تعنيفهم يمثل استهتارا فاضحا بالقوانين الدولية ويمارسه الحوثيون
متابعة ـ الصباح الجديد:
دعت المملكة العربية السعودية أمس الثلاثاء، مجلس الأمن إلى إدانة تجنيد الميليشيات الحوثية في اليمن، «المدعومة من قبل إيران»، للأطفال والزج بهم في ساحات القتال، والجهات التي تدعم تلك الميليشيات التي تسعى إلى الترويج لأجندتها الطائفية وفكرها الظلامي، ما يمثل استهتارا فاضحا بالقوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المُعَلِّمِي في كلمة أمام مجلس الأمن حول المناقشة المفتوحة في شأن «الأطفال والنزاع المسلح» قوله: «تقدر السعودية ما تقوم به الأمم المتحدة ووكالاتها من دور مهم للعمل على تجنيب الأطفال دمار الحروب وآلام الشتات الذي يتعرضون له كل يوم في شتى أنحاء المعمورة».
وأضاف «هناك في غزة طفل يقتل، وآخر في أفغانستان يجند، وثالث في صعدة يسلح، وأطفال يخنقون في سورية بالغازات الكيماوية، وكثير ممن يعنفون من قبل التنظيمات الإرهابية المتعددة».
وتابع «نقدر الجهود التي بذلت في سبيل إعداد تقرير الأمين العام في هذا الشأن، ونؤكد دعم بلادنا لكل الإجراءات والاحتياطات اللازمة للحفاظ على سلامة الأطفال والحد من وقوع الخسائر في الأرواح بين المدنيين وفي البنية التحتية».
وأكد أن «الشعب الفلسطيني مازال يواجه في أرضه أبشع أنواع الاحتلال، ويقع أبناء غزة تحديدا تحت وطأة حصار جائر ممتد عبر ما يزيد على العشرة أعوام، حيث شهدنا كيف مارست قوات الاحتلال الإسرائيلي تحديها للإنسانية وللمجتمع الدولي عندما قتلت قبل أسابيع وفي خلال أيام معدودة عشرات الأطفال الأبرياء الذين كانوا يتظاهرون سلميا للتعبير عن أنفسهم والمطالبة بحقوقهم».
وأوضح «من المؤلم أن يتطابق هذا السلوك مع سلوك السلطات السورية في درعا، مهد الثورة السورية، التي انطلق من شوارعها أطفال الثورة ينددون بالظلم والاستبداد ويطالبون بالحق بالعدالة والحق في مستقبل مشرق في مسيرات سلمية تصدى لها النظام بوحشية مازلنا نشهدها ونواجه آثارها حتى اليوم».
وأضاف «أننا نقدر لكم مبادرتكم بتقديم القرار ذي الرقم 2427 المعني بوضع إطار شامل لحماية الأطفال من تأثير الصراع العسكري، ونأمل أن يؤدي القرار الى دعم عمل فريق حماية الأطفال في النزاع المسلح، وكنا نتمنى لو أن القرار دعا جهاز الأمم المتحدة المختص بالأطفال والنزاع المسلح إلى تحري الدقة في ما يجمعه من أرقام وإحصاءات وعدم الاستناد إلى مصادر غير موثوقة أو أحادية الجانب، وأن يشتمل القرار على الدعوة إلى دعم وحدة الأطفال والنزاع المسلح وتزويدها بالموارد والأفراد والكفاءات اللازمة، لتتمكن من الاعتماد على نفسها في جمع الحقائق والابتعاد عن المصادر غير الموثوقة».
ولفت إلى أن سجل المملكة وشركائها في التحالف من أجل استعادة الشرعية في اليمن «ناصع مشرف، والواقع اليوم في عملية تحرير الحديدة يبرهن أن التحالف يمارس أقصى درجات ضبط النفس والالتزام بكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية».
وأوضح أن التحالف دأب على مدى الأشهر الماضية على التعاون المستمر مع الأمم المتحدة، ما نتج عنه تحديث قواعد الاشتباك وتطويرها وتحديد آلاف المواقع المحظور الاقتراب منها، بما فيها المدارس والمستشفيات وأماكن تجمع المدنيين وعناصر البنية التحتية، وانشاء وحدة خاصة بحماية الأطفال في التحالف، إضافة إلى استيعاب الكثير من الأطفال المسلحين الذين تم العثور عليهم وهم يحملون السلاح وتمت إعادتهم من طريق السلطات اليمنية إلى أهاليهم».
وأشار إلى أن برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أصبحت نموذجاً يحتذى به في رعاية الأطفال وإعادة تأهيلهم، موضحاً أن المركز سيعمل على التعاون مع الأمم المتحدة لنقل تجربة المركز والاستفادة من خبراته في مواقع عدة في العالم.
وأكد أن ما تقوم به الميليشيات الحوثية في اليمن من تجنيد للأطفال والزج بهم في ساحات القتال، يمثل استهتاراً فاضحاً بالقوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
وقال «إننا ندعو مجلسكم إلى إدانة هذه التصرفات بأشد العبارات وإدانة الجهات التي تدعم الميليشيات التي مازالت تماطل في تنفيذ القرارات الدولية، وهي الجهات التي تعمل على تصدير ايديولوجياتها الفاسدة ودمارها وخيبتها وتسعى إلى الترويج لأجندتها الطائفية وفكرها الظلامي، ولا يحسبون حسابا للأطفال، أزهار الحياة، الذين تشتاق إليهم مقاعد الدراسة والحدائق والملاعب».