لوحات ترسمها حواء

لوحات جميلة ترسمها المرأة العراقية وهي تدير عجلة الحياة في البيت او العمل، لتخلف وراءها الاف الحكايات والنوادر عن كل ما تمر به يومياً من احداث صغيرة وكبيرة.
جميلة تفاصيل يومها مالم يعكرها قلقها وخوفها على اطفالها من كل ما تحمل النفوس المريضة من شرور.
وهنا اضيف هم آخر على عاتقها بأن تكون عنصر الامن الذي يقضي الليل والنهار على حماية اطفالها، وان غفلت ولو للحظات، فهي لا تعرف ما يمكن ان يتعرضوا له في تلك اللحظة، وان غيبتها الايام مجبرة لا مخيرة فقد أصبح اطفالها لقمة سهلة بيد العابثين ممن لا يملكون من الانسانية والرحمة شيئاً.
آلاف القصص تروي معاناة الايتام ممن توفيت امهاتهم او عاشوا بعيداً عنها نتيجة انفصال الام عن الاب معاناة مشتركة بين الام واطفالها ، لاسيما وان التعصب القبلي هو من يسيطر على الوضع العام في المجتمع العراقي فكل مشكلة يتعرض لها الاطفال تكون الام هي السبب وهي المهملة وهي من تخلت عن ابنائها ، في حين يكون الرجل هو الضحية ومحط الاستعطاف لكون المرأة هي التي هجرته وتركت اطفالها ، من دون ان يتكلفوا البحث عن الاسباب والمسببات التي دفعت تلك الام لترك اسرتها وبيتها ولا اقصد جميع النساء بل من وقعن ضحية التعنيف الجسدي واللفظي وسوء المعاملة من قبل الزوج الذي لم يوفر لها ادنى اسباب المعيشة الانسانية .
نساء اضطهدن وشردن وبقي المجتمع عاجزاً وصامتاً امام كل ما يتعرضن له من اساليب وحشية وعدم احترام لذاتها يدفع ثمنها الاطفال الذين جاءوا للدنيا ولم يكونوا على علم مسبق بأنهم سيلاقون هذا المصير في ظل مجتمع يعتمد العرف اساساً له ، ومازال ينظر إلى المرأة على أنها كائن ضعيف مسلوب الإرادة، قاصر لايمكنها اتخاذ القرارات المناسبة لها ولمن حولها، وستظل تعاني التهميش وسلب الحقوق في وضح النهار لعدم وجود قانون رادع ينص على حمايتها هي وأطفالها من العنف الأسري و المجتمعي.
فالمرأة كيان فعال وقوي في المجتمع بل هي أساسه فهي الأم والأخت والزوجة ومربية الأجيال والطبيبة والأستاذة فكيف يمكن لأمة النهوض ونصفها مسلوب الحقوق ومظلوم ؟.
وكيف يحترم المجتمع انساناً حاول انتهاك حقها بالعيش بكرامة ويفضله وينتصر له ويتجاهل حق المرأة ؟.
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة