9 شركات تجلي عمالها.. وأخرى تخطط لبيع أصولها
بغداد ـ احسان ناجي:
كشفت شركات نفط عالمية عاملة في حقول نفط اقليم كردستان عن تعليق اعمالها بعد تراجع انتاجها الذي تأثر بالاوضاع الامنية والاقتصادية، فيما اعلنت شركات عن اجلاء موظفيها تحسبا من توترات الاوضاع بعد تعرض تخوم الإقليم لتهديدات المجاميع المسلحة.
وتعتزم شركات بيع أصولها في حقول كردستان مع مساع منها لدعم أسهمها الآخذة في التراجع.
وطلوعاً من عملاق النفط العالمي شركة إكسون موبيل الأميركية، التي «لا تعلق على الأمور الأمنية»، على حد قول متحدث فيها، فان مصدر في قطاع النفط قال، إن «إكسون موبيل تجلي عمالها من كردستان تخوفا من الوضع الامني الذي يهدد الاقليم».
ونقلت «رويترز» عن المصدر قوله، إن «شركة إكسون موبيل تجلي عمالاً من إقليم كردستان العراق» في ظل التهديد الأمني لعاصمة الإقليم.
اجراءات سلامة
من جانبها، علقت شركة أفرين لإنتاج النفط المدرجة في بورصة لندن إنتاجها في حقل بردرش في الإقليم بسبب مشكلات أمنية متزايدة بعد تقدم عناصر التنظيمات المسلحة واقترابها من الإقليم.
وقالت الشركة في بيان «اتخذت أفرين خطوة احترازية بتعليق عملياتها مؤقتا في حقل بردرش».
وأضافت أنها قررت سحب جميع موظفيها غير الأساسيين من الحقل.
وذكرت أفرين أنها لا تتوقع أن يكون لتعليق الإنتاج في حقل بردرش تأثير كبير على إيرادات الشركة.
من جهتها، أجلت شركة شيفرون عمالا من كردستان للأسباب ذاتها (الأوضاع الأمنية).
وأوضحت الشركة إنها سحبت عمالها عقب مراجعة قضايا السلامة. ولم تورد الشركة مزيداً من التفاصيل حول سحب جميع العمال أم بعضهم.
أما شركة أوريكس بتروليوم الكندية، فقد لحقت بعض من نظيراتها في تعليق عمليات الحفر وقامت باجلاء عمالها من حقول نفط في الاقليم.
وذكرت «رويترز» في خبر اطلعت عليه «الصباح الجديد»، إن «شركة أوريكس بتروليوم علقت عمليات الحفر وأجلت عمالا من حقول نفط في كردستان، بالتزامن مع توجيه الولايات المتحدة ضربات جوية ضد المسلحين الذين يهاجمون المنطقة».
واضافت ان «إجراء شركة النفط الكندية جاء عقب خطوات مماثلة اتخذتها شركتا شيفرون وإكسون موبيل بعدما تقدم المسلحون صوب أربيل عاصمة إقليم كردستان».
وقالت أوريكس في بيان لها، إن «انتاج الحقل توقف بينما جرى تقليص عمليات الحفر والبناء في الموقع بعد مغادرة موظفي شركة خدمات أخرى».
وأضافت أنه «تم وقف عمليات الحفر في موقعين آخرين بالجزء الغربي من منطقة الامتياز وجرى تأمينهما ونقل الأفراد غير الضروريين إلى أربيل».
وتقع منطقة امتياز أوريكس التي تشمل أربعة حقول صغيرة بين أربيل والموصل، وبدأ انتاج حقل دامر داغ في أواخر حزيران ويتراوح متوسط الانتاج بين 3 و4 آلاف برميل يوميا.
ترقّب
من جانبها، قالت شركة توتال الفرنسية إنها خفضت عدد العاملين في كردستان لكن العمل في منطقتي امتياز النفط التابعتين لها مستمر وفق الجدول الزمني المقرر.
وقالت متحدثة باسم الشركة «نراقب الوضع الأمني في كردستان باستمرار وعدلنا عدد العاملين».
وأضافت ان «العمل في الأصول التي نديرها مستمر وفق الجدول الزمني المقرر.»
وكانت توتال استحوذت العام الماضي على 80 بالمئة من منطقة الامتياز بارانان جنوب شرقي السليمانية وتولت إدارتها.
وتدير شركة النفط الفرنسية العملاقة ايضا منطقة الامتياز سفين إلى الشمال الشرقي من أربيل. وتملك ايضا حصص أقلية في منطقتي حرير وتازة حيث اكتشف النفط بهما في 2013.
ولحقت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) الشركات التي تتوجس من الوضع الأمني في كردستان وذلك بتعليق انشطتها في منطقة امتيازها.
وقالت «طاقة» انها علقت انشطتها في حقل اتروش نتيجة عدم الاستقرار في المنطقة.
