الأحزاب الكردستانية تعول على الشباب كواجهة لقوائمها في انتخابات برلمان الاقليم

مع دنو موعد تقديم أسماء المرشحين من نهايته
السليمانية ـ عباس كاريزي:

مع اقتراب نهاية الموعد الذي حددته مفوضية الانتخابات في اقليم كردستان للاحزاب السياسية لتقديم قوائم مرشحيها لانتخابات برلمان كردستان، المقرر اجراؤها في 30 من شهر ايلول سبتمبر المقبل، تتنافس اغلب الاحزاب والقوى السياسية على تقديم مرشحين مقبولين لدى الشارع الكردي، واعتمدت في ذلك على الشباب في مسعى منها لكسب ود الجماهير.
وبينما مددت مفوضية انتخابات كردستان فترة تلقيها اسماء مرشحي الاحزاب لانتخابات برلمان كردستان من 25 من شهر تموز الجاري، لغاية اليوم الاحد 29 من الشهر ذاته، يحتدم التنافس بين شخصيات معروفة داخل الاتحاد الوطني وحركة التغيير على رئاسة الكتلة في انتخابات برلمان كردستان التي اعتمدت المفوضية فيها القائمة شبه المفتوحة واعتبار محافظات الاقليم الثلاث دائرة انتخابية واحدة.
المكتب السياسي للاتحاد الوطني عقد اجتماعاً أمس الاول الجمعة لدراسة والمصادقة على اسماء المرشحين التي وردته من المراكز واللجان التنظيمية، وذكرت مصادر مقربة من المكتب السياسي للصباح الجديد، ان المكتب السياسي رشح ثلاثة اسماء لرئاسة قائمة الاتحاد في انتخابات برلمان كردستان، متوقعاً ان يحسم المجلس المركزي الجدل الدائر داخل الحزب حول رئاسة القائمة.
واضافت المصادر، ان المنافسة على رئاسة قائمة الاتحاد الوطني تنحصر بين قباد طالباني نائب رئيس حكومة الاقليم وهو ايضا نجل الرئيس جلال طالباني، وقادر حمه جان عضو الهيئة العاملة في المكتب السياسي، ورئيس جهاز مكافحة الارهاب لاهور شيخ جنكي.
وقالت المصادر ان قباد طالباني الاوفر حظاً للظفر برئاسة قائمة الاتحاد الوطني، التي سعت اغلب اجنحته لتقديم مرشحين قريبين منهم يكونون من ذوي السمعة والمقبولة لدى الشارع الكردي.
وتابعت المصادر، ان اختيار مرشحي الاتحاد الوطني اعتمد النسب السكانية لكل محافظة، حيث تم اختيار 40 مرشحاً عن محافظة السليمانية، و25 من محافظة اربيل و12 لدهوك و13 لمحافظة حلبجة، وقال سعدي احمد بيرة المتحدث باسم الاتحاد الوطني ان المكتب السياسي حسم اسماء المرشحين، واحالها الى المجلس المركزي وهو بمنزلة برلمان الحزب لدراستها والمصادقة عليها.
بدوره عقد المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني اجتماعاً غير اعتيادي في الساعة الخامسة من مساء امس السبت، في مبنى المكتب السياسي بمحافظة السليمانية لدراسة والمصادقة على اسماء مرشحي الاتحاد لانتخابات برلمان كردستان، المقرر اجراؤها في الثلاثين من شهر ايلول سبتمبر المقبل. وفي هذا السياق قال المتحدث باسم المجلس المركزي لطيف نيرويي في تصريح للصباح الجديد، ان جدول اعمال الاجتماع تضمن مناقشة والمصادقة على اسماء مرشحي قائمة الاتحاد الوطني، لبرلمان كردستان التي تحمل رقم (105)
واضاف نيروي، ان المجلس المركزي تمكن خلال اجتماعه من حسم اسماء المرشحين وفقا للنظام الداخلي الذي يمنح المجلس الحق في اطلاعه على اسماء المرشحين والمصادقة عليها ليتم لاحقا تبنيها من قبل المكتب السياسي لانتخابات برلمان كردستان.
