من المرتقب أن يصدر ألبوم مصور للأطفال من توقيع زيندزي مانديالا، الابنة الصغرى لنلسون وويني مانديلا، في بلدان عدة حول العالم في الثامن والعشرين من حزيران (يونيو) بمناسبة الذكرى المئوية لولادة أول رئيس أسود لجنوب افريقيا، وفق ما كشفت دار النشر الفرنسية لهذا العمل.
وقال آلان سير مدير دار “رو دو موند” في تصريحات لوكالة فرانس برس “إنه لمن دواعي شرفنا وسرورنا ان نشارك في نشر كلمة ابنة نلسون مانديلا في أوساط الأطفال”.ويستعرض هذا الكتاب الذي يحمل اسم “الجد مانديلا” (“غرانداد مانيدلا” في النسخة الأصلية الصادرة بالإنجليزية عن دار “لينكولن تشيلدرن بوكس”) مسيرة بطل الكفاح ضد نظام الفصل العنصري الحائز جائزة نوبل للسلام.
وسيصدر هذا الألبوم الذي يقع في 48 صفحة والذي ساهم الأميركي شون كوالز في رسم صوره، بالتزامن في كلّ من فرنسا والبلدان المجاورة الناطقة بالفرنسية والولايات المتحدة وبريطانيا وجنوب افريقيا وايطاليا والبرازيل، فضلا عن عدة بلدان أميركية لاتينية.وفي هذا العمل، تتحاور زيندزي مانديلا (58 عاما) التي تتولى حاليا منصب سفير جنوب افريقيا في الدنمارك، مع حفيديها زازي (6 أعوام) وزيويلن (8 أعوام) ردا على أسئلة حول والد جدتهما.وهي تقول لهما مثلا عند سؤالهما لما زجّ مانديلا في السجن “لأنه كان يناضل ضد الفصل العنصري. وقد سبق أن شرحت لكما هذه الكلمة الغريبة ومفادها نظام سياسي كان قائما في جنوب افريقيا للفصل بين البيض والسود”.
وكان نيلسون مانديلا ولد في 18 تموز (يوليو) 1918 وتوفي في 5 كانون الأول (ديسمبر) 2013. وهو سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999، وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا.
انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق، وقد ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية. سياسيا، هو قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي في الفترة من 1991 إلى 1997. كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999.
درس مانديلا في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند، حيث درس القانون. عاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضوا مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب.
بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في العام 1948 وبدء تنفيذ سياسة الفصل العنصري، برز على الساحة في العام 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيسا لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال، وأشرف على الكونغرس الشعبي للعام 1955.
عمل كمحام، وألقي القبض عليه مرارا وتكرارا لأنشطة “مثيرة للفتنة”، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد. كان يحث في البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة. في العام 1961، ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. وفي العام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة.
مكث مانديلا 27 عاما في السجن، أولا في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في العام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيساً لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في العام 1994، وهي الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز.
انتخب رئيساً للبلاد وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية. كرئيس، أسس دستورا جديدا ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية.
دوليا، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو. امتنع عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلا من حكماء الدولة، ليركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة نيلسون مانديلا.
أثارت فترات حياته الكثير من الجدل، شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية. كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، حيث تلقى أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام العام 1993 و ميدالية الرئاسة الأميركية للحرية ووسام لينين من النظام السوفييتي. تمتع مانديلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالبا ما يشار إليه باسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه “أبو الأمة”.
بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد نيلسون مانديلا صدور كتاب للأطفال
التعليقات مغلقة