوقت نفسه لم يبخل ابناء الشعب العراقي في كل المفاصل والتحديات التي واجهتها الحكومات المتعاقبة في تقديم الدعم للقوات الامنية والوقوف مع النظام السياسي برمته ضد هجمات الارهاب الشرسة وكان الموقف الاهم هو في تحمل الشعب الصعاب والظروف الاقتصادية الصعبة التي مر بها العراق مؤملا النفس بغد افضل ..بالمقابل لم تكن الاحزاب الحاكمة التي تفردت بالسلطة في اكثر من حكومة على قدر من المسؤولية ومارس ممثلوها داخل قبة البرلمان وفي اروقة المؤسسات الحكومية ادوارا مشبوهة وتلوثت ايادي العشرات منهم بالفساد وارتكاب الانتهاكات والتخلي عن روح المسؤولية وخيانة العهود على حساب معاناة الملايين من العراقيين ..اليوم يأتي الصوت واضحا وصريحا من المرجعية ذاتها التي حذرت مرارا وتكرار من هذا الطريق الاعوج وهذا المنهج المنحرف وهذا الاداء المخيب لتؤكد بانها ماتزال بانتظار من يستثمر الفرصة ويعيد للشعب العراقي الامل بالخلاص والا فان ارادة هذا الشعب ستكون هي الغالبة بدعم منها وبدعم القوى الخيرة الاخرى مثلما قالت في خطبة الجمعة بكلمة هي الفيصل وهي خاتمة المطاف مع حقبة من الفشل والفساد لم يدرك المسؤولون عنه والمتورطون فيه فداحة ماارتكبوه وهنا يصح القول لمن سيعتذرون او سيندمون (لات حين مندم )..!!
د. علي شمخي
فرص إضافية !
التعليقات مغلقة