اصداء الوداع البرازيلي لنهائيات كأس العالم
العواصم ـ وكالات:
يعيش فرناندينيو، لاعب وسط مانشستر سيتي ومنتخب البرازيل، لحظات عصيبة، بعد تسببه في خروج السامبا من منافسات كأس العالم.. وسجل فرناندينيو هدفا بالخطأ في مرماه، ليساهم في فوز بلجيكا على البرازيل 2-1، الجمعة، في دور الثمانية لمونديال 2018.
وأشارت صحيفة (ليكيب) الفرنسية، إلى أن اللاعب البرازيلي تعرض لهجوم عنصري شديد من جماهير بلاده عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أن الجماهير البرازيلية شبهت فرناندينيو بالقرد، ووصل الأمر بالبعض إلى تهديده بالقتل.. ولفتت أيضا إلى أن والدة لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي، اضطرت لإغلاق حسابها الرسمي على شبكة (إنستجرام)، هربا من الإهانات الشديدة.
ولم يكن فرناندينيو ضمن الركائز الأساسية لمنتخب البرازيل، بل اضطر المدير الفني تيتي لإشراكه أمام بلجيكا، لتعويض غياب كاسيميرو لاعب وسط ريال مدريد، بسبب الإيقاف لتراكم البطاقات.
من جانبه، أعرب نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم نيمار السبت عن حزنه الشديد لخروج منتخب بلاده من الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم في روسيا عقب الخسارة أمام بلجيكا 1-2 الجمعة في قازان.
وكتب نيمار في حسابه على انستاغرام: «أستطيع أن أقول إنها أسوأ لحظة في مسيرتي، والألم شديد لأننا كنا نعرف أنّه كان يمكننا أن نذهب بعيداً، ونعلم أننا حصلنا على فرصة للذهاب بعيداً، لصناعة التاريخ … ولكن لم يكن ذلك ليحصل في هذه المرة».
وجاء اقصاء البرازيل من المونديال الروسي بعد خروج كارثي من نسخة 2014 على أرضها حين تعرضت لخسارة مذلة أمام ألمانيا 1-7 في دور الأربعة، وغاب نيمار عن الخسارة المذلة بسبب الاصابة في ظهره تعرض لها في الدور ربع النهائي امام كولومبيا.
وجاء نيمار إلى روسيا بعد عودته للتو إلى الملاعب إثر تعافيه من عملية جراحية في مشط قدمه اليمنى.. وأضاف نيمار: «من الصعب العثور على القوة التي نرغب فيها من أجل العودة ولعب كرة القدم، لكنني متأكد من أنّ الله سيعطيني القوة الكافية لمواجهة أي شيء».
وتابع: «سعيد جداُ بكوني جزء من هذا الفريق، وأنا فخور بكلّ شخص، لقد أوقفوا حلمنا لكنهم لم يأخذوه من عقولنا أو قلوبنا».
ووصل البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى دور الثمانية، متفوقا بهذا على الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، لكنه لم يقدم في هذه البطولة ما يؤكد نضجه بالدرجة الكافية لوراثة عرش الأسطورتين.. وفشل نيمار، 26 عاما، في أن يقدم للمنتخب البرازيلي وجماهيره ما يليق بالتوقعات التي سبقته إلى البطولة.
والحقيقة أن نيمار، أغلى لاعب في التاريخ، جذب الكثير من عناوين الأخبار في الصحف ووسائل الإعلام، ولكن هذا لم يكن بفضل مستوى الأداء الذي يقدمه، وإنما للمبالغة في عملية السقوط على الأرض بعد كل عرقلة يتعرض لها.
واصطحب نيمار أيضا اثنين من مصففي الشعر معه إلى روسيا، وأكد المعلقون على طرق تصفيف الشعر أن اللاعب ظهر بخمس تصفيفات مختلفة.. وفي المقابل، سجل نيمار هدفين وصنع هدفا فقط، خلال مسيرته في البطولة.
