تختلف مضامين الخطاب الموجه الى الجمهور ويختلف المحتوى تبعا للظروف السياسية والامنية والاقتصادية التي تحيط بالمشهد العام لاية دولة ولايمكن القول ان كل من يتولون المناصب والمسؤوليات في اي محفل قادرين بالضرورة على صياغة خطاباتهم بما ينسجم وتوجهات الجمهورفهناك الذي يفتقد المؤهلات والقدرة على اختيار الكلمات المناسبة وهناك من تنقصه البلاغة وهناك من يفشل في اختيار الزمان والمكان في اللقاء وهناك من لايفلح بانتقاء الافكار وهناك من هو محتاج الى تقديم يد العون والمساعدة في عملية التسويق السياسي في كل مراحلها وللاسف مثلت التجربة السياسية في العراق تحديا كبيرا للكثير من السياسيين لاسباب متعددة ابرزها افتقار عدد كبير منهم الى النضج في هذه التجربة فيما تعكز القسم الاخر على تاريخه ونضاله ضد النظام السابق من دون ان يحوز نفاط التأثير فعمد الكثير منهم الى الاكتفاء بعرض سيرته الذاتية كمعارض للنظام السابق امام العراقيين ومحاولة التأثير بهم من خلال هذا المفصل اليتيم من دون الاستشهاد او تقديم اي نتاج سياسي في مجالات الحياة المختلفة ولربما تتصاعد خطورة افتقاد المسؤولين في العراق لاية ثقافة او وعي في مجالات خطابات الجمهور مع تولي قسم منهم دفة القيادة في مراكز حساسة سواء اكان ذلك في السلطة التنفيذية او التشريعية او المناصب الامنية والاقتصادية الاخرى حينها تتفاقم الكثير من المشكلات جراء فشل هؤلاء في التعاطي والتفاعل مع الرأي العام ويبرز ذلك بشكل جلي في اثناء الازمات والمواقف واللحظات الصعبة وخلافا لما يتامله الناس من القادة والمسؤولين من قدرة على تهدئة الشارع وبث رسائل الطمأنينة بتخبط الكثيرون في خطاباتهم ويبدو الارتباك والتوتر في محيياهم وترصد عدسات التلفزة مظاهر الضعف والفشل في ادائهم ويصبح الكثير منهم محط سخرية وتندر واستهزاء في موتقع التواصل الاجتماعي وهنا يمكن ان نوجه اصابع الاتهام الى مكاتب الاعلام والعلاقات العامة المنوط بها مساعدة الاحزاب والكيانات والمسؤولين في شتى مواقعهم الحكومية والحزبية في التسويق الاعلامي بما يحقق التأثير في الرأي العام وهؤلاء لهم قصة اخرى تنسجم مع الاستسهال والارتجال في اختيارهم كناطقين رسميين او متحدثين صحفيين من دون التمحيص بقدراتهم ومؤهلاتهم مما يؤدي في النهاية الى استجلاب الفوضى والفشل للمسؤول والمؤسسة التي ينتمي اليها في ان واحد وفي التجربة العراقية امثلة كثيرة نستدل منها على اخفاق الكثيرين في اختيار وتوجيه خطاب التأثير في الرأي العام .
د. علي شمخي