وعلى صعيد ذي صلة وبينما أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني قبل يومين، عن اسماء مرشحيه لانتخابات برلمان كردستان، أحدث جدلا داخل صفوفه، يتنافس ثلاثة مرشحين للحصول على رئاسة قائمة حركة التغيير المعارضة في اقليم كردستان.
ووفقاً لوسائل اعلام مقربة من حركة التغيير فان كل من عضو برلمان الاقليم الحالي علي حمه صالح والعضو السابق في برلمان الاقليم عبد الله ملا نوري وكويستان محمد يتنافسون على رئاسة قائمة حركة التغيير.
واكدت، ان المنافسة قوية بين قيادات في حركة التغيير لتسمية كل من عبد الله ملا نوري وعلي حمه صالح لرئاسة القائمة، وهو ما اسهم في تعميق الخلافات داخل صفوف حركة التغيير، التي تعاني منذ فترة من ازمة داخلية نتيجة للصراعات بين ملاكاتها الشابة وقياداتها المخضرمين من المنشقين عن صفوف الاتحاد الوطني.
وكان الاعلان عن اسماء قائمة مرشحي الحزب الديمقراطي وتسمية مستشار بارزاني للشؤون السياسية هيمن هورامي رئيساً لقائمة الحزب لانتخابات برلمان كردستان، قد احدث جدلا داخل صفوف الحزب، حيث عدته بعض الأوساط السياسية استمراراً للصراع الداخلي بين جناحي رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني، ورئيس جهاز الامن الوطني مسرور بارزاني وهو ايضاً نجل رئيس الحزب مسعود بارزاني.
وكان الصراع قد احتدم بين جناحي مسرور ونيجيرفان بارزاني بعد التغييرات الاخيرة التي اجراها الحزب عقب خسارته انتخابات مجلس النواب العراقي في محافظتي السليمانية وحلبجة، والتي تمثلت بتغيير العديد من مسؤولي المراكز التنظيمية في محافظة السليمانية وحلبجة واربيل، والتي ادت وفقاً لمصادر موثوقة الى ابعاد كثير من المقربين من جناح نيجيرفان بارزاني، الذي يمثل جناح الحمائم داخل الحزب الديمقراطي، عبر سعيه للتقارب مع تركيا وبغداد وايجاد حلول سلمية للمشاكلات العالقة مع الحكومة الاتحادية، بينما تواجه مساعيه تلك برفض حاد من قبل عمه مسعود بارزاني ونجله مسرور اللذين قادا حملة اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم في 25 من ايليول من العام 2017 المنصرم، والتي ادت الى خسائر فادحة مني بها الاقليم على الصعد كافة.
وينص قانون رئاسة اقليم كردستان، على اجراء انتخابات رئاسة الإقليم، وكذلك انتخابات البرلمان في آن واحد، الا ان عدم قدرة مسعود بارزاني على ترشيح نفسه نظراً لتوليه المنصب لثلاث دورات متتالية، وفشل الحزب الديمقراطي في اقناع القوى السياسية باجراء انتخابات رئاسة الاقليم عبر الاقتراع السري المباشر، وتمسك الاحزاب الاخرى بالتداول السلمي للسلطة وضرورة انتخاب رئيس الاقليم عبر برلمان الاقليم، ادى الى تأجيل اجراء انتخابات رئاسة الاقليم الى اجل غير مسمى، وتوزيع صلاحياته على الرئاسة الثلاث في الاقليم.
يذكر أن آخر انتخابات أجريت في اقليم كردستان عام 2013، وحصل خلالها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني على 38 مقعداً، وجاءت حركة التغيير في المرتبة الثانية بحصولها على 24 مقعداً، بينما حل الاتحاد الوطني في المرتبة الثالثة ب 18 مقعداً، تلاه الاتحاد الاسلامي بعشرة مقاعد، ثم الجماعة الاسلامية بستة مقاعد و16 مقعداً للمستقلين، من اصل 111 مقعداً هي مجموع مقاعد برلمان الاقليم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة