بغداد – سمير خليل:
العيد، ضيف يحل علينا مرتين كل عام، ولأننا شعب يتمسك بطقوسه وارثه الديني والاجتماعي، فللعيد مكانة خاصة بنفوسنا، تستقبله مبتهجة، ونعد العدة للاحتفاء به وبأيامه المباركة.
وبسبب ما مر على بلدنا من ويلات وصعاب، صار العيد يشاركنا همومنا، كما كان يتشارك معنا الفرح، لكنه ظل اثيرا في نفوس اطفالنا الذين يمثل لديهم العيد نافذة للفرح والمتعة.
هذا العام زارنا العيد وسط اجواء التفاؤل بعد اندحار داعش الإرهابي، وعودة الامان لمدننا التي نال منها الارهاب والخراب، وبحلوله غصت متنزهاتنا بالعائلات التي اصطحبت اطفالها بجلسات جميلة وسط الخضرة، وكركرات وصخب الاطفال.
في كورنيش الاعظمية الذي يغفو على شاطئ دجلة الخالد، تناثرت الالعاب المتنوعة، والتي تسحر الباب اطفالنا وتحتضنهم منذ قدومهم وحتى المغادرة.
(الصباح الجديد) تجولت في احد المتنزهات والتقت العائلات الكريمة واطفالهم، والذين اتفقوا جميعا على ان العيد الحالي جاء وسط فسحة من الأمان، كما اتفقوا على نظافة المكان والعابه الامينة، وسجلوا انطباعاتهم عن العيد وعن المتنزهات خلال أيامه.
اول المتحدثين، الحاجة ام حسن، ام لثلاثة شهداء، وجاءت برفقة احفادها اليتامى لتروح عنهم خلال العيد، تقول: “الحمد لله عيد هذا العام افضل من السنتين الماضيتين، لكنه لا يرتقي لأيام الزمن الجميل حين كان العيد اجمل، اليوم نسجل تحفظنا على اجرة العاب الاطفال البالغة (2000) دينار للعبة الواحدة، وهو مبلغ يثقل كاهل العائلة اذا ما اصطحبت عددا من الاطفال معها، لذلك ما نرجوه هو تخفيض هذه الاجرة ليتسنى لنا الحضور لمرات عديدة.
شاطرها الرأي السيد منتصر كاظم صباح، موظف من اهالي البصرة الحبيبة يزور بغداد خلال العيد، ويصطحب معه الى المتنزه ثلاثة من اطفاله، ويطالب بتخفيض اسعار الالعاب خاصة ان بعض الاطفال لا يبرحون الالعاب التي يحبونها. لكنه اكد ايضا على نظافة وامان المتنزه.
واستذكرت حلاوة العيد في السنوات الماضية حيث الالفة والتراحم والتواصل بين الناس والتي افتقدنا نكهتها هذه الأيام، الحاجة ام حيدر والقادمة مع عائلتها واحفادها من منطقة الحسينية، اشادت بالجهود المبذولة لتأمين ايام العيد، والتي رسمت الفرحة على وجوه الأطفال، ووجهت التهنئة لكل العراقيين والمسلمين كافة.
واصطحبت ام عباس اربعة اطفال وطالبت ايضا بان تكون الالعاب مجانية، او في الأقل تخفيض الاسعار بما يناسب امكانيات المواطن.
حملنا هذه الانطباعات ووضعناها امام المهندس محمد المالكي المدير التنفيذي لشركة ثمار المودة- كورنيش الاعظمية فأجاب ” اسعارنا مقبولة جدا اذا وضعنا بالحسبان ان متنزهنا يتمتع بسمعة جيدة لدى الناس، فهو خاص بالعائلات، ولا نسمح بدخول الشباب، كما نمتلك مرسى للزوارق وباجرة الألعاب نفسها وهي (2000) دينار، وهي اسعار حكومية، كوننا نعمل مع الشركة العامة للنقل البحري، والتي تستقطع منا 30 بالمئة من الوارد العام، وما يتبقى يجب ان نسدد منه متطلباتنا من رواتب العاملين والموظفين، اضافة الى الطاقة الكهربائية الخاصة بنا، اذ اننا لا نتزود بالطاقة الكهربائية من الدولة. اننا وفي حدود ضيقة نمنح بطاقات مجانية للأيتام والمتعففين.
وعن سؤالنا بشأن ايام العيد، وماهي المعوقات التي واجهها المتنزه أجاب “الحمد لله مرت ايام العيد بصورة آمنة جدا، لكننا واجهنا مشكلة كبيرة بقطع شارع الكورنيش من ساحة الدلال وحتى ساحة المغرب، مما اثر على روادنا الذي اصطحبوا سياراتهم الخاصة، ولم يستطيعوا الوصول الى المتنزه، وتأثر عدد الزوار بما يقارب ال 50 بالمائة “.
وكان لابد لنا من القاء التحية وتقديم التهنئة بالعيد السعيد لأفراد الحماية من منتسبي وزارة الداخلية الشجعان والذين واصلو الليل بالنهار لحماية العائلات واطفالهم، وتأمين الفرحة الخاصة بالعيد، واكد بعض هؤلاء الابطال بان التعاون بينهم وبين المواطنين رفع من روحهم المعنوية، ورسم صورة جميلة خالية من اية مشكلات تذكر، برغم زيادة عدد الناس عن العام الماضي.
من أجل أن يبقى العيد نافذة للفرح والأمل
التعليقات مغلقة