وذكرت الشركة الاماراتية في بيان لها، انها قررت وقف «اعمال الحفر في الحقل المذكور ولجأت لخفض موظفيها هناك كاجراء احترازي وذلك نتيجة التطورات الاخيرة التي ادت لتفاقم الأوضاع الامنية في المناطق المحيطة باقليم كردستان».
ويقع حقل اتروش على بعد 85 كيلومترا شمال غرب اربيل، ومن المتوقع ان ينتج نحو 30 ألف برميل عند بدء الانتاج في اوائل العام 2015.
«لنرى ما يحدث؟»
جيرهاد رويس الرئيس التنفيذي لمجموعة «أو.إم.في» النمساوية للطاقة قال، على الصعيد ذاته، لصحيفة فيرتشافتسبلات، إن «الشركة سحبت موظفيها من إقليم كردستان لتنضم إلى غيرها من شركات النفط التي فرت من العنف الدائر في المنطقة».
وقال رويس للصحيفة في مقابلة «غادر جميع الموظفين الموجودين هناك (في كردستان).»
وأضاف «ننتظر أيضا لنرى (ما يحدث) جنوبي القرم حيث كان لدينا خطط مع اكسون (موبيل).»
أما شركة جينل انرجي لإنتاج النفط فقد قالت إنها بدأت في إجلاء عامليها غير الأساسيين من مواقعها غير المنتجة للخام في إقليم كردستان.
أصول
وقالت شركة تاليسمان إنرجي – خامس أكبر منتج مستقل للنفط في كندا – إنها مازالت تخطط لبيع أصولها النفطية في الإقليم حتى بعد إعلان شريكها عن كشف نفطي كبير فيها.
وتملك تاليسمان 40 في المئة في منطقة الامتياز كردامير في كردستان والتي تديرها شريكتها وسترن زاجروس ريسورسز التي أعلنت اكتشاف حقل قد يحتوي على نحو مليار برميل أو أكثر من الخام ويمكن أن ينتج ما يصل إلى 150 ألف برميل يوميا.
وقالت وسترن زاجروس في بيان، إن «الشركتين تعدان حاليا خطة لتطوير الحقل الذي قد ينتج في مرحلته الأولية عشرة آلاف برميل يوميا بنهاية العام 2015».
وقدمت الشركة إعلانا عن كشف تجاري إلى حكومة إقليم كردستان.
وبرغم الكشف النفطي مازالت تاليسمان تبحث عن مشترين لأصولها في كردستان مع مواصلتها إعادة الهيكلة لخفض الدين ودعم أسهمها الآخذة في التراجع.
وقال كيلي جليني المتحدث باسم الشركة، إن إعلان الكشف «ليس أكثر من خطوة إجرائية. إنه يتيح لنا مزيدا من الخيارات… في الحقيقة مازلنا نتبنى نفس النهج ونفس الاستراتيجية.»
وتملك تاليسمان إلى جانب حصتها في كردامير حصة في منطقة امتياز أخرى في كردستان وتعمل على تقييم نتيجة حفر بئر هناك.
تراجع ثقة ومؤشرات
وتراجعت أسهم شركات طاقة تعمل في كردستان بعد تهديد مسلحين للإقليم، وانخفضت أسهم شركة دي.إن.أو بنسبة 24 بالمئة إلى 14.03 كرونة نرويجية بسبب الأوضاع الأمنية في الإقليم ومخاوف لدى المستثمرين.
وقلص السهم خسائره بعد طمأنة الشركة عملاءها أن أعمالها لم تتأثر بالأوضاع السائدة ليصل إلى 16.52 كرونة منخفضا عشرة بالمئة.
وقال متحدث باسم الشركة في تعليق بالبريد الإلكتروني، «نواصل العمل في كل مواقع دي.إن.أو بأنحاء كردستان وفقاً لترتيباتنا الأمنية المتبعة».
وأضاف «غني عن القول إننا على اتصال منتظم بالسلطات ونراقب التطورات عن كثب».
وتهاوى سهم دي.إن.أو بعد أنباء عن تقدم المسلحين ليهبط 24 في المئة إلى 14.03 كرونة نرويجية.
وتدير دي.إن.أو حقل طاوكي الكردي القريب من حدود العراق مع تركيا وتعتزم زيادة إنتاجها من الحقل – أكبر أصول الشركة – بواقع 200 ألف برميل يوميّاً بحلول نهاية العام.
وتدير الشركة النرويجية أيضا حقل باستورا الصغير في أربيل وهو من بين الأصول الأقرب إلى ساحة القتال.
وقال المحلل لدى إيه.بي.جي سندال كولير، أويفند هاجن: «يأخذ المستثمرون في الحسبان حاليا احتمال أن تواجه دي.ان.أو مشاكل في إنتاج طاوكي»، مضيفا أنه لايزال من الصعب تقدير المدى المحتمل لتقدم المتشددين في إقليم كردستان.
وهبطت أسهم جينيل انرجي المدرجة في لندن بنسبة 9 و6 بالمئة على الترتيب بينما نزل سهم جلف كيستون بتروليوم انترناشونال 3 بالمئة.