متهما إياها بأنها «رهينة» روسيا في إمداداتها بالطاقة
متابعة ـ الصباح الجديد:
شن الرئيس الاميركي دونالد ترامب امس الاربعاء في اليوم الاول من قمة حلف شمال الاطلسي في بروكسل هجوما حادا على المانيا متهما اياها بانها «رهينة» روسيا في امداداتها بالطاقة وبالمساهمة في اثراء دولة تعتبر عدوة للحلف.
ويبدو ان محاولات الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الذي التقاه ترامب قبل افتتاح قمة حلف الاطلسي رسميا لتقديم تفسيرات لم تقنع الرئيس الاميركي.
وقال ترامب في معرض هجومه على اكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الاوروبي ان «المانيا تثري روسيا. انها رهينة روسيا».
واضاف «ان المانيا خاضعة بالكامل لسيطرة روسيا. انها تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتامين امداداتها بالطاقة وعلينا الدفاع عنهم في مواجهة روسيا. كيف يمكن تفسير هذا الامر؟ هذا ليس عادلا».
وكان الرئيس الاميركي ندد عدة مرات بمشروع انبوب الغاز نورستريم الذي سيربط مباشرة روسيا بالمانيا وطالب بالتخلي عنه. وهذا المشروع يثير انقساما في صفوف الاوروبيين.
وتستورد دول الاتحاد الاوروبي ثلثي احتياجاتها من الاستهلاك (66%). وفي العام 2017 شكل ذلك 360 مليار متر مكعب من الغاز بينها 55 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال بقيمة 75 مليار يورو بحسب الاحصاءات الاوروبية. وحتى الان نصف الغاز الذي يتم شراؤه هو روسي لكن الاوروبيين يسعون الى كسر هذا الاعتماد.
وتعتمد الولايات المتحدة استراتيجية غزو اسواق لبيع غازها الطبيعي. فهي صدرت 17,2 مليار متر مكعب عام 2017 بينها 2,2% نحو موانئ الاتحاد الاوروبي.
وبالواقع يعبر الاوروبيون عن قلقهم ازاء قمة صعبة وشائكة للحلف الاطلسي اليوم الخميس.
فقد غادر الرئيس الاميركي واشنطن معلنا بلهجة تهكمية يمكن ان تفسر استفزازا، ان لقاءه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي قد يكون «اسهل» من قمة حلف الاطلسي.
وخلافا للهجة أسلافه اللبقة، خاطب رئيس الاتحاد الاوروبي دونالد توسك امس الاول الثلاثاء ترامب ليعبر عن مدى الازعاج الذي تسببه انتقاداته اليومية ودعاه إلى «تقدير» حلفائه «لأن ليس لدى أميركا الكثير منهم».
وذكر أيضا بأن أوروبا كانت «أول من تصرّف» بعد اعتداءات 11 أيلول 2001 على الأراضي الأميركية.
*محادثات صريحة
وبدا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ مستاء جدا من هذا التوتر ولم يخفِ توجسه من مجريات القمة. فقال «لن أفاجأ بأن تكون محادثات حادة النبرة، خصوصا في ما يخصّ النفقات على الدفاع».
وتعهد الحلفاء في العام 2014 انفاق 2% من اجمالي الناتج المحلي لبلدانهم على شؤون الدفاع بحلول عام 2024، لكن نحو 15 دولة عضوا في الحلف بينها ألمانيا وكندا وايطاليا وبلجيكا واسبانيا لا يزال انفاقها على الدفاع تحت عتبة 1,4% في 2018 وستكون غير قادرة على احترام وعدها الأمر الذي يثير غضب ترامب.
وكتب الرئيس الأميركي امس الاول الثلاثاء على تويتر قبل مغادرته إلى أوروبا «دول حلف الأطلسي يجب أن تدفع أكثر، الولايات المتحدة يجب أن تدفع أقل. (هذا أمر) غير عادل إطلاقا».
واندرج هجومه ضد المانيا امس الاربعاء في هذا الاطار. فقد قال ترامب «ألمانيا دولة غنية، يمكنها زيادة مساهمتها اعتبارا من الغد بدون اي مشكلة».
واكد ستولتنبرغ أن الحلفاء يرغبون في الحصول على توضيحات حول نوايا ترامب قبل لقائه مع نظيره الروسي.
وقال «من الضروري جدا أن يلتقي الرئيس ترامب فلاديمير بوتين». وأضاف «سيكون بوسعنا ان نناقش معه خلال القمة، العلاقة بين حلف الأطلسي وروسيا. من المهم أن يبقى الحلف موحدا».
وأوضح مصدر عسكري لوكالة فرانس برس أن انسحاب الولايات المتحدة من مناورات «ترايدنت جانكتشر» لن يجبر الحلف بالضرورة على الغائها.
ورأى ستولتنبرغ أن كل القرارات التي ستُتخذ خلال القمة تهدف إلى تعزيز قدرة الحلف على الردع». وقال «الحلفاء يجب ألا يزيدوا انفاقهم لإرضاء الولايات المتحدة بل لأن ذلك يصبّ في مصلحتهم».
وفي إطار المبادرة الأميركية «4×30»، ستتعهد دول حلف الأطلسي أن تكون قادرة بحلول عام 2030 على ان تنشر في غضون 30 يوماً، 30 كتيبة آلية و30 سرب طائرات و30 سفينة مقاتلة لتتمكن من مواجهة عملية عسكرية لروسيا التي تُعتبر مهاجما محتملا.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «لقد زدنا (مستوى) اعداد قواتنا في الخاصرة الشرقية ونتخذ قرارات لتقديم تعزيزات بسرعة عند الحاجة. كل ذلك يساهم في جعل ردعنا موثوقا به».