فرنسا تستعد لإعماره في غضون 13 شهراً
نينوى ـ خدر خلات:
أثارت زيارة وفد فرنسي الى موقع مطار الموصل والمباحثات بشأن إعماره جدلا متعدد الأطراف في محافظة نينوى، وفيما قال المستشار الاقتصادي للسفارة الفرنسية ببغداد إنه في حال تسلّم المطار سيتم إعماره في غضون 13 شهرا، دعا ناشطون موصليون الى تغيير مكانه الى المنطقة المخصصة له غربي الموصل بمنطقة السحاجي حيث هنالك مساحات شاسعة ومفتوحة على عكس الموقع الحالي لأنه محدود المساحة نسبيا.
وقال المستشار الاقتصادي للسفارة الفرنسية في بغداد رافائيل سانسوتس، في مؤتمر صحفي عقب زيارته على رأس وفد ضم مجموعة من الشركات الفرنسية المختصة بهذا الشأن، تابعه مراسل “الصباح الجديد” ان “الهدف من هذه الزيارة، اعادة تفعيل مطار الموصل، حيث تم اعداد مجموعة من الشركات الفرنسية للعمل على هذا المشروع”.
وتساءل بالقول “لماذا فرنسا مهتمة بهذا المشروع؟ واجاب بنفسه “في المقام الاول لان فرنسا لديها خبرة كافية في هذا المجال الذي يبدأ من تصميم المطار الى بناء المنشآت والمدرج الخاص بالمطار وكل ما يخص عمل المراقب الجوي”.
وبحسب سانتوس فان “هذه مجموعة من الشركات يمكنها بناء مطار متكامل، و فرنسا تعد هذا المشروع من الاولويات في اعادة اعمار مدينة الموصل”.
وفي تصريحات اخرى لسانتوس حول الموضوع نفسه خلال زيارته للموصل ايضا قال “بعد زيارة السفير الفرنسي في بغداد للموصل في شباط الماضي، بعض الوكالات الفرنسية جاءت للموصل لتحديد بعض المشاريع، ونحن نشارك في اعادة اعمار وتأهيل جامعة الموصل بقيمة مليونين ونصف المليون يورو بالتعاون مع UNDP، وبشكل خاص كلية الطب وتمويل قسم اللغة الفرنسية في الجامعة من خلال توفير المعدات الالكترونية للقسم”.
مبينا انه “فيما يخص مطار الموصل، فان فرنسا لديها خبرة دولية في هذا المجال، الخبرات التي تغطي جميع مجالات المطار الذي يبدأ من الفكرة مع شركة مطارات باريس والى بناء المدارج من شركة فيات، وبعد ذلك الشركات المختصة في بناء المباني مثل شركة ماتير وبعد ذلك هناك شركات اخرى مختصة في البيئة مثل معالجة الحرائق مثل شركة تيف وكل ما يخص الاعمال الكهربائية شركة شنايدر ستكون حاضرة، وفيما يخص مسائل الاعمار الامنية والتغطية والرادارات شركة تالس ستكون حاضرة، وستشاهدون مجموعة الشركات الفرنسية متكاملة واحدة تلو الاخرى وهذا هو السبب الاساسي نحن مهتمون ببناء مطار الموصل لوجود الخبرات الفرنسية في هذا المجال”.
عادا ان “تواجد الشركات في مطار الموصل ليفهموا طبيعة الارض لتحديد متطلبات العمل، فالمدينة الثانية في العراق يجب ان يكون فيها مطار وهذا احدى الاشارات لاعادة اعمار المطار، ونحن في صدد اعادة الدراسات، حيث تم تخصيص 5 مليون يورو لاعمار جامعتي الموصل ونينوى، واكيد التخصيص سيكون اكبر لاعمار مطار الموصل”.
وكان سانسوتس، قد اكد خلال لقائه بالمسؤولين المحليين في نينوى بضمنهم نائب المحافظ عبد القادر سنجاري ومدير مطار الموصل، ان “المطار سيعود للعمل بعد 13 شهرا من تسلم المطار من قبل الشركات الفرنسية”.
ويشار الى ان مطار الموصل تم انشاؤه عام 1920، وتعرض للتدمير بشكل كامل من قبل عصابات داعش الارهابية، حيث تم تفجير المباني، وتجريف المدارج وملئها بالانقاض اضافة لزراعة مئات العبوات الناسفة، التي عالجتها الاجهزة الامنية العراقية.
ويرى ناشطون موصليون ان بناء مطار جديد في منطقة السحاجي (غرب المدينة بنحو 15 كلم)، على وفق ما اقترحته حكومة نينوى السابقة، افضل اقتصاديا من عملية اعادة اعماره بموقعه الحالي (جنوب شرق الموصل) حيث ان الموقع الحالي يتضمن مشكلة في توسعة المدرج بسبب تلال منطقة البو سيف المجاورة، ومن الافضل انشائه في منطقة السحاجي في الارض المخصصة له من قبل هيئة الاستثمار والوزارات المعنية، اضافة الى انه في غضون بضع سنوات قد يصبح المطار داخل احياء مدينة الموصل، وهذا يتعارض مع شروط سلطة الطيران المدني.
ودعا الناشطون الى الاستفادة من موقع المطار الحالي لبناء مجمعات سكنية لاستيعاب الحاجة الماسة اليها للحد من تفاقم مشكلة السكن، وضرورة الاخذ بالاعتبار ان المدينة تتوسع يوما بعد يوم اخر، وانه في نهاية المطاف سيتم نقل المطار الى خارجها وخارج ضواحيها.
داعين الى قيام الشركات الفرنسية بالاشراف الكامل على عملية بناء المطار في موقعه الجديد، وان تكون الجهات العراقية المختصة بصفة مراقب فحسب، لابعاد شبح الفساد والفاسدين عن هكذا مشروع استراتيجي ينبغي ان يحظى بمميزات ومواصفات عالمية تليق بثاني أكبر مدن العراق.