وسام العبيدي
بعضٌ من الجنون
يكفي أنْ أركبه قصبةً
تسرح بي في عالمٍ يضجّ بالعقلاء..!!
يضجّ بالمقنّعين عن غاياتهم
أحتاج بعضًا من جنون الحكماء
ليُعرّيني من تلافيف المجاز
ويسلخني من عوازل المعنى البلاغي
فقد هرِمتْ شفتاي
وما زلتُ أتعكّز على أفق التلقي
وأعوّل على مرجعيات المخاطبين
لا بُد من ثورةٍ للمسكوت اللائذ
في طيّات الذاكرة
لأزيحَ من خلاله طبقاتٍ متخسّفةً
من الكذب الصفيق
لا بُد لي ولكم أيضًا
أنْ تُحاولوا تكسير أصنام الصمت
ليتفجر نهرُ الحقيقة
مُغرقًا أبراج العاكفين على نسجِ ألاعيبهم الكلامية
ويحطّمَ أسوار أفكارهم الصدئة
حينها..
سأسكبُ الحروف من دلو العقل
وأدعها على الأرض ترسم أشجانها
وتحفر دلالاتها بنفسها في ذاكرة السواقي
مثل أي زهرةٍ ترسم بعطرها إمضاءها المختلف
عن غيرها من زهور الحديقة
حينها..
سأترصدُ كل حرفٍ يبعث لي رسائله عبر ناي أنينه
وأتبعه نكايةً بـ(سيرين) الكناية
متخفّفًا من ظلال الوقت
ذلك السيف الطائر فوق الرؤوس
متحدّيًا مفارز تفتيش ما بين السطور
مُجاهِرا بالخلاص منْ تبعاتِ الدلالة
وما تحرثه منْ أشواكٍ
سأضفرها تاجًا فيما بعد
لتهبني طقوسُ الحقيقة مقاليدَ أبوابها
وأجوس بجنوني قُرى النائمين
تحت وطأة خدرِ المعنى
ومعنى المعنى
ومعنى ما غاب وراء أكمة المعنى
لأعرّي زيف التاريخ
بضياعِ العُمرِ ركضًا
وراء سرابٍ يلمع فيه المعنى كذبًا
ولنا منه عطشٌ يشربُ من دمنا
يقتلنا.. بفراغٍ أصحرَ أنفسَنا
فلذا بعض جنونٍ يكفي
أنْ أحيا من دون قناعٍ
يسرقُ ذاكرتي من أمسٍ
يقبعُ في نفق الوجدان