الموصليون يترقبون دوران عجلة إعمار مدينتهم وسط مخاوف من الفساد
نينوى ـ خدر خلات:
بدأت عجلة إعادة البناء والإعمار في محافظة نينوى تدور بشكل خجول لإزالة جانب من صور الخراب والدمار الذي لحق بها بعد سيطرة عصابات داعش عليها لنحو 3 سنوات، فضلا عن الأضرار الكبيرة التي نتجت عن العمليات العسكرية في معارك تحرير المدينة بسبب إصرار عناصر التنظيم الإرهابي على التمترس وسط الأهالي والأحياء السكنية، ولا سيما المنطقة القديمة بأيمن المدينة.
وقال الدكتور مصطفى الهيتي، رئيس صندوق اعمار المناطق المتضررة في حديث لعدد من وسائل الاعلام بمدينة الموصل، تابعه مراسل “الصباح الجديد” في نينوى ان ” صندوق اعمار المناطق المتضررة دخل لمدينة الموصل مع بدء عمليات تحرير الجانب الايمن بالضبط، و قبل اسبوعين كنا في جامعة الموصل ولاحظنا عدم وجود طلبة، حيث تبنى صندوق اعمار الموصل العمل على 48 بناية في الجامعة، وسيتم غدا افتتاح كلية طب الاسنان وكلية الصيدلة وكلية الادارة الاقتصاد وعدد آخر من المدارس في محافظة نينوى”.
واضاف “تم تخصيص 250 مليون يورو للبنى التحتية في مدينة الموصل واطرافها، و توجد مشاريع اخرى، نذكر منها المنحة التشكيية لقضايا الصحة والكهرباء ذهبت لمدينة الحمدانية (قره قوش مركز قضاء الحمدانية)، اما المنحة الكويتية فهي تشمل المستشفيات في الموصل مثل مستشفى الخنساء الذي نتواجد به حاليا ومراكز صحية ومستشفيات اخرى بالموصل”.
واشار الهيتي الى ان “الموازنة الفيدرالية للعام 2018 تشمل مبالغ نحو 30 مليار دينار عراقي والمشاريع مستمرة، ولدينا مشروع كبير جدا نتفاوض في الوقت الحالي حوله مع البنك الدولي لتمويل اعادة اعمار المساكن المهدمة والمشروع هو منحة لاصحاب هذه الدور باستثناء المناطق القديمة التي سيهتم بها كل من (يو إن هابيتايت) و اليونسكو، من اجل المحافظة على الطراز المعماري فيها اضافة الى جامع النوري (المنارة الحدباء)”.
وتابع “البنك الدولي لديه ما يسمى القرض الاضافي للبنك الدولي، حيث ان القرض الاصلي يبلغ 350 مليون دولار، اما القرض الاضافي فهو 400 مليون دولار، و سيشمل (الاعمار في) قطاعات الكهرباء والطرق والجسور، وان مدينة الموصل في عيوننا ونينوى بشكل عام، هنالك تعاون جيد بين الحكومة المحلية والصندوق اعادة الاعمار، علما ان كافة المشاريع التي تم رفعها من قبل المحافظة تم اعتمادها ونزلت بالخطة الاستثمارية والجارية لـ 2018 بالمبالغ المرصودة لها”.
من جانبه، قال الناشط المدني الموصلي محمد حسين الحيالي لـ “الصباح الجديد” ان “اية مبالغ تدخل مدينة الموصل، سواء من الحكومة الاتحادية او من منظمات دولية واممية هو امر جيد ويخدم اهالي المدينة وسينعش الحركة الاقتصادية فيها، حيث البطالة وقلة فرص العمل تتسبب بمشاكل اجتماعية لا يمكن تجاهلها”.
واضاف “بدء عجلة حركة الاعمار بالدوران يعني توفير الاف فرص العمل لاهل المدينة واطرافها ايضا، حيث ان الكثير من المصانع والمصالح التجارية متوقفة واغلب العوائل يعتمدون على الرواتب الشهرية فقط، اي ان اقتصاد المول بات اقتصادا استهلاكيا بامتياز، بعدما كان اقتصادا انتاجيا ويصدر منتجاته الى مختلف المحافظات العراقية”.
وحذر الحيالي من “ان يرافق عمليات الاعمار بنينوى عمليات فساد من قبل مسؤولين ومقاولين متنفذين من داخل المدينة وخارجها ولهم باع كبير في عمليات فساد الحقت الضرر الكبير بالمدينة واهلها منذ عام 2003 ولحد الان”.
وتابع “نطالب بان يكون للجنة النزاهة النيابية دور في الاشراف والنمتابعة المالية لعمليات صرف الاموال ومراقبتها بشكل صارم لمنع او للحد على اقل تقدير من الهدر بتلك الاموال كي لا تصب في جيوب الفاسدين وبالتالي يخرج الاهالي من هذا المولد بلا حمص وفق المثل المصري الشهير”.
ونوه الحيالي الى ان “المبالغ التي سمعنا بتخصيصها لمحافظة نينوى عموموا والموصل خصوصا، لن تسد سوى جزء يسير من حاجة المدينة واطرافها، فهنالك خراب ودمار في اغلب الاقضية والنواحي والقرى بعموم نينوى، ونعتقد ان الامر يتطلب عشرات المليارات من الدولارات، كي تعود الموصل الى ما كانت عليه عام 2014 قبل ان يسيطر عليها تنظيم داعش الارهابي، حيث ان خطوط الطاقة الكهربائية ومياه الاسالة كانت تعمل بشكل مقبول، وكان هنالك الاف المعامل والمصانع الحكومية والاهلية تعمل باستمرار، وكل هذا توقف وتضرر عدا استثناءات هنا او هناك”.