أقامتها كلية الطب في جامعة البصرة
البصرة – سعدي السند:
بحثت ندوة في كلية الطب بجامعة البصرة بعض المعلمات المناعية والورمية في سرطان الخلايا المرتبطة بالفم والبلعوم للباحثة مها حميد المحفوظ .
وقالت المحفوظ لـ «الصباح الجديد» يهدف البحث الى دراسة العلاقة بين مستوى المعلمات الحيوية (EGFR , VEGF 3L2, IL6 , IL8 ) في دم ونسيج المرضى وعلاقتها بانتشار المرض الى الغدد اللمفاوية في شتى الفئات العمرية ووجدت زيادة معدل ومستوى المعلمات الحيوية ( EGFR VEGF, 3L2, IL6 , IL8 ) في مصل دم المرضى وهذا يوضح ان هذه المعلمات الحيوية لها دور مهم في تطور هذا النوع من المرض , واستنتجت بان العلاقة وثيقة بين المعلمات المناعية ( IL8, IL6 ) في مصل وانسجة المصابين بهذا النوع من الورم والذين لديهم انتشار الى الغدد اللمفاوية مما يمكن ان يكون له أهمية مختبرية للكشف عن وجود او غياب انتشار المرض الى الغدد اللمفاوية والذي لا يمكن الكشف عنه باستعمال الوسائل المتوفرة حاليا وهذا يساعد في اختيار العلاج المناسب للمريض من قبل الطبيب المختص.
وخرجنا من البحث بتوصيات أهمها ضرورة اجراء المزيد من الدراسات المناعية لدى مرضى سرطان الخلايا المرتبطة بالفم والبلعوم في شتى الأعمار.
يصيب فئة محددة من الأشخاص
وبشكل عام يعد سرطان الفم أو سرطان التجويف الفموي أحد أمراض السرطانات التي تصيب فئة محددة من الأشخاص وخاصة بين أولئك الذين يدخنون بشراهة وباستمرار، فأكثر الحالات المسجلة بهذا المرض هي من بين المدخنين، كما يصاب به أيضاً مدمنو الخمور بصورة كبيرة.
هذا النوع من السرطانات يصيب الأشخاص فوق سن 45
ويصيب هذا النوع من السرطانات الأشخاص فوق سن الخامسة والأربعين، ومع ذلك ليس هناك مانع في أن يصيب أدنى من ذلك العمر، ولكنه مركز في هذه الفئة العمرية التي تتجاوز الخامسة والأربعين من العمر، وفي حالة اكتشاف وتشخيص هذا المرض مبكراً فإن نسب الشفاء تصبح كبيرة وعالية وقد تصل إلى نسبة 100% أي الشفاء التام، وبالرغم من ذلك يتوفى عدد كبير من المصابين بمرض سرطان الفم نتيجة التشخيص الخاطئ أو المتأخر، فقد تصل نسبة الوفاة بهذا المرض إلى 55% من إجمالي حالات الأشخاص المصابين، وطبقاً لآخر أرقام إحصائية صادرة عن المراكز الطبية العالمية تصل نسبة المرضى بهذا السرطان إلى ما يقرب من 5% من جملة الأشخاص المصابين بأنواع من أمراض السرطانات المختلفة، وطبقاً لأحدث الأرقام في التقارير الطبية العالمية فإن ما يقرب من 650 ألف شخص يصابون سنوياً بمرض سرطان الفم في جميع دول العالم، وتصل نسبة الخطورة بين هذا العدد إلى الربع، حيث يتوفى من هذا العدد ما يقرب من 170 ألف شخص من إجمالي المصابين السابقين.
بداية الورم
وتوضح العديد من الدراسات أن سرطان الفم أو سرطان تجويف الفم، ورم خبيث يحدث داخل تجويف الفم، وهذا الورم غالباً ما يكون ناتجاً عن ورم آخر في نسيج الفم نفسه أو امتدادا لورم في البلعوم، وينتشر هذا الورم في تجويف الفم على اللثة وسقف الحلق وسقف الفم أو الأرضية، وينتشر أيضاً في الشفتين ويمكن أن يظهر في سطح اللسان، وقد يصيب الغدد اللعابية، وكذلك داخل الخد والوجنتين، وأحياناً ينتشر في اللوزتين، أي أنه يمكن أن ينشأ في أي نسيج أو عضو من الأعضاء السابقة والموجودة داخل تجويف الفم، وخطورة الإصابة بسرطان الفم إنه من أكثر أنواع السرطانات سرعة في الانتشار، وهنا تبدو خطورته في الوصول إلى أجزاء كثيرة قد يصعب السيطرة على الانتشار فيها، ولذلك التشخيص المبكر وقاية كبيرة من هذا الانتشار، وهذا النوع من السرطان يصيب الرجال والسيدات، فهو يهاجم الحالات بداية من سن الأربعينيات وحتى الخامسة والستين، وتبين الدراسات أن ما يقرب 92% من حالات المصابين بمرض سرطان الفم يكون مصدر هذه الأورام الخلايا الحرشفية التي تتواجد في الغشاء المخاطي بالفم، ثم يظهر السرطان في بدايته على صورة ورم في الفم حميد في البداية مع بعض التقرحات داخل الفم، ويظهر نسيج أحمر وتتطور الحالة ويتطور الورم إلى خبيث وسرطاني يمتد في بعض أنسجة الفم الأخرى.
علامات المرض
من العلامات التي تشير إلى احتمالات الإصابة بسرطان الفم، هي صدور رائحة كريهة من الفم، وهذه الرائحة إذا استمرت برغم اتخاذ المطلوب لإزالتها فإن هناك مؤشراً قوياً على بدايات سرطان الفم، وفي هذه الحالة لابد من الذهاب إلى الطبيب المتخصص فوراً لمعرفة سبب هذه الرائحة المستمرة ، والتأكد وعمل المطلوب ، كما أن البقع الحمر والبيض علامة على احتمالات الإصابة بمرض سرطان الفم، وهناك أنواع من البقع تسببها بعض الفطريات وتزول فور معالجتها، ولا قلق منها، أما عند الإصابة ببعض القرح المستمرة والتي لا تلتئم فإن نسبة الإصابة بهذا المرض تكون مرتفعة، وتعد هذه القرح من المؤشرات الجيدة لاكتشاف سرطان الفم مبكراً قبل التطور والتفشي في جميع أنسجة الفم.
فقدان الوزن
تضيف الدراسات إن من علامات الإصابة بسرطان الفم أيضاً، فقدان جزء ملحوظ من الوزن بصورة مفاجئة وغير طبيعية وبلا سبب واضح، حيث تسبب هذه الحالة صعوبة كبيرة في عملية تناول الأطعمة خاصة الصعوبة التي تصيب عملية المضغ وعملية البلع معاً، ما يجعل المريض يتخوف من عملية تناول الطعام ككل، وبالتالي التقليل من الطعام، فإذا لاحظ أحد الأشخاص فقدان ما يقرب من ستة كيلو غرامات من وزنه بسرعة كبيرة من دون أي داع ولا سبب، فإن ذلك يدعو إلى القلق والاحتمالات الكبيرة بالإصابة بسرطان الفم.