آخر مدينة حررتها القوّات العراقية من قبضة داعش تشكو الإهمال القاتل
( 1 ـ 2)
نينوى ـ خدر خلات:
في الثلاثين من آب/ اغسطس 2017 أعلنت القوات العراقية المشتركة عن التحرير الكامل لمدينة العياضية وطرد عصابات داعش الارهابية منها ـ كآخر مدينة عراقية شهدت معركة كبيرة بين الجانبين، وبعد انتشال نحو 700 جثة داعشية من مركز العياضية، نصفها تعود لارهابيين اجانب، ووجود العشرات من الجثث لقتلى داعش في قرى قريبة من محيطها، لكن المدينة ما زالت خالية من سكانها وليس هنالك اية بوادر لعودة سريعة للحياة الى هذه المدينة المدمرة بنحو 50% والتي كان عدد سكانها يبلغ 16 الف نسمة ضمن 7 الاف عائلة اغلبهم يتوزعون على مدن في اقليم كردستان وبقية انحاء العراق كنازحين ومهجرين الى اجل غير معلوم.
يقول الناشط حكمت عبد الرحيم، وهو من اهالي العياضية ويعيش نازحا في محافظة كركوك في حديث الى مراسل “الصباح الجديد” ان “مدينتي الان خاوية من سكانها ولا احد يقبل بالمجيء للعيش فيها، بسبب الدمار الهائل الذي اصابها في اثناء عمليات التحرير، علما ان الاغلبية يتمنون العودة اليها اليوم قبل الغد، لكن الامنيات شيء والواقع شيء اخر، مع الاشارة الى ان الكثير من العائلات تذهب للعياضية ويقومون بتنظيف منازلهم والعودة من حيث اتوا، لانه لا تتوفر اية خدمات فيها لحد الان”.
واضاف “العياضية منكوبة فعلا، واهلها سيعودون تدريجيا، لكن هذا يتطلب توفير شروط العيش البسيط كالماء والكهرباء، ورغم ان بعض الدوائر الخدمية بدأت اعمالها وهنالك فرق من البلدية والماء والكهرباء والمركز الصحي ومركز للشرطة، لكن نسبة الدمار كبيرة وهنالك مخاوف من وجود مقذوفات حربية غير منفلقة او احزمة ناسفة في اطراف البلدة، لانه تم الاعلان عن تطهير مركز المدينة، لكن ما زال هنالك مخاطر وعبوات ناسفة واحزمة وعشرات الجثث لقتلى داعش في القرى القريبة مثل قرية الراعي وطولة باش المجاورتين للعياضية، ويمكن مشاهدة بقايا تلك الجثث بالعين المجردة”.
منوها الى ان “جهود الجهد الهندسي كانت كبيرة جدا في تطهير مركز العياضية من جثث الدواعش ومن المواد المشتبه بها كالعبوات والاحزمة الناسفة، لكن هذا يعد خطوة اولى وبسيطة نظرا لهول الكارثة وفداحة الخسائر في مدينتنا، حيث اغلب الطرق مغلقة بالانقاض ونسبة الدمار تصل الى 50% في البيوت سواء التضرر الجزئي او الكلي”.
وتقع العياضية شمال غرب الموصل بنحو 65 كلم، ويسكنها اغلبية مطلقة من التركمان السنة، واعلن مجلس النواب العراقي العياضية كمدينة منكوبة في الاول من اذار/مارس من العام الحالي الى جانب بلدات اخرى في محافظة نينوى.
يقول الناشط حكمت ان “اي طرف لم يساعد اهل العياضية ولم يشجعهم على العودة، وهي مدينة مهملة بالكامل برغم مضي نحو عام كامل على تحريرها”.
وتابع “من اكبر المشكلات التي ستواجهها العياضية في المستقبل القريب هي مشكلة عائلات الدواعش من ابنائها، حيث ان جميع العشائر يرفضون عودة تلك العائلات، لانهم السبب الرئيس في دمارها، و هم من استقبل الدواعش الاجانب في البلدة، وارتكبوا مجازر وجرائم وشوهوا اسم مدينتنا، وعليهم ان يدفعوا ثمن جرائمهم بطريقة او باخرى”.
وحول ما يريده الاهالي من امور تشجع عودتهم لمدينتهم يقول محدثنا “هنالك شروط اولية منها، تعويض الاهالي المتضررة بيوتهم بالمبالغ المالية باسرع وقت ممكن، تعويض الاهالي بالكرافانات او بمجمعات سكن مؤقتة، ترميم الشوارع والقناطر التي تربط العياضية بتلعفر، والعياضية بزمار، والعياضية بمنطقة عوينات، ونحن نحتاج الى مساعدة المنظمات الدولية لناحية العياضية بجميع الاشياء لان المنطقة منكوبة، ونطالب محافظ نينوى الذي لم يزر الناحية لحد الان بزيارة واحدة للوقوف على وضعها واحتياجاتها، و ضرورة تخصيص سيارات اطفاء عدد 3، كما نطالب بتحسين الواقع الصحي في الناحية وتنسيب كوادر طبية متخصصة في مركز العياضية الصحي”.
يتبع الجزء الثاني والاخير