ولم يتردد أساطير كرة القدم البرازيلية في انتقاد نيمار على فشله مع الفريق في الفوز باللقب العالمي.. وقال النجم البرازيلي السابق توستاو، الذي شارك في فوز السامبا بلقب كأس العالم 1970 بالمكسيك، في تصريحات إلى صحيفة «فوليا دي ساو باولو» البرازيلية: «سنحت لنيمار فرص عديدة للسطوع ولكنه واصل اختياراته الخاطئة».
وسجل نيمار هدفا للمنتخب البرازيلي في مباراته أمام كوستاريكا بالدور الأول، ثم أحرز هدفه الثاني في المونديال الروسي خلال مباراة الفريق أمام نظيره المكسيكي بدور الستة عشر.
ولكنه فشل في مواجهة المنتخب البلجيكي بدور الثمانية والتي كان فيها الفريق بأمس الحاجة لجهوده وأهدافه.. وأضاف توستاو: «المنتخب البرازيلي افتقد دي بروين» في إشارة إلى أن الفريق كان بحاجة للاعب مثل النجم البلجيكي المتألق.
ويرى بعض النقاد أن السبب في الأداء المحبط لنيمار في المونديال الروسي، يرجع إلى الإصابة التي عانى منها اللاعب في النصف الثاني من الموسم الماضي.
فيما رأى آخرون أن مستوى اللاعب بدأ في التدهور بشكل فعلي منذ رحيله عن برشلونة إلى سان جيرمان.. ولدى سؤاله في مقابلة نشرتها صحيفة «إلموندو» الإسبانية أمس الجمعة، عما إذا كان نيمار وصل لمستوى رونالدو وميسي، قال لويس فيليبي سكولاري المدير الفني الأسبق للمنتخب البرازيلي: «تطور مستوى نيمار كثيرا في برشلونة واقترب كثيرا منهما».
وأوضح: «لكن هذا لا يحدث بين يوم وليلة، إنه على الطريق الصحيح، ولكنه ما زال بحاجة لبعض الوقت».. وقال جواو ميراندا نجم المنتخب البرازيلي، أمس الجمعة: «نيمار لاعب رائع وسيفوز بكأس العالم بالتأكيد».. ولكنه سيكون في الثلاثين من عمره عندما يحين موعد المونديال القطري.
وكان الأسطورة البرازيلي بيليه قاد المنتخب البرازيلي للفوز بلقبين متتاليين في بطولات كأس العالم (1958 و1962) قبل أن يكمل عامه الثاني والعشرين كما قاد الأسطورة رونالدو منتخب السامبا للفوز بلقب مونديال 2002 وهو في السادسة والعشرين من عمره.
وقال سكولاري: «في البرازيل، نعلم من هو نيمار ومن هو بيليه ومن هو رونالدو… نعلم أن هناك نسخة واحدة من بيليه ولن تكون هناك ثانية».. وكان المونديال الروسي هو أكبر فرصة أمام نيمار لكنه لم يستغل هذه الفرصة.
إلى ذلك، أعلن الاتحاد البرازيلي، موقفه من استمرار «تيتي» في منصب المدير الفني لمنتخب السامبا، بعد صدمة الخروج من دور الثمانية ببطولة كأس العالم 2018، وقال عضو بارز بمجلس إدارة الاتحاد، في تصريحات لصحيفة «أو إستادو» إن تيتي مستمر و»لا يوجد نقاش بهذا الأمر على الإطلاق».. ومن المفترض أن يستمر عقد تيتي، 57 عاما، حتى نهاية تموز الجاري، ولم يعلن عن قراره بشأن مستقبله بعد مباراة أمس أمام بلجيكا.
وقال تيتي لدى سؤاله بشأن استمراره أو رحيله عن المنصب «لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال، مازلت متأثرا بالمباراة».