متخصصون لـ «الصباح الجديد»:
بغداد ـ فلاح الناصر:
فرضت قارة أوروبا وجودها بقوة في النسخ الـ 4 لبطولات كأس العام، لتستحق اعتلاء منصات التتويج بجدارة، ففي العام 2006 نالت إيطاليا اللقب، وفي العام 2010 تفوقت إسبانيا، وفي العام 2014، احرزت ألمانيا الكأس، وفي النسخة الحالية الجارية احداثها في روسيا 2018، سيتوج بطل أوروبي ايضا لتعزز القارة العجوز جدارتها في الفوز باللقب المونديالي.
«الصباح الجديد» استطلعت رؤى متخصصون عن التفوق الاوروبي في كرة القدم، والبقاء في قمة المونديال للنسخة الرابعة توالياً، فكان الآتي:
الخبير الكروي، الأكاديمي، الدكتور كاظم الربيعي: الافضلية الأوروبية نابعة من قوة الدوريات في دول القارة، التنظيم الدفاعي واللعب الجماعي كان على درجة عالية، وايضا كثير من نجوم اللعبة نراهم يمثلون أندية أوروبا، لذلك تزداد حدة المنافسة بين الأندية بالتالي يكون عامل ايجابي، كما ان البطولات الأوروبية تجذب الجماهير الغفيرة، فنلاحظ الدوريات في إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وغيرها متطورة جدا وتنال قدرا عاليا من الإعلام.
وقال: برز العديد من المدربين في دول أوروبا الذين شكلوا حضورا متميزا في الأندية التي يدروبن فيها، وهذا ايضا يسهم في تقدم الجانب الفني للمنتخبات الأوروبية، ذلك لان الفكر التدريبي يتجدد بحضور العناصر الشبابية، لتشهد النسخ الاخيرة تفوقاً واضحأً لمنتخبات قارة أوروبا على قارة أميركا الجنوبية.
من جانبه، وصف الكابتن، راضي شنيشل، مدرب فريق القوة الجوية، حصول أوروبا على اللقب الحالي، هو دليل على ان الكرة في هذه القارة تواصل تقدمها بشكل سريع جدا، فالخطط والاستراتيجية لاتحادات تلك دول تلك القارة يعد متميزا، فدول أوروبا تعمل وفق اساليب حديثة وهذا يسهم في بقائها بسلم المنافسة والصدارة برغم بعض المفاجات التي تحدث هنا وهناك، فالمونديا الروسي اطاح بدول كبيرة كالمانيا حاملة اللقب والبرتغال المرشحة بقوة للمنافسة، فيما اقصيت إيطاليا وهولندا من التصفيات، لكن الواصلين إلى المربع الذهبي فرنسا الذي بلغ النهائي وهو مرشح بقوة للقب وكذلك انجلترا وكرواتيا وبلجيما، فجميعهم يلعبون بعناصر متجددة هدفهم الفوز واثبات الحضور الكبير في المونديال، وكان وصولهم إلى المباراة النهائية ومباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، استحقاق طبيعي لما قدموه من اداء فني طيلة فترة المنافسات.
في حين، قال مدرب حراس المرمى، وصفي جبار، ان قوة البطولات في دول أوروبا وحسن تنظيمها والعمل الاحترافي المنظم واستقطاب المواهب العالمية ونجوم الكرة من شتى القارات والاستثمار والتسويق الصحيح والبنى التحتية والجهود التنظيمية في البطولات، يسهم في تفوق القارة الأوربية، وهذا كان العنصر الرئيسي في تأهل 4 منتخبات من هذه القارة إلى نصف النهائي المونديالي في روسيا 2018، بالتالي فان أوروبا تقبض على الكأس بجدارة في نسخته الـ 21 الذي من المقرر ان يختتم بالمباراة النهائية يوم الاحد المقبل 15 تموز الجاري.
واوضح ان تأهل فرنسا وبلجيكا وأنجلترا وكرواتيا إلى دور نصف النهائي في بطولة كأس العالم الجارية احداثها في ملاعب روسيا، يشير إلى قوة منتخبات أوروبا وتواصل تفوقها في اكبر البطولات الكروية.
واشاد جبار، بالمستوى الفني الكبير الذي يقدمه حارس مرمى بلجيكا تيبو كورتوا، الذي يدافع عن شباك فريق نادي تشيلسي الإنجليزي، واوضح ان وقوف حارس المرمى العملاق بين الخشبات الثلاث لمنتخب بلجيكا يسهم بشكل فعال إلى جانب زملائه الباقين الموزعين في افضل البطولات العالمية، بالنجاح ووصول بلجيكا إلى الادوار المتقدمة، فكان حارس المرمى بحق دعما كبيرا للمنتخب البلجيكي.
وذكر ان مباريات كأس العالم في روسيا، يمكن ان توصف بالمجنونة، اطاحت بالكبار الذين كانت اسهمهم مرتفعة في بورصة المنافسة على الفوز بالكأس، فيما تمكنت منتخبات كانت بعيدة عن الوصول من مواقع المنافسة، حيث فرض الاداء الجماعي للمنتخبات نفسه، وتفوق على الفردية لبعض نجوم العالم الذين كانت الجماهير تعقد عليهم الامال في احراز اللقب كما البرتغالي كريستانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار.
وتابع: المباريات اعطت للجميع دروسا في اللعب الحديث المنظم واعتماد منتخبات عدة على التنظيم والتوظيف الصحيح للمدافعين في الخطوط الخلفية يمكن ان يسهم في النجاح وكسب المباريات، بالتالي وصلت المنتخبات إلى الادوار النهائية بعد جهد كبير في المباريات وكان لاعبوها بمستوى المسؤولية.